التريث قبل إصدار الأحكام!

اخبار البلد-

 
ما أن تتناقل وسائل الإعلام المتاحة اخباراً عن نتائج دراسات ومسوحات وتقاریر، حتى یسارع البعض في التعلیق وابداء الرأي دون الرجوع الى محتوى الدراسة والمسح والتقریر، بل یصل الأمر إلى إصدار الأحكام دون تریث .وتدبر علق البعض مؤخراً عن نسب الفقر في الأردن كخبر إعلامي خاص بدائرة الإحصاءات العامة وكذلك نسبة فقر التعلیم .كخبر عن البنك الدولي، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعلیقات وصدرت الأحكام برفض النسب بشكل مطلق الملفت للنظر أن العدید من العامة وحتى من المختصین لا یقرأ النص الأصلي للدراسة أو التقریر أو المسح وباللغة الأصلیة سواء العربیة أو الإنجلیزیة ویكتفي بالإشارة إلى الخبر أو التعلیق الأول ومن ثم یكون الحكم المتسرع في .أغلب الأحیان لا بد من التریث قلیلاً قبل إصدار الأحكام العامة على تفاصیل كثیرة تخص منھج الدراسة والتقریر والمسح والعینة المختارة وبنود فنیة كثیرة، ومصطلحات إحصائیة تعني للباحث الكثیر؛ فمضمون أي قرار یجب أن یستند إلى فھم .دقیق لمجریات الدراسة والبحث والمسح نعود للدعوة إلى ضرورة إعلان نتائج ما تتوصل إلیھ الدراسات والمسوحات والتقاریر من خلال عرض توضیحي للنتائج ومناقشتھا من قبل المختصین بنقد بناء وفكر ثاقب وتفنید متفحص حتى لا نقع في متاھات النتائج العامة ولصقھا .بالحاجة إلى مشاریع وبرامج تصحیح لمعالجة الخلل دون جدوى من مضمون ذلك أبداً في قطاع التعلیم على وجھ الخصوص، نُفذت العدید من الدراسات من قبل جھات ومؤسسات دولیة ومحلیة وخرجت بالعدید من النتائج والتقاریر، ولھذا لا بد من مراجعة جمیع ما تتوصل إلیھ نتائج الدراسات وبشكل معمق ومن خلال مركز وطني مثل المركز الوطني لتنمیة الموارد البشریة وإدارة التخطیط والبحث التربوي في وزارة التربیة والتعلیم، وكذلك من قبل خبراء مشھود لھم بالتخصص والكفاءة الأكادیمیة وھم في وطننا الأردن كثر ولدیھم القدرة على التحلیل .والمتابعة والتقییم ولدیھم الرغبة في خدمة التربیة والتعلیم دون كلل أو ملل وبعیداً عن الأضواء .!!لا نستطیع رفض النتائج جملة وتفصیلا؛ بل علینا التحلیل والتدقیق والعمل الجاد ولیس التعلیق فقط لا غیر!!.