سلامي يهدد وماكنزي يحذر

اخبار البلد-

 
حذر الجنرال كينث ماكنزي قائد قوات المنطقة المركزية الامريكية من تحركات ايرانية خطيرة رصدتها قواته في الخليج العربي تشير إلى امكانية شن طهران هجمات على منشآت سعودية تتضمن هجمات بطائرات دون طيار واخرى بصواريخ بالستية.
تصريحات ماكنزي لصحيفة نيويورك تايمز تزامنت مع تصريحات اطلقها اللواء حسين سلامي قائد الحرس الثوري تضمنت تهديدا مباشرا للمملكة العربية السعودية على هامش التعزية التي قدمها لعائلة عنصر في الحرس الثوري قتل في الاحتجاجات الاخيرة التي اجتاحت ايران على خلفية رفع اسعار البنزين.
ماكنزي وعلى غير العادة دخل في سجال مع قائد الحرس الثوري الايراني فلم يكتف بالتحذير من هجمات ايرانية مشابهة للهجوم على منشآت ارامكو في خريص وبقيق، اذ حذر ايضا من رد فعل سعودي قوي، فضلا عن جاهزية عالية لمواجهة اي هجوم على منشآتها؛ اذ اكد ان الفاعلية ستكون عالية في التصدي للهجمات علما بأن القوات الامريكية زادت من عديدها ومعداتها في قاعدة الامير خالد بن سلطان الجوية وزودت السعودية بالمزيد من بطاريات باتريوت وغيرها من الوسائل الدفاعية.
تصريحات ماكنزي ترافقت ايضا مع دخول حاملة الطائرات الامريكية أبراهام لينكولن مياه الخليج العربي بداية الاسبوع الحالي ليترافق عبورها مضيق هرمز مع زيارة نائب الرئيس الامريكي مايك بنس لقاعدة عين الاسد في الانبار العراقية ولإقليم كردستان العراق، متجاهلا حكومة المركز ممثلة برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة عادل عبد المهدي.
الاهم من ذلك ان التحركات السياسية والعسكرية الامريكية ترافقت مع انطلاق فعاليات مؤتمر حوار المنامة الـ15، والتي تواصلت على مدى ايام ثلاثة بدءا من يوم الجمعة الموافق 22 تشرين الثاني نوفمبر الحالي، وشارك فيها قائد القوات المركزية الامريكية ماكنزي مطلقا تصريحات اقل سخونة قال فيها: انه لم تسجل اي خروقات ايرانية لحركة الملاحة؛ فإيران لم تتعرض لقواته البحرية بعد تشكيل القوة المشتركة التي تضم البانيا واستراليا والسعودية والبحرين والامارات العربية؛ مشيدا بفاعلية القوة البحرية التي استنكف اهم حلفاء امريكا عن المشاركة فيها ومن ضمنهم بريطانيا وفرنسا واليابان.
تحذيرات ماكنزي قابلها من جديد اللواء حسن سلامي قائد الحرس الثوري الايراني  بتهديدات اطلقها في خطاب له بالمتظاهرين المؤيدين للحكومة في طهران ونقله التلفزيون الإيراني يوم امس الاثنين 25 تشرين اول نوفمبر: «أقول لأمريكا وإسرائيل والسعودية وبريطانيا إنكم جربتمونا في الساحات، ولم تتمكنوا من الرد علينا»، وفيما يبدو انه رد مباشر على تصريحات ماكنزي في النيويورك تايمز التي حذر فيها من رد سعودي بغطاء امريكي على الارجح قال سلامي: «نقول لكم لا تتجاوزوا خطوطنا الحمر، وإذا اجتزتم خطوطنا الحمر سوف نبيدكم». 
رغم التصريحات المتباينة لماكنزي والتي ظهرت كسجال مع قائد الحرس الثوري الايراني حسن سلامي، الا انها لم تظهر نوايا امريكية للمشاركة بأي عمليات قتالية في الخليج العربي فالتهديد للممرات البحرية بات من الماضي بحسب ماكنزي ولا يوجد تهديدات ايرانية مباشرة للقوة البحرية المشتركة؛ الا ان التهديدات الصاروخية لا تزال قائمة وتتحمل مسؤوليتها السعودية التي تبدي استعدادا كبيرا لمواجهة التهديدات الايرانية بحسب تصريحاته ماكنزي للنيويورك تايمز، فأمريكا لن تتورط بصراع مسلح على الارجح وهو خطاب موجهة للرأي العام الامريكي.
ختامًا: التوتر في الخليج بلغ مستوى غير مسبوق رغم الهدوء الظاهري الذي تبديه الاطراف ميدانيا؛ فالايام المقبلة من الممكن ان تخفي مواجهات في الخليج العربي يحاول ماكنزي منعها بإطلاق تحذيرات هنا وهناك؛ جهود رغم اهميتها الا انها لا تغني عن الجهود الدبلوماسية الهادئة التي تدعو الى خفض التصعيد في الخليج العربي؛ فردود ماكنزي «قد» 
لا تكبح جماح سلامي!