هنيئاً لنا نوابنا !!!
نحن الشعب اولا وثانيا وثالثا وعاشرا من يتحمل المسؤولية عن تصرفات مجلس النواب ، نحن الشعب من يجب أن يُتهم بوجود مجلس نواب يعيش في واد ونحن الناخبون في واد آخر ، نحن الشعب من يجب أن يتحمل المسؤولية عن كل ما يصدر من تحت قبة البرلمان ، اليسوا هم نوابنا الذين نحن من اوصلناهم الى هناك ، الم نكن نحن الشعب من عملنا واجتهدنا من اجلهم قبل الفرز ، الم نكن نحن الشعب من صفق ورقص وزغرد لهم بعد الفرز ، فلنتحمل المسؤولية إذن .
ومع اننا نعترف بالمسؤولية عن ما يصدر عنهم ، فاننا نطالب الحكومة بحل مجلسهم فورا ، لأن المجلس قد اثبت للقاصي والداني بانه غير مؤهل ، اللهم الا من رحم ربي من اعضائه ، فرغم اهمية التعديلات الدستورية ومناقشتها لاقرارها ، ورغم أن الاردن كل الاردن ينتظر تلك التعديلات ، الا أن بعضا من نوابنا الاجلاء ، لم يكونوا على قدر كاف من المسؤولية ، امام حدث اردني تاريخي ، فكان التلكؤ ومحاولة تهريب النصاب في جلسات مناقشة التعديلات امرا واضحا ، وكان موضوع تخفيض سن الترشح لمجلس النواب ، قد اخذ منحىً غير لائق بشباب الوطن ، الذين هم عماد المستقبل ، ليصفهم احد النواب بوصف لا يليق بنائب وطن ، جُل من انتخبه واوصله الى مقعده النيابي هم من الشباب
وما اشد الدهشة والاستغراب من هكذا مجلس يقبل أن تقيله الحكومة وتحله ، ويرتضون لأنفسهم أن يلملموا اوراقهم المبعثرة ، ويرحلوا بجرة قلم ، وبحروف ربما تكتب في ليلة ظلماء ، يرتضون لأنفسهم بأن يكونوا مسلوبي الحق والارادة .
و فيما يتعلق بالمادة 23 ، فلا يكفي لمجلس الصحفيين تقديم استقالته ، بل عليهم حرق اوراقهم وكسر اقلاهم ، احتجاجا على نص المادة بتغريم كل من اشاع او نسب الفساد الى الاشخاص ، دون وجه حق وبدون ادلة دامغة ، بمبلغ لا يقل عن 30 الف دينار ولا يزيد عن 60 الف ، وبمعنى آخر فان الاعلاميين الذين لا يملكون هذا المبلغ فان مؤاهم السجن ، إن الفساد الذي حماه النواب من خلال اقراره لتلك المادة ، هو المرض الذي يستشري في الدماء ، وهو الذي وصل بنا الى حالة الترهل الاداري والسياسي والاقتصادي ، والفاسدين الذين تلقوا الدعم والحماية من نوابنا ، ربما يتجهون الى مأسسة الفساد ، في اطار مؤسسة محمية ومدعومة بقانون اقره مجلس نواب الشعب ، هؤلاء النواب الذين نحن الشعب من اعطيناهم اصواتنا واوصلناهم الى مقاعدهم التي يجلسون عليها اليوم ، فكيف يتفق قانون يحمي الفساد والفاسدين ، مع المناداة بتطبيق النزاهة والشفافية ، كيف سيخرج الفقير من فقره ، ويتوقف غنى الغني .
هنيئا لنا نوابنا ، وهنيئا لنا بالفساد والفاسدين الذين سيملؤن شوارعنا ، وهنيئا لنا حكومتنا الفرحة بنوابنا الذين يعطونها ما تريد .