البترا.. وسياحة الملايين

اخبار البلد-

تعمدت الكتابة متأخرا عن مدینة البترا لتأخذ فرحتنا حیزا أكبر بعد إعلان وزیرة السیاحة مجد شویكة عن وصول السائحة رقم ملیون یوم الخمیس الماضي إلى المدینة الوردیة الأمر الذي یدعونا إلى تقدیم الشكر والعرفان إلى كل القائمین على السیاحة في الأردن من القطاعین العام والخاص على جھودھم المباركة والحثیثة والتي إن دلت على شيء فانما تدل على شدة الانتماء وحب الأرض والوطن التي تدفعنا جمیعا للعمل الشاق والمتواصل في سبیل رفعة .ھذا الوطن وتقدمھ وازدھاره ونموه وتطوره في مختلف المجالات ولا یتسع المجال لذكر الجھات والمؤسسات والأفراد الذین كان لھم دور كبیر في وضع الأردن بشكل عام والبترا بشكل خاص على خارطة السیاحة العالمیة غیر أنني أكتفي بالقول إن جھود جلالة الملك عبدالله الثاني وتوجیھاتھ السامیة للحكومات المتعاقبة منذ تولیھ سلطاتھ الدستوریة بدعم الحركة السیاحیة في الأردن واستثمار البترا كإحدى عجائب الدنیا السبع و تشجیع القطاع الخاص وأھالي المنطقة بالتحدید وحسن استقبالھم وتعاملھم للقادمین للبترا قد آتت .أكلھا ھذا العام وما من شك أن ھذا الإنجاز یعد كبیرا ویدعو للفخروالاعتزاز ولكنھ في الوقت نفسھ یحملنا مسؤولیة أكبر تجاه لیس البترا فقط وانما باقي المواقع الدینیة والتاریخیة والأثریة في الأردن، فالأردن كما یعلم الجمیع غني بمواقعھ الدینیة الإسلامیة والمسیحیة والحضاریة ومنطقتنا مھد الدیانات السماویة الثلاث وعلى أرضھا سار الانبیاء وتنتشر فیھا مقامات وأضرحة الصحابة ومواقع الحج المسیحي الخمسة (المغطس ونبو ومكاور ومار الیاس وسیدة الجبل )، وبالاضافة إلى ذلك فإن الأردن غني بمواقعھ التاریخیة والأثریة، فبالاضافة إلى البترا ھناك جرش وعجلون وأم الجمال وأم الرصاص وارحاب والكرك والشوبك والقصور الصحراویة والأزرق، وھنالك مواقع السیاحة العلاجیة في .ماعین والطفیلة ومواقع السیاحة الترفیھیة مثل رم والعقبة والبحر المیت وغیرھا الكثیر لذلك أرى أن ما ھو اھم من الإنجاز ھو المحافظة علیھ أولا و السعي للعمل الدؤوب باتجاھین: الأول: مضاعفة الجھود لتحقیق الھدف الأسمى بأن تحظى مواقعنا السیاحیة بمختلف أنواعھا بالاھتمام الذي تحظى بھ البترا لنصل بھذه المواقع إلى أرقام ملیونیة أخرى والثاني: مضاعفة الجھود بشأن البترا للوصول إلى الملیون الثاني في الأعوام القادمة ان شاء الله الأمر الذي یتطلب تعاون مختلف الجھات المعنیة بالشأن السیاحي لتحقیق ھذه الأھداف... ولكي تصبح السیاحة أحد اھم الأركان الداعمة للاقتصاد الوطني، فصناعة السیاحة اذا ما اتقن استخدامھا ستكون نفط الأردن في المستقبل نظرا لما یتمتع بھ ھذا البلد من أمن واستقرار وما یحویھ من معالم دینیة وحضاریة وتاریخیة وترفیھیة.... وطبیعة جغرافیة تجمع في مناخھا وتضاریسھا عناصر بیئیة متنوعة الجمال وستكون أحد أھم الركائز للقضاء على الفقر والبطالة ان .شاء الله.