الرئيس اليمني يدعو إلى انتخابات مبكرة ويؤكد التزامه بنقل السلطة

أعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي يواجه انتفاضة شعبية منذ اشهر في بلاده، انه مستعد لعملية انتقالية تنفيذا لمبادرة مجلس التعاون الخليجي ولكن عبر اجراء انتخابات.
وقال «نحن تحدثنا عن انتقال سلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع مرارا وتكرارا ونحن اليوم نكرر اننا ملتزمون بالمبادرة الخليجية لتنفيذها كما هي والتوقيع عليها من نائب الرئيس الذي فوضناه بموجب قرار جمهوري».
واضاف ان «القرار ساري المفعول وهو مفوض لاجراء الحوار والتوقيع على المبادرة وآليتها التنفيذية لاخراج الوطن من المأزق الخطير».
وجاءت تصريحات صالح في خطاب بثه التلفزيون اليمني الرسمي، هو الاول منذ عودته المفاجئة الجمعة الى صنعاء بعد غياب استمر اكثر من ثلاثة اشهر تلقى خلالها العلاج في السعودية.
وقال «لنتوجه جميعا نحو الحوار والتفاهم والتبادل السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع وانتخابات رئاسية مبكرة كما جاء في المبادرة الخليجية لكن اريد انتخابات كاملة رئاسية وبرلمانية ومحلية اذا تم التفاهم حولها».
وكان صالح رفض مرارا التوقيع على المبادرة الخليجية التي وضعتها دول الخليج القلقة من استمرار الازمة في اليمن منذ كانون الثاني، وتتضمن مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس عن الحكم لنائبه على ان يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين.
إلى ذلك دعا مجلس الامن الدولي مساء السبت الى وقف اعمال العنف في اليمن حيث قتل اربعون شخصا على الاقل غداة العودة المفاجئة لصالح.
واصدرت الدول الـ15 في المجلس بيانا يدعو الاطراف الى «نبذ العنف بما في ذلك ضد المدنيين السلميين والعزل والبرهنة على اكبر قدر ممكن من ضبط النفس».
من جانبه، قال العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز امس ان المبادرة الخليجية «ما زالت تشكل المخرج لحل الازمة اليمنية»، بحسب مصدر رسمي.
ونقلت الوكالة الرسمية عنه قوله في خطاب وجهه الى مجلس الشورى «نرى ان المبادرة الخليجية ما زالت تشكل المخرج لحل اللازمة اليمنية، وتحول دون تدهور الاوضاع».
واضاف «يؤلمنا ما يشهده من احداث عنف ترتب عليها سقوط قتلى وجرحى، واهيب بكافة الاطراف ضبط النفس وتحكيم العقل لتجنيب اليمن مخاطر الانزلاق الى المزيد من العنف والاقتتال».
وكان المجلس الوزاري لمجلس التعاون حض خلال اجتماع «استثنائي» في نيويورك قبل يومين صالح على «التوقيع الفوري على المبادرة وتنفيذ الانتقال السلمي للسلطة بما يحفظ امن واستقرار ووحدة اراضي» اليمن.
ميدانياً؛ قتل جنود يمنيون اثنين من المقاتلين القبليين وأصابوا 18 محتجا مناهضا للحكومة في احدث اشتباكات خلال أسبوع من الاضطرابات أثار المخاوف من الانزلاق الى حرب أهلية شاملة.
وفي تصعيد لأعمال العنف لتتجاوز نطاق العاصمة قال احد شيوخ العشائر إن اثنين من رجال القبائل المؤيدين للمحتجين قتلوا في منطقة نهم الجبلية بعد أن قصف الجيش المنطقة التي تمركز فيها رجال القبائل المسلحون واشتبكوا مع قوات موالية للحكومة.
وفي صنعاء أطلق الجنود الذخيرة الحية على محتجين عندما خرجوا في مسيرة من مخيم الاعتصام الى شوارع العاصمة.
وأصيب 18 شخصا وقال مسعفون إن اثنين حالتهما خطيرة. ونفى اطباء تقريرا بثه التلفزيون تحدث عن مقتل محتج.
وقال شهود ومسعفون إن نحو 17 محتجا قتلوا السبت عندما هاجمت قوات الحكومة مخيم الاعتصام الرئيسي للمعارضة في صنعاء ليرتفع عدد القتلى خلال خمسة ايام من القتال الى نحو 100.