ما هذه المعارضة التي تبحث عن أخطاء البخيت في المجهر كي تصنع منها حفلة العاب نارية
اخبار البلد- عمر شاهين-عندما يبحث أي معارض أو كاتب أو حزب عن أخطاء حكومة، فلا يجدها واضحة أو بالحجم التي يريد خدمة مصالحه فيها، فانه يتصيد لأي مواقف يثير الريبة السياسية، ويسعى جاهدا لتجيره هذا الموقف، ومن ثم تهويله، لاستعماله كشاحن من الشارع ضد الحكومة.
طبعا يستعمل هذا في الظروف الاعتيادية لإسقاط حكومة، والقضاء على شعبيتها أما فيما يحدث حاليا من متغيرات سياسية عربية ،فان السعي لتفخيخ بعض الاستقالات أو الأحداث السياسية فان النتائج قد تعكس على مجتمع بأكمله، لمواطن يقرأ اليوم ماضيه الصعب من فساد مالي وإداري، ويبحث اليوم عن أي مادة يهاجم بها حكومته الحالية ويحملها تبعات ما معاناته المريرة من الفساد الذي أنهكه من الماضي.
ما يلحظ لأي مراقب للساحة السياسية الأردنية حالة التكرار في الطرح ، حتى باتت قضية الفسوسفات، والبوتاس وميناء العقبة، وشاهين وحاليا الشريف فارس شرف، تكرر على كل لسان، وكذلك تزوير الانتخابات من قبل الأجهزة الأمنية وان الأخيرة تتحكم في ملفات الأحزاب والنقابات والتعيين، حفظت عن ظهر قلب، ونتمنى من أي كاتب أو محاضر أو سياسي أن يبحث عن شيء جديد حتى يجد له من يستمع ويصفق.
منذ بداية حكومة البخيت وهناك من يبحث عن الإساءة لهذه الحكومة حتى قبل أن تبدأ أيامها الأولى ، مجلس النواب الذي أعطى 111 ثقة من أصل 120 لحكومة الرفاعي الكارثية، وقف مستعرضا عركسة الثقة للبخيت، وثمة من سعى لتضخيم أي خطا للحكومة وكأننا في مارثون اسمه إسقاط حكومة البخيت.
هناك متربصون أصحاب أجندة سياسية خاصة، شرحت أكثر أهدافهم في مقالاتي السابقة التي لم اكتبها دفاعا عن حكومة البخيت لأني غير معني لا بالرئيس ولا حكومته ولكنه موقف أجبرني على طرح أسئلة كثيرة حول تضخيم الأحداث .
أثناء نقاش في موقع الفيس بوك مع احد شاب يشارك بكثافة في المسيرات، وجه لي السؤال المكرر ماذا فعلت حكومة البخيت، غير تهريب شاهين....وطبعا يتحدى الشاب أي إصلاح قامت به الحكومة، وعندما أرى انغلاق في الحكم أتجنب مثل هذه النقاشات مراعيا فرقعات الثورة العربية وما يظهر منها.
حكومة البخيت قدمت الكثير وصبرت الاكثر، وشاهين قضية صعبة ، ومعقدة لا يفهمها سوى من تابعها في البداية وعرف حقيقية القضية ، وحتى لو هربت حكومة البخيت سجين مثل شاهين متهم في نية تقديم الرشوة، هل هذا خطا يشابه ما لبس في الحكومات التي سبقته، ويتجنب الكثيرون حسنات الرئيس، وهذا بصراحة يضعني أمام واقعة بان الراقصين على الإشاعات كاستقالة الحكومة، ومن يبحث عن أخطاء البخيت في المجهر يؤكد لنا أنها حكومة ناجحة و بامتياز والبرهان أدلة المعارضة ومطالب إسقاط الحكومة لا تتعدى سوى قضايا عرضية..
طبعا للبخيت وحكومته أخطاء عديدة، فنحن لسنا إمام أجهزة مبرمجة لا تعرف الخطأ، والظروف الصعبة جدا اقتصاديا وسياسيا ترغم أي حكومة على الخطأ، والصعوبة في تحصيل النجاحات، وإرضاء الشارع، أمام تعاكسات، وتغيرات يومية.
الأحزاب المعارضة والشخصيات الإعلامية الجديدة منها والقديمة تعاني من حالة تكرار ممل لخطابها، ولا تجد أي طرح جديد، للمواطن، وهذا قد يعد دلالة واضحة على تجنب المواطن للكثير من المسيرات، والتي لم تزحزح مكانها منذ تسعة أشهر، وتحمل نفس الشعارات، ونفس اليافطات...ونفس العدد .
الشعب يتفق مع مسيرات الناس المعبرة عن الفقر والبطالة والرافضة، لأي فساد سياسي أو مالي ولكن لا يوجد اتفاق على سارقي المسيرات، والباحثين عن الدور أو أقطاب النظام الحكومات السابقة الذين تحولوا إلى معارضة ..أو الأحزاب التي تريد تصعد بغير كوادرها، وتجير الإعداد الظاهرة لها.
إسقاط حكومة البخيت بعد الرفاعي ليست مهمة يجب أن تسعى لها المعارضة، وفي المقابل سعي الإعلام لتسجيل نقاط وسبقات لن يعد أيضا من صراع وتسابق الإعلام، لأنها حكومة مؤقتة لانجاز مهمات معينة، تتبعها حكومة منتخبة وتغيرات سياسية مستقبلية.
لن أناقش ما حدث من تبعات قضية الشريف فارس شرف ، ولكن ثمة ملاحظة ، أنها الرجل فجأة نال العشرات من المناصرين، صحيح حجة البخيت ليست مقنع في الإقالة ولكن هذا لا يعني أن يعطى الشرف فارس ما لا يستحقه وطبعا هذا ليس حبا في بقدر كراهية في حكومة البخيت.
استغرب بحق ممن يريد صناعة بطولة أسطورية من قضايا عابرة ليس لها مكان الاستحقاقات الإعلامية والسياسية، وهذا ما نشهده في صحيفة يومية نحترمها ورئيس تحريرها وكتابها، ولكن بودي أن أهاتفهم وأقول لهم انتم صحيفة يومية لكم عشر أعوام في السوق الإعلام الأردني وليس من المنطق أن تذكرونا كل يوم إنكم نقلتم قضية وجود خالد شاهين في لندن في مطعم وليس للعلاج.
طبعا السر الخطير الذي علينا كل أسبوع أن نهلل ونكبر لرئيس القسم الاقتصادي في تلك الصحيفة وهو يسعى جاهدا بإعادة خبر استفراده بشاهين غت، علما أننا وهم يعلمون أن الأمر نقل عبر شخصية سياسية تكره شاهين ، وليس من مندوب الصحيفة تلك في لندن أو مكتبها الدائم ،- ليس لهم هناك مندوب أو مكتب أصلا - ومع ذلك فقد كانت ضربة إعلامية لمسيرات وكتاب يبثون ان قضية شاهين صارت كارثة الأردن..
لو كان الصحفي الذي يكرر في كل دقيقة انه من فك شيفرة شاهين النووية صحفي استقصائي بحق لكتب لنا عن بداية قضية توسعة المصفاة ومصلحة دبي كبيتال فيها واستغلال سلطة الرفاعي بمحاكمة المتهمين الأربعة، وهذا يدل أن القضية ليست قضية البخيت، بقدر قلوب مليانة.
Omar_shaheen78@yahoo.com