المحور الثامن: الحروب الأهلية والفتن

اخبار البلد-

 
من المعروف أن الدول الكبرى لا تیأس من مواصلة نھجھا لتغییر طبیعة الحكم في الدول التي لا تتماشى مع سیاساتھا. لذلك فإنھ وفق التقریر الاستخباراتي حول مصیر الشرق الأوسط إلى العام 2035 فإن تخطیط أجھزة الاستخبارات في الدول الكبرى یركز على إشعال الفتن الحزبیة والطائفیة وإخراج مارد الحرب الأھلیة من قمقمھ في العدید من دول .الشرق الأوسط ُ ، ولد نظام عالمي جدید من بین أنقاض الحرب العالمیة الثانیة والیوم بدأت تظھر علامات فمنذ سبعین عاماً تقریباً .التصدع على ھذا النظام العالمي وسط أزمات كبیرة خططت لھا أجھزة الاستخبارات الكبرى في الدول المعنیة فوفق التقریر فإن ھناك خطة لإحداث بؤر توتر في عدة دول شرق أوسطیة في آن واحد تحت شعار المزید من الحریات والمساواة والعدالة الاجتماعیة والدیمقراطیة. ویرى أنھ لا بد من التخلي عن الشعور بالمسؤولیة العالمیة وتفویض الصلاحیات لدول إقلیمیة للإمساك بزمام الأمور بدءاً من شرق آسیا إلى غرب أفریقیا لا لشيء سوى لتلبیة الاحتیاجات الخاصة للدول الكبرى دون أن تخسر أیاً من جنودھا في لعبة الأمم. لذلك یشجع التقریر على أن تقوم أجھزة الاستخبارات العالمیة بلعب دور واحد ھو تخییر الدول المعنیة بالعزلة أو بالعالمیة التي تجلب لتلك الدول .الاستثمار والتجارة والاستقرار والتطور الاقتصادي ویشیر التقریر إلى أن الولایات المتحدة لن تكون اللاعب الوحید في السیاسة العالمیة لأن دولاً أخرى ستصعد إلى قمة الدول المؤثرة دولیاً تتسابق للحصول على دعمھا دول كثیرة شرق أوسطیة طمعاً في المساعدات الاقتصادیة والمالیة .والتكنولوجیة لذلك ینصح التقریر الدول الكبرى بالتحول التدریجي من الاھتمام بمنطقة الخلیج العربي إلى الاھتمام بشمال أفریقیا وبلاد الشام والعراق لأنھا ستكون اللاعب الرئیس في مستقبل الدول الكبرى واستمراریتھا. وفي ھذا السیاق، لا بد من التركیز على نوع الردع ومكانھ، وھنا تكون دول شمال أفریقیا وھي ومسرح الكثیر من الأحداث العالمیة الیوم ومقر التنافس بین الدول الكبرى إضافة إلى منطقة الھلال الخصیب بؤرة الصراع الدولي الجدید لأن الدول الكبرى ستسعى لأن تكسب قواعد عسكریة فیھا ومقار استخباراتیة تتیح لھا الوصول إلى عمق الأعداء الاستراتیجیین وتحریك الخلایا .النائمة في الدول التي تخالفھا سیاسیاً ویوصي التقریر بالمزید من بؤر التوتر الإقلیمیة لحرف البوصلة عن المواجھة المباشرة القاتلة بین الدول الكبرى مع ھامش المناورة بعیداً عن حدود كل منھا. وھنا لا بد من التأكید أن ما نسمعھ في الآونة الأخیرة عن الحرب بالوكالة لیس جدیداً بل تبناه التقریر في العام ٢٠٠٠ ُ حیث یتحرك اللاعبون من خلف الكوالیس أما اللاعب البدیل فھو المحرك النفاث في تلك الصراعات، یعمل وفق أجندات الدول الكبرى. ویختم التقریر بأنھ لا بد من ممارسة حرب الاستنزاف .في تلك الدول الشرق أوسطیة.