القدس والأغوار والمستوطنات ضمن صفقة القرن

اخبار البلد-

 
بعد سلسلة من القرارات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي ترمب لصالح إسرائيل بات حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في المدى المنظور بعيد المنال ولم يعد بالإمكان رؤية حل الدولتين وفق المعايير المتفق عليها، وان هذا الحل يبدو بعيد المنال.
الاداره الامريكية بما أقدمت عليه من اعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل وقرار بومبيو بإضفاء الشرعية على الاستيطان هذه القرارات يستحيل معها إقامة دوله فلسطينيه مستقلة وعاصمتها القدس ،إسرائيل لن تقبل أبدا بأن يكون هناك دولة واحدة يتساوى فيها المواطنون اليهود والعرب ؛ الآن عدد السكان بين البحر المتوسط ونهر الأردن هو 50-50 % (أي النصف بالنصف)، وإذا كان الخيار بين الدولة اليهودية القائمة على نظام أبارتهايد العنصري أو دولة ديمقراطية تذوب فيها يهودية الدولة، فإن إسرائيل ستختار نظام أبارتهايد العنصري دون تردد ، ولديها القدرة السياسية والعسكرية والاقتصادية والإرادة، وما يكفي من التأييد للقيام بذلك».
المنطقة العربية قاطبة تمر بمتغيرات وتحالفات إقليمية ودولية ، والأردن وفلسطين بشكل خاص يتعرضان لهجمة تستهدفهما معاً ، إسرائيل ممثله باليمين المتطرف تستغل تلك التقلبات وتجيرها لصالحها ضمن استراتجيه الردع التي ترتكز على أن إسرائيل هي الداعم لأمن واستقرا ر العرب وتبذل جهودها في سبيل إقامة علاقات دبلوماسية مع الكثير من الدول العربية وفق المتغيرات التي أحدثتها إدارة ترمب على المتغيرات الجيوغرافية دون أن يكون هناك حل عادل للقضية الفلسطينية ، وما كان لهذا أن يحصل لولا الدعم الأمريكي المتواصل للكيان العبري والضغط على العرب لقبول إسرائيل كجزء من واقع المنطقة .
ضم الأغوار وشمال البحر الميت لإسرائيل وإضفاء الشرعية على المستوطنات ضمن بنود صفقة القرن ما هي الاّ خسارة كبيرة للعرب لفلسطين وقد رسمت خطوطها من أجل حماية الدولة الصهيونية وعلى حساب (الأردن وفلسطين) أولاً وأخيراً .
الأردن بات في دائرة الخطر وتهويد الأغوار يشكل تهديداً لأمنه واستقراره وقرارات ترمب تتعارض واتفاق وادي عربه وإجراءات إسرائيل في القدس تعدي على صلاحياته بشأن وصايته على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف خاصة المسجد الأقصى المبارك ومحاولات فرض أمر واقع لتوطين اللاجئين في الأردن يهدد أمن الأردن واستقراره.
الخطة الصهيو امريكية بعد قرار بومبيو فيها تقسيم وتقطيع لأوصال ما تبقى من الضفة الغربية لأن الهدف من الخطة الصهيونية الإبقاء على المستوطنات وترك قصبات المدن لنظام لامركزي تتحمل مسؤوليته البلديات .. فرض «صفقة القرن» سيضيف أعباء على الأردن وتحميله المسؤولية الأمنية والاقتصادية لتتخلص من عبء مسؤولياتها ككيان محتل وغاصب تجاه تلك الأراضي المتبقية بعد ضم الأغوار وشمال البحر الميت والمستوطنات لإسرائيل فالخطة في فحواها ومضمونها تصفية شاملة للقضية الفلسطينية ، تهدف بداية إلى (تقطيع فلسطين) ونهايتها التصفية ..
 أصبح بمقدور ترامب أن يعلن بالفم المليان ما يطلق عليها صفقة القرن باتت منجزة، تعطي الفلسطينيين منطقتي «أ» و»ب» من الضفة الغربية وأجزاء من المنطقة «ج» فقط وعاصمة قرب القدس، بانتظار تبلور موقف فلسطيني وموقف عربي يرقى لمستوى استراتيجي يعيد خلط الأوراق ويفشل المخطط الصهيو أمريكي لاضفاء الشرعية على المستوطنات وتهويد القدس.