«نتانياهو»: مرآة تعكس صورة مجتمع مريض

اخبار البلد-

 
في «إسرائیل» كل الأحزاب الصھیونیة تكره العرب، والعربي الطیب لدیھم ھو العربي المیت، وھاتان الحقیقتان یستثنى منھا البعض من الكتاب المتنورین. فمجرد شائعة تشكیل حكومة أقلیة، مدعومة من القائمة العربیة المشتركة، أعادت رئیس الوزراء الإسرائیلي (بنیامین نتانیاھو) مجددا تحت وطأة أسئلة مصیره المستقبلي وما یكتنفھ من ھواجس ومخاوف، إلى ممارسة عادتھ بالتحریض ضد فلسطینیي 48 ،فشن ھجوما على النواب العرب في «الكنیست» (البرلمان الإسرائیلي) واصفًا إیاھم بـ«داعمي الإرھاب، أعداء إسرائیل». في ذلك الخطاب الذي ألقاه (نتانیاھو) خلال مؤتمر «طارئ» لحزب اللیكود، بادعاء أن تشكیل حكومة أقلیة مدعومة من القائمة العربیة المشتركة یشكل خطراً على «إسرائیل»، وجھ (نتانیاھو) حدیثھ لقیادة «أزرق أبیض» (بیني غانتس) و(یائیر لبید) و(موشیھ یعالون) و(غابي أشكینازي) قائلا: «أرید أن أوضح لكم، (العرب) یریدون مقاضاتكم كمجرمي حرب.. النواب العرب لیسوا صھاینة، ولا یدعمون دولة إسرائیل، إنھم یدعمون منظمات الإرھاب، ویصفون الجنود الإسرائیلیین بالقتلة. تشكیل حكومة أقلیة .«تعتمد علیھم، ھو خطر كبیر على دولة إسرائیل ولحظة انھیار لا مثیل لھا في تاریخ الدولة انتھازیة (نتانیاھو) الذي غالبا ما یمیل إلى المبالغة في تصویر التھدیدات الأمنیة من أجل استدعاء خوف المجتمع الإسرائیلي، «تتجلى» في كل انتخابات شارك فیھا عبر شحن الأجواء بالعنصریة والتحریض الفاشي ضد فلسطینیي 48 ،متماشیا مع المزاج الیمیني السائد في «إسرائیل». ومنذ قدومھ مجددا رئیسا للحكومة عام 2009 ،قام بتبني مجموعة من الإجراءات ضد فلسطینیي 48 ،شملت سن قواعد تحد من حقوقھم في العیش في بعض القرى الیھودیة، وإلغاء القانون الذي یمنح فلسطینیي الضفة الحق في الحصول على الجنسیة الإسرائیلیة حال زواجھم من فلسطینیي 48 ، ً وتعزیز السیطرة على النقب، وتكثیف الخطاب الذي یؤكد دوما أن إسرائیل «دولة الیھود ولیست دولة لكل .«مواطنیھا انتھازیة نتانیاھو ومعاداتھ لفلسطینیي 48 زادت كجزء من حملتھ التحریضیة العنصریة الانتخابیة في انتخابات نیسان وأیلول، وھي لم تعد تقتصر على محاولات نزع شرعیة الناخب العربي فحسب، بل تعطیل وإلغاء وجودھم خاصة مع .«تزاید قوتھم حیث باتوا یشكلون القوة الثالثة في «الكنیست وتحریض (نتانیاھو) ضد العرب لا یعكس توجھ حزبھ «اللیكود»، بل یعكس توجھ المجتمع الإسرائیلي الراھن. ذلك أن اللغة التحریضیة ھي المتداولة في الخطب السیاسیة وفي الإعلام الإسرائیلي وتجد لھا صدى لدى الشارع الإسرائیلي حیث أصبح العداء لفلسطینیي 48 ھو من ضمن صلب التنافس بین الأحزاب الإسرائیلیة، لا یختلف في ذلك «اللیكود» أو غیره من أحزاب الیمین المتطرف، ولا حتى «أزرق أبیض»! وعلیھ، (نتانیاھو) لا یروج خطاب العنصریة والكراھیة فحسب، وإنما ھو «مرآة» ینعكس فیھا خطاب العنصریة والكراھیة الذي بات علیھ المجتمع .الإسرائیلي.