قاعِدة «عَسكرِيّة» أميركِيّة في غزّة.. أَحقّاً؟ (1-2)

اخبار البلد-

 
مؤسفة حال الإنحدار بل التھافت التي وصلَتا الیھا حركتا فتح وحماس في خلافاتھما, التي أوصلَت القضیة الفلسطینیة - ُ ضمن أمور أخرى بالطبع - الى ما ھي علیھ من تراج ٍ ع وتخل ُ معلن من قبل معظم العرب, قبل وضع اللوم على ّ «المجتمع الدولي»، وندب حظنا في إنحیاز إمبراطوریة الشر الأمیركیّة السافِر لدولة العدو الصھیوني, وإدارة ظھرھا بإزدراء لكل ما ھو قانون دولي وحقوق إنسان ونوامیس أخلاقیة وإنسانیة, لم تعد تُثیر حماسة لدى دول الإستِعمار . َ القدیمة/الجدیدة, التي لا ھ ِ م لھا سوى الترویج لبضائعھم، ونھب ثروات الشعوب الواقعة تحت أنظمة بولیسیة فاسدة یمكن للمرء أن «یتقبّ ُ ل» ولو على مضض, معارضة حركة فتح لقرار حركة حماس الم ُ مسكة بل المتحكمة بالسلطة ُ والقرار في قطاع غزة،موافقتھا على إقامة مستشفى میداني أمیركي بالقرب من معبر إیریز, بعد نقل ھذه المسشفى من ُ الجولان السوري الم ّ حتل، ویمكن لفتح/السلطة أن تمضي قدماً في الغمز من قناة حماس واتھامھا بعقد بعقد صفقات َ «مشبوھة» مع المحتل الصھیوني بوساطة إقلیمیة وعربیة, ویمكنھا مواصلة انتقاد عدم حماستھا لمساعي المصالحة التي تبذلھا القاھرة, ویمكنھا -فتح- إصدار المزید من البیانات المحمولة على مصطلحات وعبارات لاذعة وحتى .( ُ تخوینیة,(إذ لا مفاجأة في ذلك, بعد انحدار لغة الخطاب بینھما الى ما یُشبِھ الإسفاف والإبتذال لكن.. أن تقول فتح إن حماس وافقت على اقامة قاعدة عسكریّة أمیركیّة في غزة (تحت ستار مستشفى).. فھذا لا یمكن لأحد یَ ِ حترم عقلھ أو یستخدمھ على الأقل، أن یقبَل بھ أو یُصدّقھ أو یرتضیھ, لیس دفاعاً عن حماس بقدر ما ھو أقرب إلى الافتئات والتزویر منھ الى شیئاً ُ آخر. لیس فقط في أن أمیركا رغم عدوانیتھا وجشعھا وأنانیتھا وك ِرھھا الشدید ِ على رمالھ، بل تطمع في أن تكون لھا قاعدة للفلسطینیین، لیست في حاجة الى قاعدة كھذه في قطاع غزة وخصوصاً بحریة في غزة وقریباً من حقولھا الغازیة والنفطیة، وبما ھي أیضاً موقعاً استراتیجیاً (رغم قاعدتھا ومخازن أسلحتھا .(الإستراتیجیة في میناء حیفا ناھیك عن أن «قاعدة» كتلك التي یتم انشاؤھا قرب معبر إیریز على «الحدود» مع فلسطین المحتلة, لا تعدو كونھا ُم ّجرد «بركسات» (حتى الآن), وھي مشفى میداني أقرب إلى مشافي الطوارئ العسكریة التي تقام أثناء الحروب وبعد الكوارث الطبیعیة كالزلازل والفیضانات، یُرید الأمیركیّون.. منھا وعبرھا, الظھور بمظھر إنساني لا یُمكن لعاقل أن . ِ یخلع علیھم ھذه الص ٍ فة, بعد كل ما أظھروه من حقد وتعال ّ وتنكر لحقوق الشعب الفلسطیني یجدر بفتح -وخصوصاً حماس- الارتقاء إلى مستوى المسؤولیة, وأن تحترما عقول -وحقوق- الشعب الفلسطیني وأن تُ ّ غلقا ھذا الملف(على الأقل)، وتُ ِغادرا ھذه اللغة الھابطة من الإتھامات المتبادَلة، بعد أن أوصلتا الشعب الفلسطیني إلى مرحلة غیر مسبوقة من القرف والغضب, ونحسب انھما تسمعان بـِ«وضوح» ما یقولھ الشارع الفلسطیني في .« ُ«محافظاتِھ» الشمالیة والجنوبیة.. «ملّ ُ لناكما.