هل تتبنى حياة إف إم هذه المبادرة ؟؟ ..

هل تتبنى حياة إف إم هذه المبادرة ؟؟ ..
م. سائد العظم
كم أشعر بالغثيان وأن أسمع يوميا حين ذهابي للعمل ما يسمونه الأغاني الوطنية التي تضعها الإذاعات المدرسية وخصوصا الحكومية منها أثناء دخول وخروج الطلاب من وإلى الفصل الدراسي !!
فبعد أن حرمتنا وزارة التربية والتعليم من الإستماع إلى الأغاني الوطنية التي تبعث فينا الحب الحقيقي للأرض وللوطن مثل "خافق بالمعالي والمنى" و "بلادي العرب أوطاني" أو "يا جيشنا يا عربي" أطل علينا مرتزقة تاجروا بحب الوطن واتخذوه سلعة لتسويق أنفسهم بعدما لفظهم أصحاب الذوق من قوائم المغنيين, هؤلاء الذين فشلوا في حياتهم الدراسية والمهنية كانوا قد تسلقوا سلم الفن الرخيص وفشلوا فيه أيضا, ثم تحولوا إلى خط جديد يترزقون من خلاله وهو خط الأغاني الوطنية مجعرين بكلمات لا تمت للوطن بصلة وقد اختزل بعضهم الوطن بصورة أوعلم أو حتى شماغ مهدب !! بل ومكنهم بعض القبيضة والسماسرة في تصدر الحملات الخيرية والإستماع لرأيهم الأجوف فيما يتعلق بالوضع السياسي بل والإقتصادي أيضا !!
وحين تدقق بما تسمعه من قرقعة تجد أحدهم يريد أن يطقطق العظام مرورا بالهيلمان الهيلمان بينما الآخر ينوح على الوطن بكلمات لا تفهم معناها ومغزاها, ناهيك على التعنصر المخجل لمدينة دون الأخرى في هذا الوطن الحبيب الواسع ثم يختمها أحدهم بتلولحي يا دالية !!
وكم راودتني فكرة الدخول على مدراء هذه المدارس القريبة مني قائلا لهم إتقوا الله في أبنائنا ولا تلوثوا سمعهم وفكرهم بهذه التفاهات !! ولكنني أبيت ذلك خوفا من أن أصعق حين أدخل على مدير أي مدرسة أثناء وضعه لأغنية " تلولحي يا دالية " وأجده قد أمسك بجنزير أو مسبحة (ملولحا) بها أمام طلبته !! أو أن أجد المرشد التربوي وهو صاحب الفضيلة وكاتم أسرار الطلبة في آخر الساحة وقد اندمج بمجاملة مديره رافعا وفاتحا يده اليمنى يهزها ملولحا بها من خلف صفوف الطلبة !!
أذكر أنني دخلت مرة على مديرة المدرسة السابقة التي ائتمنت ولدي عندها وسألتها غاضبا هل تسمي هذه التفاهة أيتها المربية الفاضلة أغاني وطنية ؟؟ !! ومن قال لك بأنني أرغب بأن يكون إبني في الدرك أو الشرطة أو حتى الجمارك كي تسمعيه أغانيهم صباحا ومساءا ؟؟!! (مع احترامنا طبعا للشرطة والجمارك), وقد أحرجت وبررت ذلك بأنها لا تملك غير هذه الأشرطة !!
ومن هذا المنبر أتوجه برسالة رجاء وامتنان لإذاعة حياة إف إم والتي تمتعنا يوميا بأناشيد وطنية راقية من حيث الكلمة والمعنى بل والتلحين أيضا بأن تأخذ زمام المبادرة وهي السباقة في الخير دائما, وأن تقوم بحملة وطنية غير مكلفة تسميها على سبيل المثال "لنحمي أبنائنا من التلوث السمعي" بحيث تقوم بإهداء أناشيدها الوطنية الرائعة إلى أكبر عدد من المدارس الحكومية والخاصة في كل المحافظات الأردنية لإسماعها لأبنائنا الطلبة أثناء دخولهم وخروجهم للفصل الدراسي وذلك حتى نحمي وطننا من جيل سطحي ملوث فكريا غير منتمي بصدق لوطنه يكون شعاره ومنهجه لا سمح الله (الهيلمان ... الهيلمان) !!!
alazemsaed@yahoo.com