عندما يتحدث الملك .. تصمت الابواق

كثيرا ما تحدث جلالة الملك ، عن انه هو شخصيا الضامن للتغيير والاصلاحات التي يطالب بها شعبه ، وآخر مرة تحدث الملك من جامعة كولومبيا الامريكية ، ليعلن على الملأ ومن خارج كل الحدود ، أن الربيع العربي جلب معه الفرصة لتحقيق الاصلاحات الحقيقية .

 

الملك تحدث عن الاصوات الثلاثة ، التي برزت في منطقتنا العربية جراء الربيع العربي ، اولها العاطلون عن العمل ، حيث يؤكد الملك أن مشكلة البطالة دولية ، ولكنها اكبر واعمق في منطقتنا العربية من اية منطقة اخرى ، والصوت الثاني الذي تحدث عنه جلالته هو صوت النساء ، وهن مصدر مهم للافكار والطاقة والابداع ، ويطالبن بحكومات اصلاحية منفتحة وشفافة ، واما الصوت الثالث ، فهو صوت المهمشين من كافة الطبقات والاعمار في مجتمعنا العربي .

 

جلالة الملك حينما يتحدث عن تلك الاصوات الثلاثة ، انما يؤكد بأن الشعب كله يطالب بالاصلاح والشفافية ، وهو بلا ادنى شك مع تلك الاصوات ، المنادية بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ، ولكنه يؤكد على أن عملية التغيير نحو الاصلاح ليست متجانسة وهي تختلف حسب الظروف لكل دولة في منطقتنا .

 

عندما يتحدث الملك ، فعلى الجميع الاصغاء والاستماع ، وعلى كل الابواق أن تتوقف عن التزمير ، لأن الملك يرى في فشل تحقيق الاصلاحات السياسية ، خسارة سوف تطال الجميع ، وتراجعا لقدرة البلاد على تلبية احتياجات الناس بمستقبل آمن ومزدهر ، وهو مالا يراه اصحاب الشد والشد العكسي في بلادنا .

 

إن ايمان الملك بضرورة تحقيق الاصلاحات ثابت وراسخ ، والتزامه بذلك لا يتزعزع ، وهو جزء من همه اليومي ، ومسؤولية القاها على عاتقه ، وما هي الا مواقيت تم وضعها لتنفيذ تلك الاصلاحات .

 

فلندع الاصلاح في الأردن يسير قدما نحو الامام ، وليبتعد اؤلئك الذين يعرقلون المسيرة ، ويعتبرون أن الولاء والانتماء للوطن والملك حكرا لهم ، ثم بعد ذلك يهرولون خلف الملك للاحتماء بعرش الهاشميين ، الذي هو الحامي والضامن لكل الأردنيين ..