الملك يجلس إلى طاولة البلديات..

اخبار البلد-

 
رغم مشاغله أصر جلالة الملك عبداالله الثأني أن يكون مع رؤساء البلديات في البحر الميت؛ لإيصال رسائل ملكية تعتبر دعم وتشجيع لهؤلاء الذين بيدهم اللبنة الأولى للتنمية المحلية، مفأجاة لم يحسب لها حساب الحضور وكانت بلسما فعالا لإنتشال حالة بعضهم من قلة توفر المخصصات أو المعيقات التي تقف حائلاً بين طموحاتهم ورغباتهم في وضع مدنهم ومناطقهم في صف البلدات المكتفية مالياً واقتصادياً واجتماعياً، من هنا رأى بعضهم هذه الزيارة بعين الحب والتفاؤل والدعم اللامحدود لتقدمهم ونفض غبار العجز والإتكالية. أجاد الملك باختياره الجلوس مع هذه النخبة الخيرة التي تسعى بكل ما تملك ان تقدم لمناطقها كل ما من شأنه رفع سويتها وتقدمها، كانت الوجوه مفعمة بالأمل من شاهد الوجوه قبل دخول الملك الجلسة وما بعدها يعي جيداً بأن وجود الملك هو أكبر دافع للعطاء والإنجاز، لا ينكر أحد بأن البلديات في السنوات الأخيرة استطاعت أن ترتقي بما تقدمه وتبذل كل ما تملكه لأجل الوصول إلى رضى المواطن، كثيرا من الأحيان نسمع عن أخبار مالية لبعض البلديات تدخل الفرح والسرور عندما تعلن بأن نفقاتها قريبة من دخلها، وأن العجز قريب من الصفر، إذن نحن نتحدث عن عمل مؤسسي لهذه البلديات يعتمد على خطط ورؤى تلبي ما يطمح له مواطن تلك المدن، لن ننكر بأن للمنحة الخليجية دورا في تحسن بعض الخدمات الأساسية لهذه البلديات ولمسها المواطن من حيث إعادة تعبيد الطرقات والشوارع ومشاريع استثمارية خدمة موازناتها. إذن هي الشجاعة طالب بها الملك عندما تكون في صالح المواطن، عندما تكون الخدمة من أجل المواطن بالتالي هي لصالح وطن بأكمله وناسه، من أراد العمل للمصلحة العامة ليكن على قدر المسؤولية ويناضل بشجاعة ويتخطى أصحاب المصالح الخاصة التي دائما هي السبب في تأخر البلديات، نحن الآن في وقت بحاجة الى جميع الأيادي الخّيرة لبناء هذه المجتمعات، من هنا وكما أطلقها جلالة الملك بان المشاركة الإيجابية بين المجالس المحلية هي سبيل للإرتقاء بالمستوى الاقتصادي لها مما يترتب عليه جودة الخدمات المقدمة لإبناء تلك المناطق والوصول الى توافق مجتمعي على الأولويات والضروريات. عندما أعلن جلالة الملك في الشهر الماضي عن تشجيع البلديات النشطة والداعمة لمناطقها من خلال جائزة «البلدية المتميزة»، إذن هو اهتمام ملكي لم يسبق له مثيل بالبلديات ودورها التنموي، رسالة ملكية بأن المجّد لخدمة بلده له الحق أن يميز ويكافأ لأننا نحتاج لمساندة بعضنا البعض، وأن نعتمد على أنفسنا في رفعة الوطن وتقدمه دعم ملكي لبناء منظومة تنموية من خلال المجتمعات المحلية لرفعة سكانها وتحسين خدماتها والاعتماد على نفسها.