الخير باق في وطني

شهد الوطن في الايام القليله التي خلت مشهدا من اروع مشاهد الخلق الرفيع ,شهد الوطن نموذجا رائعا من نماذج تاّلف القلوب والموده بين ابناء الشعب , قبل يومين اعلن أول ميسر اردني عن العفو عن ديونه لمعسرين ورفع عنهم الدين وكف عنهم التقاضي لوجه الله تعالى واحتسب دينه كله صدقة لله تعالى , ثم تلته اعلانات ما زالت مستمره من اخرين اعلنوا اسقاط ديونهم عن الغارمين المعسرين , ان صفحات التواصل الاجتماعي وخاصه الفيسبوك مضيئة بنجوم هذه الاخبار والاعلانات التي ان دلت على شيء انما تدل على ان الخير ما زال باق في وطني ما دام هناك اناس قلوبهم طيبه وعقيدتهم نظيفه لا يرتجون من هذه الدنيا الا وجه الله تعالى, العفو عند المقدره من اروع الاخلاق واكثرها رقيا وسموا , فهنيئا للوطن بهولاء الاطياب الكرماء من ابناء شعبه , ان ما قدمه هؤلاء من عفو وتجاوز عن الدين للمعسرين هو لبنة اساسيه في تماسك المجتمع وعنوان لقوته واشهار امام العالم اننا ما زلنا نحب بعضنا وندعم بعضنا واننا اقوياء كرماء وان اخلاقنا وقيمنا بكل منظومتها ما زلت تستمد قوتها من عقيدتنا السمحه ومن سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , و يعتبر العفو والتسامح من جملة الأخلاق الفضيلة الحميدة التي تُضفي على صاحبها الكثير من الهيبة والألق , العفو عن الناس زهرة في بستان الأخلاق الفاضلة، وهي زهرة عطرة الرائحة وزكية تبهج القلوب والانفس والارواح .
ما روي عن الطبراني عن ابي امامه رضي الله عنه انه صلى الله عليه وسلم قال : (من سره ان يظله الله يوم لا ظل الا ظله , فلييسر على معسر او ليضع عنه ), وقال ابا قتاده : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (من نفس عن غريمه او محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامه) . وقال تعالى (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) (البقره-280), ,

ان النهج الذي سار عليه هؤلاء الدائنين من ابناء الوطن بالمسامحه والعفو عن المعسرين الغارمين يمثل اجمل صور الاخلاق الحسنه , هذا النهج الذي ادخل السرور الى قلوب وبيوت الكثير الكثير من ابناء الشعب المتعثرين , ولكن يبقى هذ النهج بفعل فرادى من ابناء الشعب فقط وكل امنياتنا ان تقدم مؤسسات التمويل الربوي والربح الفاحش وبنوك الاقساط الربويه وصناديق المعونه العامه والخاصه على انتهاج هذا النهج الخلقي السامي وان تشارك باسقاط ديونها او جزء من ارباحها الفاحشه وفوائدها الربويه عن المتعثرين , ان الاوان ان تكفر هذه المؤسسات عن ذنوبها وان تشارك في حل المشكله التي كانت هي سبب رئيسي في حدوثها ,فلولا عروضها المغريه لما تم الطلب والاقتراض , ونطالب الحكومه ان تضع يدها وتراقب ألّيات هذه البنوك والمؤسسات بشكل جدي لمنع تغولها على المواطن وسلب دخله وقوته وقوة اولاده , والتسبب في حبسه او هجره عن االوطن . ان الاوان ايضا ان تضع الحكومات في حسبانها وحساباتها ان تخطط لحل مشكلة الفقر بشكل مستعجل ذو اولويه قصوى ,لان الفقر هو ابو الجرائم وام الامراض المجتمعيه .
اخيرا ,هنيئا لكل من اعطاه الله القدره على العفو والمسامحه , وهنيئا للشعب الاردني بهولاء الطيبين واخر دعواتنا, اللهم الف بين قلوبنا وانشر الرحمه والموده بين ابناء شعبنا الطيب ,اللهم امين .

/