لمن ستكون الغلبة في ليبيا؟

علاقة تركيا بالملف الليبي تتصاعد بشكل واضح، فتصريحات اردوغان بالامس تتحدث بوضوح عن عزم تركي وإرادة واضحة بتقديم الدعم العسكري لحكومة الوفاق ومنع سقوطها.
وحتى نكون موضوعيين اكثر، ارى ان سبب صمود طرابلس الى الآن في وجه هجمات اللواء حفتر، المدعوم من مصر والامارات وفرنسا، سببه الدعم اللوجستي العسكري التركي الكريم.
لكن الآن، بدأت المعادلة تدخل مرحلة جديدة، والسبب دخول روسيا من خلال مرتزقة «فاغنر» على خط الازمة، مما يعطي قوات حفتر قدرة مختلفة ستخل بالتوازن الحالي.
تركيا بعد كل الذي قدمته وبذلته لن تسمح بسقوط طرابلس، حتى لو اضطرت لإرسال قوات عسكرية كما اشار اردوغان، ولا ننسى ان طرابلس تلقى ايضا دعما كبيرا من قطر وايطاليا.
الرئيس اردوغان معني بوضع قدم ثابتة في المتوسط، وازدادت الحاجة بعد الاعلان عن منتدى المتوسط «مصر، اليونان، قبرص، اسرائيل، آخرون» الذي تم اعتباره كتهديد استراتيجي لتركيا.
من هنا نفهم الاصرار التركي على البقاء في ليبيا، والحفاظ على الاتفاقية الاخيرة الموقعة مع حكومة طرابلس حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
هناك مصالح تركية حقيقية في ليبيا، وهناك اجماع داخل تركيا على ذلك، ولا استبعد ان تؤسس تركيا قاعدة عسكرية في ليبيا تشبه تلك الموجودة في الصومال.
الطرف الآخر، حفتر وداعموه، اصابهم الجنون من الانخراط التركي، حجما ونوعا، لكنهم في النهاية اطراف لا يمكن مقارنتها بالقوة التركية، ولا بالعزيمة التي يملكها اردوغان تجاه الملف الليبي.
لمن ستكون الغلبة؟ سؤال كبير، اميل الى ان الحسم العسكري مستحيل، والراجح ان الجميع سيقنع بالتسوية السياسية، وعندها يمكن الحديث عن ليبيا مقسمة بين ولاءات متعددة.