وصفي التل.. سيرة ومسيرة

اخبار البلد-

 
یمثل الثامن والعشرون من تشرین الثاني لكل عام، عیدا وطنیا على مستوى الدولة الأردنیة، وھو ذكرى استشھاد دولة الرئیس وصفي التل، رجل بحجم دولة، نذر نفسھ لرخاء الوطن والحفاظ على استقلالھ وسلامة جبھتھ الداخلیة، اغتالتھ ید الغدر وھو المفاوض العنید، صاحب الفكر الذي أسس لبناء الدولة المدنیة الحدیثة بدیمقراطیة حقیقیة، سیرتھ تبعث ّ على الفخر وتشحن رصید الأمل والھمة والتفاؤل، شبل حوراني جسد القدوة بتصرفاتھ وأفعالھ التي نُقشت فقراتھا بدستور العظماء، فزرع قیم الوطنیة والانتماء، قفز عن حواجز الأنانیة والاقلیمیة، فصعب مھمة من أتى بعده بنفس .المركز لمقارنة غیر منصفة؛ شخصیة أو انتاجیة استلم رئاسة الوزراء عدة مرات بظروف الدولة الأردنیة عبر مراحل متطلباتھا، لیستشھد وھو على رأس عملھ بمؤامرة محكمة نفذھا الحاقدون من دول الجوار، ذھب بمھمتھ لیدافع عن ثرى الأردن وھو یدرك حجم الخطر والتحدیات التي تعصف بحیاتھ، لكنھ آثر التضحیة دفاعا عن الوطن لأنھ یجسد الثائر المثالي والمدرسة النموذجیة في .الانتماء بالعلامة الكاملة كنت صغیرا عندما تناھى لمسامعي بوجود دمعة على خد والدي رحمھ الله، بسبب رصاصة غادرة جبانة كمطلقھا، اخترقت القلب لوصفي التل، وصفي الأردن، فأنھت حیاتھ لتنھي فصلا ممیزا من إنجازات الدولة الأردنیة الحدیثة، تضمنت سیرتھ ومسیرتھ عناوین لدروس الشجاعة والتضحیة منذ مقاعد الدراسة المدرسیة حتى یومنا الحاضر ونحن بمرتبة الأستاذیة في الجامعات، نسیر على ھداه وخطواتھ برعایة ھاشمیة ملھمة، لأنھ القاسم المشترك بین فئات .الشعب، فقد ترك ورثا یستخدم رصیده ببناء حاضرنا لم تتقاطع مواقفھ الوطنیة مع القومیة، لم یھادن بحلول الترطیب المسكنة، واقع أغضب أصحاب الدعوات للوحدة العربیة بطریقة استعماریة مفصلة، اختلطت لدیھم المفاھیم، مزجوا بین المعطیات والأبجدیات بخلاط الغدر القاتل بعد جفاف أخلاقھم، فقرروا كتابة فصل یغایر فصول التاریخ الحدیث الذي یكتبھ أصحاب المنجزات والمنتصرون، فوھموا وتوھموا بقدرتھم على قتل شعب متمثل بشخص عشق تراب الأردن وأقسم بالاخلاص لھ والذود عن حماه بشرف وإباء، لم یسمح بتسلل الخوف أو الأنانیة لمبادئھ، آمن بالوطن كھویة ومصیر، حارب على جمیع الجبھات متصدرا المعركة جندیا شجاعا وبعیدا عن حسابات جبانة لا یمكن القبول بمحتویاتھا، لم یساوم أو یقبل بالحلول المجتزرة، لأنھ رضع الأردنیة والوطنیة، بقناعة ھیبة الدولة واحترام مؤسساتھا كشعار للعمل، استطاع خلق أجیال تؤمن وتحافظ على .مبادئھ ومدرستھ، ویقیني أننا الیوم بأمس الحاجة لمن یكمل المسیرة بنفس النھج نقش بذمة التاریخ عدالتھ المتناھیة، تواضعھ المستحق، الحزم والشدة لظروفھا، قربھ من جمیع طبقات المجتمع بمسافة واحدة، خصائص أدخلتھ قلوبنا بمحبة وعفویة، نعمل بما نصح لقناعة على أرض الواقع، وھو الجندي الشجاع المحترف، یعشق رفاق السلاح، یؤمن بالمقاومة الشریفة وحرابھا نحو العدو، یراھن بنجاح دولة المؤسسات والقانون، یحترم العرف العشائري الایجابي، ردیفا وصمام أمان لاستقرار الوطن وصون منجزاتھ، لم یتكبر عن الشعب، ولم یغلق الباب، لم یطلق الشعارات التي تدغدغ العواطف وتصھر الأحلام، صاغیا للھموم ومعالجا للألم، وربما ھذا من سحر محبتنا لانجازاتھ ومقارنتھا بحاضرنا، نرثیھ ونبكیھ بدموع لم تجف ونستلھم من عطائھ العبر والدروس بحیرة .لسؤال متجدد: ھل ھناك أمل بولادة وصفي ثان؟ حتى الساعة لا یوجد ولكن الأمل موجود وللحدیث بقیة.