ليس لديهم ما يخسرونه ولدينا الكثير

اخبار البلد-

 
المقارنة بین شارعنا وشوارعھم مختلفة من حیث النتائج، اما الدوافع فیمكن رصد تشابھ غیر مكتمل في بعض الملامح والحدة، لا نرید لھ ان یكتمل حتى لا تھرع الى مدننا كامیرات الفضائیات وتتسابق على نشر صورنا ونصبح مسلسلا .اردنیا جدیدا یضاف الى المسلسلات اللبنانیة والعراقیة والجزائریة ما یجري من احداث في ھذه الدول مع بعض الاختلاف في السلمیة والعنف لیس سوى تعبیر رافض لواقع بائس یعاني منھ مواطنو ھذه الاقطار الى درجة امتھان كرامتھم وھم یكابدون بحثا عن قوت عیالھم ودواء مرضاھم ومأوى .یسترھم ولا مجال للتفكیر باكثر من ذلك لان الفاسدین اغتالوا حتى الامل بالتفكیر بغیر الحد الادنى ما یجري الان لیس حدثا مفاجئاً ولا ھو صحوة مفاجئة انھ فورة قِدر ظل یغلي سنوات وسنوات دون ان یحسب مختطفو المناصب في ھذه الدول ومقتسمو الثروة حساباً لا لوجع شعوبھم ولا لغضبھم بعد ان اطمأنوا الى عدم قدرة .الاجسام المنھكة على الحركة فالعاجز لا یستطیع ان یغضب وان غضب فإن غضبھ لا یؤثر ان التفاعل مع المشھد في الدول الثلاث یجب ان یأخذ مساراً مختلفاً عما دأبت علیھ الحكومات من اجراءات آنیة تعتمد .على المسكنات ولا تذھب الى معالجة اصل الداء ومكمن البلاء نحن في الاردن معنیون كلنا بالحفاظ على بلدنا ومنع وقوعھ في وحدة الفوضى فما زال لدینا الكثیر مما نخاف علیھ ولم نصل بحمد الله الى مرحلة الاستعصاء وما زلنا قادرین على الخروج من الازمات، على عكس الدول التي اصبحنا نشاھدھا تذوي یوما بعد یوم بعد ان دخلت في مرحلة فشل المؤسسات وعجزھا عن القیام بعملھا وھي مرحلة ما قبل .الانھیار التام المعادلة لتغییر المسار واضحة والخطوات واضحة تبدأ اولا بكسر ظھور الفاسدین، لاننا ان لم نكسر ظھورھم سیكسرون ظھر الوطن وظھورنا معھ فالفاسد لا یتوقف عن الفساد اذا لم یخف او یرتدع تطبیقاً لمبدأ من امن العقاب .اساء الادب ان كلفة عملیة كسر عظام الفاسدین وظھورھم اقل بكثیر من كلفة اصلاح الضرر الذي یتسبب بھ ھؤلاء ان تركوا دون .ردع، وما یمكن فعلھ الیوم قد لا یمكن فعلھ غدا عندما یتسع الرتق على الراتق ولا یعود بالامكان الا تغییر الثوب كلھ الفرق بیننا وبین الشعوب الشقیقة التي نراھا على الشاشات یومیاً انھا فقدت الامل ولیس لدیھا ما تخسره في حین اننا لم .نفقد الامل ولدینا ما نخسره فلا توصلونا الى ما اوصل حكام ھذه الدول شعوبھم الیھ فنخسر جمیعاً كما خسرو.