زينُ الرجال، ردّاد الغيبة !!

اخبار البلد-

 
أمّا زينةُ النساء، فلا يمكن حصر صفاتها، لا بصفةٍ ولا بمئة.
و»ردّاد الغيبة» هو الرجلُ المُواجِهُ الحر القوي بالحق، الذي يأبى طعن الناس في ظهورهم، والتقول والافتراء عليهم.
فـ»رداد الغيبة» هو من يتعفف عن السماح باغتياب الناس واكل سمعاتهم ولحومهم والولوغ في أعراضهم بحضوره.
«ردّادُ الغيبة» في تراثنا الشعبي، المليء بالكرامة والشهامة، هو فارسٌ نبيل ذو مروءة وعلى خلق، يحفظ غيبة الناس وخاصة غيبة صديقه، لا بل ويقول الحق في الغائبين ويذود عنهم.
عرفت إداريين محترفين محترمين، لا يرخون آذانهم للنمّامين والدساسين. كانوا اذا دخل عليهم أحد «نقالي الحكي»، يطلبون توقفه عن الكلام، إلى حين حضور المفترى عليه. فيطلبون من النمّام والدساس ان يتحدث بحضور زميله الذي جاء ليغتابه !!
وأعرف مسؤولين على هشاشة كبيرة، مولعين بالاستماع لـ»نقّالي الحكي» مرضى بتقريب الدساسين، فيصبحون مع الوقت «خرخيشة» بأيديهم، معظم قراراتهم مرتجلة مبنية على الاستماع لهم.
لقد أفرد وألصق وقرن تراثنا الشعبي الزاهي الرحب، صفة «ردّاد الغيبة» بـ «زين الرجال».
وقد أبرز التراث الجميل ووضع صفة «رداد الغيبة» قبل غيرها من الصفات المطلوب توفرها في الرجال النبلاء الشرفاء، تعظيمًا لها ودعوة إلى استمرار اعتمادها.
ففي الرجال الزينين، ردادي الغيبة، صفات كثيرة ومناقب اصيلة ثابتة معروفة، على مر العصور والدهور، لا تتضعضع ولا تتزعزع، مهما تعرضوا له من مصائب ونوائب.
قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
ولا المصائبُ إذ يُرْمَى الرجالُ بها، بِقاتلاتٍ، إذا الأخلاقُ لم تُصَبِ.
وصفات الرجال الزينين -بعد صفة رد الغيبة- كثيرة جدًا. منها الكرم والوفاء والأمانة والصدق والإنصاف والإيثار والعدل والحياء والبشاشة والظن الحسن والإيجابية.
لا توجد عقوبات توقع على النمام والمغتاب، رغم أن القرآن نهى عن الغيبة وفصّل الأمرَ تفصيلاً.
قال تعالى: « ... وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ».
فأي الدروب يختار الإنسان؟
أن يكون رداد الغيبة زين الرجال؟ أو يقع في اغتياب الناس، فيكون شينَ الرجال؟!