جارتنا التي لا أحبّها

اخبار البلد-

 
لم أعش ولا أظن محمود الخطيب ولا رسمي محاسنة عاش تجربة حب على طريقة اغنية نجاة الصغيرة «ساكن قصادي». فلم نعرف حب «بنت الجيران». ويبدو ان اننا لسنا من «المحظوظين» الذين نالوا هذا «الشرف» في «مراهقتنا»، الأُولى، باعتبارنا الآن، نعيش المراهقة الثانية او الثالثة عشرة.
مع ذلك، كنتُ أحد المحبين لصوت وغناء الصغيرة التي كبرت وأبدعت وأصبحت «قيثارة الغناء العربي» المطربة نجاة الصغيرة، التي غنت «ساكن قصادي» من الحان الموسيقار محمد عبد الوهاب، متناولة قصة حب جمعت بين جارين عزيزين.
ومن أيام، سمعتُ الاغنية وسرحتُ في معانيها، وتساءلتُ «وبراءة الأطفال في عينيّ»، عن سرّ عدم معايشتي لمثل هذه القصص لا في الصغر ولا عندما بلغت من العمر عتيّا.
هل كان الشباب يحبون «بنات الجيران» من باب «القُرْب»، وبالتالي هو لن يبذل أي مجهود في التعبير عن مشاعره، فالفتاة في متناول «النافذة». وثمة مليون «حجّة» يمكن من خلالها التواصل معها. كان يذهب الى جيرانه ويطلب «جرّة غاز» زيادة، لأن «جرّتهم خلصت فجأة». أو كما كانوا يفعلون، أيام زمان، عندما كانت الأُم ترسل ابنها الى الجارة كي تطلب «تلقيمة قهوة»، أو «شوية شاي». أو «راسين بصل». الى غير ذلك من الضرورات التي يمكن للجار ان يسد بها حاجة جاره.
للأسف، لم أحظَ بمثل هذه الحاجات، وظلت الجارة «مجهولة» بالنسبة لي، وعندما كبرنا وسكنا بيوتا في عمارات، لم نعد نعرف من هو جارنا ولا من هي جارتنا.
يعني، اكتمل حرماننا من تلك القصة التي أبدعتها «نجاة»، والتي تقول فيها واصفة مشهدا دراميا،واكبته موسيقى عبد الوهاب الساحرة:
«وفي يوم صحيت على صوت فرح بصيت من الشباك،
زينـه وتهـاني وناس كتيـر دايـرين هنـا وهنـاك
شاوروا لي بإيديهم وقالو لي عـقـبـالك
هللت م الفرحه . .. وسألت قالوا جارك
حبيبك.
حبيبي اللي ساكن قصادي . . . وبحبه».
ترى لو ان «نجاة» قررت إعادة الأُغنية، في زمننا الحالي، الذي لا يعرف المرء جاره وان عرفه، فإنه حتما، لا يحبه. عندها، ستقول» ساكن قصادي، و»مش بحبه».