شبكة الهاتف الثابت تفقد 54 ألف اشتراك في النصف الأول

ابراهيم المبيضين

عمان - أظهرت الإحصاءات الحكومية الصادرة عن هيئة تنظيم قطاع الاتصالات مؤخراً استمرار التراجع في أعداد اشتراكات الهاتف الثابت في السوق المحلية متأثرا بنمو غريمه الخلوي الذي تؤكّد الأرقام الرسمية  دخوله 97 % من بيوت الأسر الأردنية.
وذكرت الإحصاءات الرسمية التي نشرتها هيئة الاتصالات انّ اشتراكات "الثابت" تراجعت بنسبة 11 % خلال فترة النصف الأول من العام الحالي، لتسجّل 431 ألف اشتراك، وذلك بالمقارنة مع 485 ألف اشتراك للهاتف الثابت سجلت نهاية العام الماضي.
واستناداً الى الإحصاءات نفسها تكون شبكة الهاتف الأرضي فقدت قرابة 54 ألف اشتراك خلال الشهور الستة الأولى من العام الحالي.
وذكرت الإحصاءات انّ إجمالي اشتراكات الثابت المسجلة نهاية النصف الأول (431 ألف اشتراك) توزعت بين 294 ألف اشتراك منزلي، و138 ألف اشتراك تجاري.
وتعاني خدمات الهاتف الثابت منذ سنوات من تراجع مستمر في أعداد اشتراكاتها والحركة الهاتفية عبر شبكتها وذلك مع الارتفاع والتوسع المستمر في خدمات الهاتف الخلوي الذي أضحى يشكّل أداة أساسية للأفراد في الاتصالات لتسيير أمور عملهم وحياتهم الشخصية، زاد هذه المعاناة دخول خدمات الواي ماكس والجيل الثالث التي أثرت أيضا في تراجع اشتراكات الهاتف الثابت بعد تأثر خدمات الإنترنت السلكي ADSL تراجعاً متأثرة بانتشار خدمات الإنترنت اللاسلكي "الواي ماكس" والجيل الثالث التي يمكن تركيبها واستخدامها بالاستغناء عن الخط الثابت.  الإحصاءات نفسها أظهرت توسع خدمات الخلوي بين أوساط مستخدمي الاتصالات حيث شهدت نمواً في عدد اشتراكاتها بلغ 8 %، لتبلغ مع نهاية النصف الأول 7.2 مليون اشتراك، وذلك لدى المقارنة بعدد اشتراكات الخدمة المسجّل نهاية العام الماضي عندما بلغت 6.6 مليون اشتراك.
وتقدم خدمات الهاتف الخلوي ثلاث شبكات رئيسية، فيما ما تزال مجموعة الاتصالات الأردنية تستحوذ على حصة الأسد من سوق الهاتف الثابت.
وبدأت تأثيرات انتشار الهاتف الخلوي السلبية بالظهور بشكل كبير منذ منتصف العقد الماضي، بعد الطفرة التي شهدتها خدمات الهاتف الخلوي في ذلك الوقت بتنافس أربع شبكات (وقتها كانت اكسبرس تعمل)، حيث زادت وتيرة المنافسة في سوق الخلوي وتنوعت العروض وانخفضت الأسعار الى أدنى الحدود (مجانية أو تعرفة لغت القرش والفلس في بعض العروض للدقيقة)، فضلاً عن انخفاض أسعار أجهزة الخلوي، وهي الأمور التي ساهمت مجتمعة في توسيع قاعدة استخدام الخلوي حتى أصبح المستخدم الواحد يمتلك خطين وثلاثة.
كما توسعت قاعدة اشتراكات الخلوي ليمتلك جميع أفراد العائلة الواحدة أرقاما خلوية، ما أسهم في تراجع الاعتماد على الهاتف الأرضي، حتى في ظل وجوده تراجعت الحركة الهاتفية من خلاله بوجود أكثر من جهاز خلوي في البيت الواحد.
وتتوقع الحكومة ومشغلو الاتصالات خلال المرحلة المقبلة استقرار أو تراجع نمو اشتراكات الهاتف الخلوي بعد وصولها الى مرحلة متقدمة من الانتشار تجاوزت عدد السكان، وفرص نمو كبيرة لخدمات الإنترنت، فيما يتوقّع تراجع الاعتماد على الهاتف الثابت. 
المؤشرات التي تظهرها إحصائيات الهيئة بخصوص الهاتف الثابت والخلوي والإنترنت مطابقة للتوجهات العالمية في معظم أسواق الاتصالات في المنطقة أو العالم، حيث تشهد خدمة الخلوي طفرة غير مسبوقة، فيما تشهد خدمات الإنترنت خاصة عريضة النطاق منها نمواً متزايداً، في حين تعاني خدمات الثابت من هجرة وتراجع في الاشتراكات لصالح غريمه الخلوي.
وكان أول دخول لخدمات الهاتف الخلوي والإنترنت في السوق المحلية منتصف التسعينيات من القرن الماضي، فيما يرجع تاريخ الهاتف الثابت لأكثر من أربعة عقود مضت.