الباقورة والغمر.. استراتيجية المواجهة الشاملة

اخبار البلد-

 
لن نتطرق ھنا الى الأبعاد القانونیة أو الاجتماعیة أو الاقتصادیة حول عودة الأراضي الأردنیة إلى مكانھا الطبیعي ضمن إطار الكل السیادي الأردني لكننا سنخوض قلیلاً في الأبعاد الاستراتیجیة والسیاسیة لموقف المواجھة الكلي مع «صفقة القرن» وھذه المواجھة بدأت تنعكس تماماً على كل الترتیبات والتوافقات الدولیة مع مجمل دول الإقلیم .والعالم إن الرد الأردني الواضح من صفقة القرن اعتبره كثیرون أنھ یأتي في سیاق الردود التقلیدیة الخالیة من المواجھة الفعلیة وترجمة تلك المواجھة بھذه الصفقة المشبوھة من ھذه الزاویة فأن الرد الأردني جاء من خلال رفض التمدید لملحقات اتفاقیة السلام بیننا وبین العدو الصھیوني وذلك قد فاجأ الدبلوماسیة الصھیونیة وفاجأ أیضا الإدارة الامیركیة وكل من كان یراھن على ان المواجھة الأردنیة ستقصر على مواجھة إعلامیة تستھلك الوقت والزمن عل وعسى تنضج ظروف سیاسیة افضل او صفقة اقل حدة في التعامل مع القضیة الفلسطینیة لكن الرفض القطعي لعدم التمدید وترجمة السیادة الفعلیة على الأرض الأردنیة التي احتلت بعد النكبة یعطي مؤشرا حقیقیا بأن المواجھة الشرسة والناعمة في مسارھا القانوني تؤشر ودون أي معاییر أخرى الى ان القرار السیادي الأردني نابع من منطلقات مبدأیھ ونعني ان المعاھدة بجانبھا السیاسي قد سقطت بالتوازي مع سقوطھا شعبیا وھذا السقوط سیصل في مرحلة متقدمة الى مرحلة اللاعودة اذا استمر الكیان الصھیوني في اعتداءاتھ وضربھ بعرض الحائط كل الاتفاقیات الموقعة والمعاھدات الدولیة والقرارات الأممیة وان الأردن قادر بعون الله ان یكون المساھم الفعلي في اسقاط .مؤامرة القرن وھذا ھو بالضبط ما أراده الأردن في سیاق مواجھتھ لمشروع التمدید وھو ما جعل الكیان الصھیوني العودة الى اللعبة السیاسیة القدیمة من خلال الضغط واشھار العصا والجزرة في التعامل مع الموقف الصلب للشعب الأردني خلف قیادتھ الھاشمیة والذي راكم المكتسبات السیاسیة الممنھجة من خلال تفعیل وتطویر ھذه المواجھة مما جعل كل المنظمات الدولیة والإقلیمیة للاصطفاف خلف موقف جلالتھ من القضیة الفلسطینیة وھو ما تم انتزاعھ نعم انتزاعھ من الجمعیة العامة للأمم المتحدة ومن منظمة التعاون الإسلامي وأخیرا من دول عدم الانحیاز الذي انعقد أخیرا في مدینة باكو عاصمة أذربیجان وتجلت المواجھة الحقیقیة والصلبة دون تردد اثناء وخلال عملیة الافراج عن المعتقلین الأردنیین ھبھ وعبدالرحمن لھذا كلھ فان الرسائل رغم نعومتھا ودبلوماسیتھا الحریصة على سمعة الأردن كانت تراكم مكتسبا خلف مكتسب وجعلت الأردن قادراً وبكل وضوح ان یقول لا والف لا رغم ما ترتب على ذلك وما سیترتب علیھ من شد على البطون یتحملھ الشعب الأردني بقناعة مطلقة ان مقولة الامن والاستقرار لا تتأتى فقط من خلال الضغط الاقتصادي انما المواجھة الحقیقیة ھي في وعي .الشعب الأردني بان قائد المسیرة قادر على قیادة المركب رغم الأعاصیر السیاسیة التي عادت تعصف في المنطقة.