واشنطن لم تعد ترى إلا «إسرائيل»

اخبار البلد-

 
أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، اول امس الاثنين، أن حكومة بلاده لم تعد ترى في بناء المستوطنات في الضفة الغربية انتهاكا للقانون الدولي.
وقال بومبيو، في مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الخارجية الأمريكية، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تغيّر نهج إدارة الرئيس السابق باراك أوباما تجاه المستوطنات الإسرائيلية.
اعلان بومبيو ليس مستغربا، بل هو جزء من خطة لإدارة ترامب هدفها انهاء الحقوق الفلسطينية واعادة تقييم الصراع من جديد.
كلنا يتذكر نقل السفارة الاميركية للقدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، ثم كانت خطوة ضم الجولان، وها نحن نقف امام اعلان الضفة الغربية أرضًا اسرائيلية خالصة.
اذن؛ على الجميع ان يعترف اننا ازاء عدو اميركي واضح النهج والمنطق، علينا ان نتصالح مع انفسنا في تقييم الموقف الاميركي، ولابد من الاقرار ان واشنطن تلعب دورا خطيرا في الملف الفلسطيني.
وحدهم الفلسطينيون من يرى هذه الحقيقة، ويتعامل معها بوضوح وشفافية، اما باقي البواقي من الدول العربية فإنهم يرون «العرس عند جيرانهم»!
هذا الاستسهال الاميركي في التعدي على ثوابت الصراع العربي الاسرائيلي مرده قطعا الى ضعف الموقف العربي، والى قناعة في واشنطن ان ثمة عربًا يوافقون ولا يمانعون.
بعد هذا القرار الغاشم، المنطق يقول ان جامعة الدول العربية لابد ان تدعو إلى قمة عربية عاجلة واستثنائية، لكن للاسف لن نسمع اصواتا، ولن نرى عجنًا او طحنًا.
الموقف الاردني في جوهره رافض الخطوة الاميركية، لكنه مرتجف، فوزير خارجيتنا يكتفي بالتحذير من تداعيات الخطوة، وهذا تحذير يمكن ان يصرح به من لا علاقة لهم بالازمة.
أما نحن المتضررين من القرار، فالاصل في موقفنا ادانة القرار الاميركي بوضوح وتصعيد دبلوماسي، كما ان الامر يستلزم تحركًا اردنيًّا يقوم على دعوة العرب إلى قمة استثنائية تحرج الجميع، وتضعهم امام مسؤولياتهم.
بالمحصلة، امريكا تتغير بسرعة، ولم تعد ترى في المنطقة الا اسرائيل، بالمقابل النظام الرسمي العربي يتغير ايضا، لكنه يتغير باتجاه الرضوخ والضعف والاستكانة، ولم يبق للفلسطينيين الا عضلاتهم عليهم استخدامها مهما كانت الاثمان.