المادة (23) أعطني حريتي أطلق يداي ...فإني افسدت ما استبقيت شيئا

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المادة (23) أعطني حريتي أطلق يداي ...فإني افسدت ما استبقيت شيئا

 

 

صراع بين سيادة  القانون أم قانون الفاسد ... بداية لقد أعجبني هذا النص .... بمحتواه ..

 

وتنص المادة (23) على أن كل من اشاع او عزا او نسب دون وجه حق الى احد الاشخاص او ساهم في ذلك بأي وسيلة علنية كانت اياً من افعال الفساد المنصوص عليها في المادة (5) من هذا القانون ادى الى الاساءة بسمعته او المس بكرامته او اغتيال شخصيته عوقب بغرامة لا تقل عن ثلاثين ألف دينار ولا تزيد عن ستين ألف دينار.

ويتوقع أن يعقد مجلس الاعيان يوم غد الخميس جلسة لمناقشة المادة (23) من القانون المعدل لقانون هيئة مكافحة الفساد

وأعجتني فقرة أشاع .. عزا .. ونسب ..ثم تعطف عليها فقرة دون وجه حق ... وهنا لب الحديث .. سؤال عندما يقوم الفاسد بما يقوم به هل يبحث عن وجه حق ام يبحث عن قناع ليداري به وجه الحق ... ؟

الفاسد هو شخص يحاول استخدام معاكس للعلنية ففعله يتستر ولا يشاع لانه عكس القانون .. وهو من يغتال سيادة القانون ..

الفاسد كالسوس كلما زاد حجم الخشب نخر به فيسقط الشجرة المثمرة ..

الفاسد نسيج بين شبكات الترميم التي تزيد بقناعها وبهرجتها وسطوتها لكي تبقى ..

الفاسد لا يقوم لوحده بالفساد بل يحتاج الى شبكة داعمة ورافدة ومساهمة لذا هو لا تغتال شخصيته وحده بل يغتال من وراءه ومن معه ...لذا فان الحديث عن اغتيال الشخصية كلمة في المادة تحتاج الى مراجعة لانها غير منصفة للفاسد بل هو جزءا من قسم أوسع .. اليس

كذلك ..

الفاسد بهذه المادة يزيد من رصيده المالي بطريقة حديثة وتحت قناع قانونه الذي اعتاد على تصنيعه وتعجينه كيفما شاء ليصل الى مجاله الذي يحسن به تقديم خدماته التي ظاهرها مقنع وباطنها سوسا يعج بالفساد ..

ومادام الفاسد يتوسع عيشا ماديا ومعنويا مقابل من يضيق عليه فما العمل ؟؟

اولا نرى ان هذا الشخصية هي التي تطيح بسيادة القانون لتبدأ بإبراز قانونها ويقضي دينها

ثانيا نرى هذه المادة اغتالت قانون الصحافة وابقت على قانون بلون واحد يسطر حروفه من يدعم الفاسد بالتلميع والبهرجة والسطوة ..

ثالثا نرى ان هذه المادة تتضاد مع كلمة اصبحت في غابر الزمان وغابت وهي الشفافية والنزاهة..

رابعا نرى هذه المادة اهزلت  قانون الصحافة والاعلام وابقت قسما منه في غرفة الانعاش او غرفة الطواريء ..

خامسا نرى ان هذه المادة فيها دلالات معنوية عن الصراع بين السلطة الرابعة الصحافة والاعلام وصراع جيوب الفاسدين ..

سادسا نرى هذه المادة انقاذ لكل غريق وغرقان بفساده هو وشبكاته ...

الخلاصة لا نلوم مجلس النواب ...ولكن لا نرغب ان نسمع صوته عندما يقوم الفاسد بسرقته

او بالإساءة له لإنه هو المشرع فليتحمل نتائج ما كتبت أيديهم .....

 بل الايام القادمة ستجعلنا نرى نماذج اللصوصية والانتهازية

وربما يتسع الشارع ليس فقط لرجل الامن العام بل لرجل حامي الفاسد باشكاله وقوانينه الشره

وهذا يذكرني بسرقة سيارتنا الاكس فايف فلقد ارتحل ملفها الى مديرية أمن الدولة وكتبت

قبلها ان الادارج تزداد بالخزائن فكأن ملفنا ايضا وضع في درج نحتاج لنصله ونتعامل معه

بشفافية ومن المسؤول على هذه السرقة وتحطيمها لتصبح خردة حديد.. يستدعي شراء مصباح علاء الدين لكي أسال الجني أين وصلنا واين النتائج ومن المسؤول عن السرقة بكل جراة وبكل وقاحة ... لإني متيقنة ان الجني يصدقني القول فهو جني شبيك لبيك والذي يجلب لك البعيد

كما في الافلام ...

نعم اصبحنا نعيش بالافلام والاوهام ونسمع ان مجلسنا مع الاصلاح فإذا هويزيد بحدائق قانون من اسمه ليس صالح ... فالفساد أصلح قانونه .. والفساد أعان شيخوخته بهذه المكافاة الجديدة

والفاسد بدأ مرحلة جديدة كيف تؤمن مستقبل أبناءك ...بل ان الفاسد تسلط عليه النساء الاكثر منه فسادا لكي لا يصحو الا في حضن الخدور واصحاب من يعزف القانون فلقد اطاح بقانون الصحافة والاعلام وبدا يعزف نغمة جديدة..

أعطني حريتي أطلق يداي ...فإني افسدت ما استبقيت شيئا

فشكرا لنوابنا على هذه الهدية الجديدة ...وهنئيا للفاسدين ..وهنئيا لكل صحفي فنم وقر عينا

ودع الفاسد ينخر االخشب بسوسه ولا تقلق صدقيني انهم لا يستحقون الا رزقا لهم ...رزقا

كما هم أتى من فسادهم وسيصرف على أماكن هي تحتاج لفاسدهم ولن ينال الفقير منهم شيئا

بل الحمد لله يحمى الفقير من مالهم لان من الفقراء او ممن هو أشعث أغبر لو أقسم على الله لبره .. وكما ذكر انما ننصر ونزرق  بضعفائنا وفقرائنا...  فما اجمل هذا الوسام والقانون السماوي الذي أعطنا ألعابنا لعبة نمدها بفسادنا او لعبة نمدها بصلاحنا ...ويكفي الفاسدين

ان القرآن الكريم نعى طريقهم وأسلوبهم ..والآيات توضح درجاته بان ظهر الفسد بالبر والبحر

وان الانجيل ذكر أن الملح جيد ولكن اذا فسد الملح فبماذا يصلح ؟؟؟

 

نعم المادة 23 قلصت السلطة الرابعة ووسعت باب السلطة القضائية فكل من يشيع ويعزو وينسب يهرول سريعا لكرامته ولجيبه ...أما البري ء والمظلوم في ميزان الفاسد فهو من يضيع ويعزى وينصب عليه ؟؟؟ ولمن يريد ان يعرف فهناك قصص تشابه ليالي الف ليلة وليلة وربما لا ابالغ إذا قلت أن أمريكا هي رأس الفساد العالمي ونحن كشعوب أصابتنا العدوى

فهل من جرعة أو مصل جديد لهذا الوباء العالمي ....

الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة