التكفيريون ضررهم وأذاهم على الاسلام والمسلمين

التكفيريون وضررهم وأذاهم على الاسلام والمسلمين
 
قال الله تعالى في كتابه الكريم  ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون* واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا, واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءا فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا, وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها, كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون * ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون * ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم * يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ).
 
التكفيريون هم بشر من لحم ودم ، يعيشون بيننا ويعتنقون ديننا ، يأكلون ويشربون مما نأكل ونشرب ،هم من ابناء جلدتنا لا يختلفون عن المسلمين الموحدين بشيء ،  نعبد رب واحد ونشهد له بالوحدانية ، نؤمن بكل الانبياء والرسل مع شهادتنا بأن سيدنا محمد رسول الله الذي بعث للناس كافة وهو خاتم الانبياء والمرسلين ،
 الا انهم فئة ظالمة بحق الله اولا ، وبحق الدين الاسلامي ثانيا ، وبحق المسلمين ثالثا ، وبحق انفسهم رابعا ،
يقولون نحن خير البرية اي هم المسلمون فقط ويكفرون بقية الناس ، عقولهم دائما مقفلة لا تقودهم الا الى الطرق الخطأ ، سفهاء الاحلام ، يحفظون القرآن ولكنهم لا يعملون به ولا يرجعون الى كبار العلماء في مسائلهم بل يتصرفون من هوا انفسهم ،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  ( يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم, وصيامه مع صيامهم, وقراءته مع قراءتهم, يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم, يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية.....الخ الحديث)
 
اعمالهم وتصرفاتهم لا تؤدي الا الى الفتنة والفرقة بين المسلمين ، بسبب عداوتهم ومقتهم الشديد لبقية المسلمين ، لضنهم بأن الناس جميعا على خطأ وهم دائما على حق وصواب ، منهم من يصوم كل اثنين وخميس ويحرص على تعلم احكام التجويد ، ولكن للأسف ينظر الى الناس من حوله بتكبر لأنه يعتقد أنه أعلا منهم منزلة لانه على دين ، وهو في حقيقة الامر ليس بصاحب دين ، فديننا يدعو الى التواضع والتسامح والرحمة والرأفة بالعباد سواء كانوا مسلمين او غير مسلمين ، حتى ان ديننا يدعوا الى الرأفة بالحيوان ،
 لا يسلم الناس من أذاهم وتجريحهم ونقدهم وتدخلهم بكل شؤون الناس العامة وحتى الخاصة منها ، لا يدركون ان علاقة العبد بربه علاقة لها قدسية وخصوصية لا يعلمها الا الله الذين يعلم اسرار قلوب العباد وخفاياها ،
يسمحون لانفسهم بأن يتجرءوا على الله بتكفيرهم للعباد على اتفه وابسط الامور والاسباب ، وكأنهم شقوا على قلوب عباد الله واطلعوا على ما فيها ، ، يحملون القرآن في حلهم وترحالهم والقران يلعنهم لانهم لا يطبقون شيء مما فيه ، ولا يردعهم ما يحفظوا من القرآن الكريم والحديث الشريف عن أذية الناس بسبب ضلالهم وفراغ عقولهم  وسفاهتهم ، لا يعلمون ابسط طرق واساليب الدعوة لله والترغيب بدين الله ، شغلهم الشاغل التكفير والتنفير والفتنة وترهيب غير المسلمين من الدين الاسلامي الحنيف وحثهم على عداوة الاسلام والمسلمين في كل بقاع الارض ، أذاهم وجرمهم كبير لا حدود له ، قاتلهم الله على ظلمهم وطغيانهم وافترائهم على عباد الله المؤمنين الامنين المسالمين
لم يتعلموا عن  رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كيف كان هيناً ليناً رحيماً صلى الله عليه وسلم، والأحاديث في هذا كثيرة، كحديث الأعرابي الذي بال في المسجد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تزرموه ثم دعا بدلو من ماء فصب عليه" رواه البخاري
و قد أوضح الله تعالى سبل الدعوة إذ قال في كتابه ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) سورة النحل – 125 .
 فأساليب الدعوة ثلاث , أولا الحكمة , و ثانيا الموعظة الحسنة , و ثالثا الجدال بالتي هي أحسن . و إنما يلجأ إلى الأسلوب الثالث في حال عدم جدوى الأسلوبين الأولين . و ليس من أساليب الدعوة التكفير أو تبديع الآخرين أو الصراخ و السباب و الشتائم و الإهانة
 
 فما قولك أن النبي عليه الصلاة والسلام ، وهو سيد الخلق ، حبيب الحق ، سيد ولد آدم ، المعصوم ، الموحى إليه ، المؤيد بالمعجزات ، ومع كل هذه الميزات لو كان فظًّا غليظ القلب مع الناس لانفضوا من حوله .


فكيف إذًا بإنسان لا معجزة معه ، ولا وحي ، ولا هو معصوم ، ولا سيد الخلق ولا حبيب الحق ، بل هو واحد من عامة المسلمين
 
تروي كتب التاريخ ، أنَ رجلاً دخل على بعض الخلفاء ، فقال : إنني سأعظك وأغلُظ عليك ، وكان هذا الخليفة فقيهاً ، فقال : ولِمَ الغلظة يا أخي ، لقد أرسل الله من هو خيرٌ منك إلى من هو أشرُّ مني ؛ أرسل موسى وهارون إلى فرعون ، فقال : " فقولا له قولاً ليناً لعله يتزكى أو يخشى " .
سورة طه 44
فهل هم اهم عند الله واحرص على دين الله من موسى وهارون ، لا والله ، بل هم كالانعام بل اضل سبيلا
الم يسمعوا بحديث الرسول عليه افضل الصلاة والتسليم الذي يقول فيه
( أتدرون ما المفلس ؟ إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام ، وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم ، فطرحت عليه ، ثم طرح في النار )
ام على قلوب اقفالها الم يمروا على قول الله في كتابه الكريم
 (( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك))
الم يلحظوا ان الناس بل اقرب الناس اليهم لا يحتملوا مجالستهم  وينفرون منهم كلما صادفوهم
الم يسمعوا بحديث المصطفى الذي قال فيه
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” ما نقصت صدقةٌ من مال ، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزّاً ، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله ”
نسأل الله العفو والعافية وسلامة الدين والايمان ، وان نكون رحماء فيما بيننا ، وان ندعوا لله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وان يكفينا ويصرف عنا اذى الجاهلين الظالمين ، وان يديم علينا في الاردن الامن والامان وسلامة الاوطان وكذلك كل بلاد المسلمين ،
 
انه ولي ذلك والقادر عليه .