عزل العويدي عن رئاسة الحركة الوطنية

 

بسم الله الرحمن الرحيم


{يَقُولُونَ لَئِن رّجَعْنَآ إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنّ الأعَزّ مِنْهَا الأذَلّ وَلِلّهِ الْعِزّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـَكِنّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ }

نقف اليوم على مرمى وطن ينفض نعاسه في صباحات الشك واليقين وقد تساقطت صفراء اوراق خريف السفارات المثقلة بسموم العملاء تحملها ريح سموم الى عواصم النخاسة ليتم من خلاله الفصل في قرار وجوده وشرعية القيادة فيه, فما اشبه اليوم بالامس .. بل ما اشبه خريف العمر بربيعه العربي!!, فنقف عاجزين أمام كل هذا الكم من التجني على الاردن من عملاء السفارات وابطال ويكليكس, وكم هو التاريخ اعرج ذاك الذي يشنف اذانه لبنات ليل على الشاشات المشبوهة ويدير ظهره لمن سقطت عنه المروءة ويعيد كتابة التاريخ بماء حيض ويسقط من اوراقه ما قد نقش بدم الشرفاء ليفاجئنا رئيس الحركة الوطنية بالضغط على وتيرة الابتزاز معلنا -جمهورية- نفسه على نفسه, ويبارك له برجوازي متطفل على رجاحة عقله فيرسل ليث شبيلات معجبا في استجابة احمد عويدي العبادي لمرحلة مكتوبة في سفر حكماء بني صهيون, متأملا الصمت من قطيع الاغنام!! فنضطر والغصة تملأ قلوبنا الى -تعريتهم- ليكون سقوط القيم والاخلاق لدى تجار المعارضة عنوانا لفترة الانشطار النفسي التي يتجرأ فيها شخص "دوني" على شرعية القيادة والكتب الربانية.

يتبدل جلد الافعى من جديد, فبعد حقبة العصابات ممن دعوا لاسقاط النظام في السبعين من القرن المنصرم وباتوا يحررون القدس في الملاهي الليلية ويشبعون العدو الصهيوني ضربا في المراقص, يظهر مع الوقت في ظل هذا الرخاء عدو اردني يقود المحتل الى عمق الاردن وتحت شجرة التوت ذاتها التي عجزت عن مواراة سوءة اللجوء الى حضن السفير الامريكي لتفوح منها رائحة الاقليمية والتحريض على البغض وتشويه صورة الحركة الوطنية التي لم تختلف على القيادة منذ مؤتمر ام قيس عام 1919 الى ان ظهر العبادي بفكره الجديد, وكنا قد حذرناه مرارا وتكرارا من مغبة التطاول على رموز الوطن, والكف عن وصف النظام "بالاحتلال الهاشمي" مستذكرين ارادة السماء وسنة الله في تطهير آل البيت, وقد دعوناه للكف عن ابتزاز الدولة باسم اعضاء الحركة بعدما جاهر بالدفاع عن اسرائيل وطالب بعدم التطرق للكيان الصهيوني تمهيدا لوضع السفارة الاسرائيلية في صورة الداخل الاردني والارسال برسائل "طمئنة" لليهود من ابناء العشائر الاردنية في حال نجاح العويدة باقامة الدولة العنصرية وعلى طريقة ادولف هتلر البائدة بعشرات الملايين من الارواح البرئية متناسيا ان فكر الحركة الوطنية في الثبات على مبدأ - الاردن للاردنيين وفلسطين لاهلها- يقوم على قوة الحق والعدل والخير العام لا على مثالب وشوائب العنصرية والعرقية وسيادة الاقوى, مؤكدين على أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو المرجعية الاولى والاخيرة في تعاطينا مع الاحداث "فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام  كحرمة يومكم هذا......"

التاريخ يعيد نفسه وفي صندوق سنديان الوطن حكايات عن تخوين القيادة الاردنية للزج في الاردن بمعركة خاسرة تم بتر القدس فيها سنة 1967, وعملاء الداخل هم حقا اخطر من عملاء الخارج وقد عادوا من جديد بعدما دثروا ما تبقى لهم من شرف بلفافة زجت بهم كعملاء الى اقرب حاوية من مزبلة التاريخ, فوجدوا بضجيج الشارع فرصة للهتاف بحلم اسيادهم في تل ابيب وكأننا لا نميز غث المخطط المدسوس من سمين الفكر الخائف على الوطن, وما لا يدركه عملاء "الداد" ان هناك بالفعل صفقة تبديل تم ابرامها بين الاردنيين وكل ذرة تراب طاهرة - على ان البديل الوحيد لتراب الاردن هو الموت- واننا واستجابة لسؤال القيادة عن الرجال نؤكد اننا لم نكن يوما الا في خندق النظام وان اختلفت الشعارات وعليه قرر المجتمعون اتخاذ قرارا بعزل الدكتور احمد عويدي العبادي عن قيادة الحركة الوطنية وانتخاب سعود الغويين/ بني حميدة رئيسا للحركة.

سعود الغويين/بني حميدة

عبد الناصر الزعبي

احمد القادري

حسين الخرابشة

ايهاب الدهيسات

وائل الحجاج