مجلس الشعب " سكت دهراً ونطق كفراً "
اليوم قام مجلس الشعب مأموراً من الحكومة بذبح الصحافة من الوريد الى الوريد , بقراره الاستفزازي , القاضي بتغريم أي وسيلة إعلامية مبلغا لا يستهان به في حال قيامه بنشر أيّة معلومة عن قضايا الفساد دون التأكد منها , وكأن المجلس يريد من الصحفيين السكوت عن الحق وعدم ملاحقة الفاسدين بأقلامهم , ربما لان هذه الأخبار تزعج علي بابا والحرامية السبعة , الأمر ليس بجديد على القبة الموقرة , فمنذ تأسيسها كانت مسيرة لا مخيرة , وما يتم عقده من جلسات ما هي إلا جلسات صورية ليقال " تم عقد جلسة " ليس أكثر .
الجميع على ثقة تامة بان الصحافة هي سلطة رابعة في جميع دول العالم , وتعتبر الذراع المساعدة لهيئة مكافحة الفساد , كون معظم القضايا تم كشفها عن طريق الإعلام , إلا في الأردن , يتم محاربتها بجميع الطرق وبشتّى الوسائل , واليوم تأتي حكومة ( البخيت ) لكسر الأقلام , وتسديد لكمة موجعة للإعلام الأردني , الذي لم يكد يبرأ من طعنات حكومة سمير الرفاعي البائدة , والمؤسف أن نقابة الصحفيين مغيبة تماماً عن الساحة , ولم يصدر منها تصريح حيال الموضوع .
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه , فإن لم يستطع فقلبه , وذلك أضعف الإيمان " نحن الأردنيون محرومون من تغيير المنكر بيدنا منذ القدم , وها نحن نحرم اليوم من تغييره بالألسن أو حتى بالإشارة إليه , أما موضوع التغيير باستخدام اليد , فهذه لم ولن نشتم رائحتها للأبد , ونحن معذورون في هذه , طالما مجلس الشعب الذي من المفترض أن يتحدث بلسان الشعب بات مبتور اللسان .
فلينم شاهين ومن هم على شاكلته في سبات عميق , وليحلمون بأحلام وردية , ما دامت الحكومة من أمامكم والمجلس من خلفكم , وبات بإمكان أي مواطن أن يصبح مليونيرا وبوجه شرعي , وبقرار حكومي , وها يجب علينا أن نتقدّم بآيات الشكر والامتنان للحكومة الكريمة , كونها تدلنا على الطريق الصحيح وتقوم بتوجيهنا لكي نصبح من أصحاب رؤوس الأموال , كنا نتمنى من حكومة " البخيت " أن تودعنا بقرار يثلج الصدور قبل أن يحين موعد رحيلها , وهو قريب لا محالة , لكنها مصرة على أن تبقي صفحتها سوداء لدى الشعب , من الكازينو حتى يومنا هذا .
الكاتب : نائب رئيس تحرير صحيفة سما عمان