سَبعينِيّة «الناتو»: هلْ شاخَ «شُرطِيّ العالَم»؟

اخبار البلد-

 لن یُغير البیان الختامي لقمة حلف شمال الأطلسي التي انتھت للتو في العاصمة البریطانیة، كثیراً التي بات معظم الأعضاء الـ«29 «ینظرون فیھا إلى الحلف.. دَ ُ وره وم ُ ستقبلھ, بعد طغیان الخلافات المتدحرجة على العلاقات بین دُولھ, والاحتمالات المفتوحة لخروج بعضھا من عضویتھ أو أقلّھ تعلیقھا, وبخاصة المجال العسكري .على النحو الذي فعلھ قبل نصف قرن الرئیس الفرنسي الراحل دیغول وإذا كانت الإدارات الأمیركیّة المتعاقِبَ َ ة قد «نجح ْت» بتحویل مھمة «الناتو» إلى مھمة «ھجومیة» بعد أن كانت قد تحدّدت وظیفة «دفاعیة» عند تأسیسھ عام 1949 تحریضاً على الخطر السوفیاتي, الذي لم یَعد موجوداً الآن، لكن َ الحلف واصل الإنقیاد خلف واشنطن, لخدمة استراتیجیتھا الكونیة البعیدة كل البُعد عن المصالح/ المخاوف الأوروبیة.. َ ل في دفع الحلف لمشاركة واشنطن حروبھا العدوانیة منذ العام 1999 في البلقان, الحقیقي منھا والمزعوم, والذي تمثّ ِ عند قصف صربیا والإمعان في تفتیت وحدة یوغسلافیا تحت مزاعم إنشاء «دولتین» في البوسنة وكوسوفو(لم یقوما َ حتى الآن)، ناھیك عن «جِّره» للمساھمة في غزو أفغانستان والعراق ولاحقاً لیبیا وسوریا.. فإن الأصوات الأوروبیة ُ المھمة وخصوصاً الفرنسیة والألمانیة, الداعیة إلى إعادة «تعریف» دور الناتو وتحدید أعدائھ, باتت تُقلق إدارة ترمب ُ ھ «مؤسسة بالیة», م ِھدّداً بالانسحاب منھ إذا لم تقم الدول الذي كان قد وصف حلف شمال الأطلسي بدایة ولایتھ بأنّ ُ الأوروبیة، برفع مساھماتھا في موازنة الحلف م ِحدّداً نسبة 4 % َ من الناتج المحلي لكل دولة، ما أسھم ضمن أمور ِ رض ترمب الذي یواصل ابتزاز أوروبا بضرورة الدفع وإلاّ .أخرى, في رفع نسبة المساھمة لكنھا لم تُ ّ الرئیس الفرنسي ماكرون تمس ّ ك بمقولتھ التي ھزت القواعد والأُسس التي قام علیھا ھذا التحالف العسكري العدواني, َ الذي تو ّجب حلّ ّ ھ مباشرة بعد تفكك الاتحاد السوفیاتي وانھیار حلف وارسو (قام أساساً بعد ست سنوات من تأسیس ّ ھ بل توسع لیصل عدد أعضائھ الآن إلى 29 دولة, بعد أن كان عشیة انتھاء الحرب الباردة نصف الأطلسي).. لم یتم حلّ ّ ل» غورباتشوف بعدم توسع الأطلسي لكنھ الآن بات على ُ كث» واشنطن وعودھا (الشفویة) لـ«المغفّ ھذا العدد، بعد «نَ .حدود روسیا لنتذكر أن ماكرون دعا قبل ذلك إلى تشكیل جیش أوروبي یتولّى الدفاع عن أوروبا في وجھ روسیا والصین وحتى ُ الولایات المتحدة نفسھا, لكن الدعوة ح ِوربت رغم استجابة برلین, وإن كانت تركت أثراً, مثلما تركھ وصف ماكرون َ بـ«الم ِ یت د ِ ماغیاً .«للأطلسي مؤخراً روسیا لم تعد العدو الأول للأطلسي, رغم التھریج الأمیركي والتحریض البولندي والروماني علیھا, ودعواتھما لإنشاء ُضیفت إلیھا الصین, وھا ھو «الإرھاب» یدخل قائمة الأعداء في محاولة قواعد عسكریة أمیركیة على أراضیھما بل أ .«أوروبیة» للتخفیف من الإندفاعة الأمیركیّة ّثمة الكثیر لیُ َ قال في الحال التي وصلھا الناتو وبخاصة ضبابیة المستقبل الذي ینتظره, إذا ما واصلت واشنطن سیاسة التخویف والإبتزاز تجاه أوروبا, لكن التصدّعات والإنشقاقات التي بدأت تظھر بین أعضائِھ كفیلة بإیصالھ.. الى طریق .مسدود