عن أهمية القراءة

اخبار البلد-

 

تشير كثير من الدراسات إلى الأهمية الكبيرة التي يتحصل عليها الطفل من خلال ممارسة القراءة بشكل دوري، وهي أهمية لا تتحدد فقط بزيادة المعرفة والاطلاع والثقافة، بل تتعداها إلى تحسين القدرات الذهنية، وتنمية الذكاءات المتعددة، فالقراءة قادرة على تنمية القدرة اللغوية والمنطقية التخيلية والاجتماعية والعاطفية.
في فوائدها المباشرة البسيطة، تعمل القراءة على تحسين مهارات النطق والتعرف على المفردات والمصطلحات، وتحسين المهارات الذهنية والتركيز، إلى غير ذلك من المتعة التي تحققها القراءة المختلفة.
لكن الخبراء يؤكدون كذلك أن الأطفال ممن يمارسون القراءة الخارجية بانتظام استطاعوا تحسين أدائهم الأكاديمي، واستطاعوا تحقيق نتائج أفضل في جميع المناهج التعليمية، بحسب ما نشره موقع "موضوع”.
في مقالها المترجم إلى العربية بواسطة تسنيم عامر، تبين الخبيرة إيمي نورتون، أن فحوصات المخ توضح أن الأطفال قبل سن المدرسة والذين يقرأ لهم والديهم باستمرار يُظهرون نشاطًا أكبر في المناطق الأساسية في دماغهم.
الخبراء يدعون الأهل إلى تخصيص وقت للقراءة مع أطفالهم بصورة منتظمة منذ النشأة، ما يحفز تطور العقل لدى الأطفال. وتنقل نورتون عن قائد المجموعة الدراسية من مستشفى سينسيناتي للأطفال جون هاتون قوله "دائما ما يقال إنّ القراءة تبني العقل. ويبدو هذا جليا لكنه ما يزال يحتاج لإثبات صحته بالفعل”.
لكن، في المقابل، هناك خبراء يجادلون أن القراءة الورقية أكثر تأثيرا وإيجابية من القراءة الإلكترونية، واقوالهم مدعومة بنتائج دراسات علمية حول الفارق بين القراءتين.
صحيفة "الإمارات اليوم”، نقلت عن "الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال” تشديدها على ضرورة عدم استخدام الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين الشاشات الإلكترونية، وبالنسبة للأطفال الأكبر سنا فينبغي أن تقل المدة اليومية لاستخدامهم عن ساعتين.
وتقول الصحيفة إن دراسات حديثة تشير إلى أن القراءة للأطفال من الأجهزة الإلكترونية "تُضعف الديناميكية التي تقود لتطور اللغة، باعتبار أنها تفتقد للتفاعلات المتبادلة بين الطفل والوالدين أثناء قراءة الكتب المطبوعة”.
دراسة أخرى توصل فيها الباحثون إلى انخفاض معدل استيعاب القراءة لدى الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين الثالثة والخامسة، وقرأ لهم آباؤهم من كتب إلكترونية، مقارنة بالأطفال الذين استخدم آباؤهم كتباً تقليدية.
في كل ما سبق، يشدد الخبراء على أن القراءة قادرة على بناء العقل، وبالتالي فهي تستطيع بناء إنسان جديد منسجم مع مجتمعه ومحيطه، وقادر على استيعاب المتغيرات والتعامل معها بمنطقية وموضوعية وإيجابية. علاوة على ذلك، فالقراءة تستطيع أن تقوم بتحسين خيارات الإنسان المستقبلية من خلال الثقافة والمعرفة التي تمنحهما إياه، بينما، في المقابل، نجد أن الأشخاص الذين لم يستطيعوا "تربية” عادة القراءة لديهم، سيظلون محدودي الآفاق، وتعاطيهم مع المجتمع والمحيط أقل إيجابية، إضافة إلى أن قدراتهم الذكائية المختلفة أقل من أقرانهم الآخرين.
أمر آخر مهم في هذا السياق، وهو الاختلاف بين الكتب الورقية المطبوعة والكتب الإلكترونية، وهو فرق قائم على الوعي بالقراءة المنتقاة، فكثير مما نقرأه إلكترونيا يأتي عشوائيا، وبشكل غير مخطط له في الأساس، ما يضعه في مرتبة أقل من الكتب المطبوعة التي نمر فيها بمراحل قصدية من رغبة القراءة: الاختيار، الشراء، حملها إلى البيت، وأخيرا حجز وقت معين لقراءتها. في جميع هذه الخطوات يظهر الالتزام والقصدية، ما يمنحها درجة أعلى في الأهمية، حتى أن الدماغ يتعامل مع مثل هذه القراءة بطريقة أكثر وعيا.