دوري المحترفين لكرة القدم : توغل بالصدارة

 


 




شهدت مباريات الأسبوع السادس لدوري المناصير لمحترفي كرة القدم عديدا من المفاجآت في النتائج، باستثناء الفيصلي الذي حقق فوزا مستحقا على ذات راس (3-1) وحافظ على نصاعة سجله وصدارته للترتيب العام؛ ليتوغل بالصدارة بفارق أربع نقاط.

الوحدات الذي كان تعادل مع الجزيرة (1-1) عاد ووقع بذات الفخ أمام الرمثا ليهدر أربع نقاط في مباراتين وهي بحسابات الفرق المنافسة على الألقاب باعتباره حاملا للقب تعد خسارة كبيرة حتى وإن كان قطار الدوري في بدايته.

وما يعاني منه الوحدات انسحب على فريق البقعة الذي قدم اداء فوضويا استحق عليه الخسارة امام كفرسوم (1-4) ، في الوقت الذي كشف فيه كفرسوم عن امكانات هائلة ولاعبين مميزين يبرز منهم المحترف السوري مهند ابراهيم الذي استحق أن يكون النجم الاول للمباراة، كما أن كفرسوم أثبت بانه فريق قادر على تحقيق المزيد من الانتصارات بعدما اتضح جليا بأنه يمتلك لاعبين قادرين على تنويع الخيارات الهجومية وصناعة الفرص امام المهاجمين بأساليب مختلفة.

ولم يكن شباب الاردن أفضل حال من الوحدات والبقعة ، فهو لا يزال يواصل مشوار الاخفاقات والبعد عن درب الانتصارات حيث وقع بفخ التعادل السلبي امام الجليل الذي كان بمقدوره ان يخرج فائزا لولا أن نجمه أحمد مرعي اهدر ضربة جزاء، هذا الواقع الذي يمر فيه شباب الاردن بكل تأكيد لن يمر مرور الكرام على مجلس ادارته وخاصة ان الطموح في المنافسة على اللقب بات مع مضي الوقت صعبا للغاية.

ونجح العربي ومنشية بني حسن في خطف نقطة لكل منهما ازاء التعادل السلبي الذي طغى على لقائهما، لكن هذه النتيجة لا تعكس واقع الفريقين اللذين كشفا عن جاهزية فنية وبدنية ربما ترشحهما للمنافسة على مراكز متقدمة مع مضي الوقت.

ونجح الجزيرة في خطف أولى انتصاراته امام اليرموك (3-2) لينجح مديره الفني الجديد محمد عمر في انتشاله من الغرق واعادته الى شاطىء الامان؛ ومع ذلك يبقى الفريق بحاجة لجهود كبيرة في اللقاءات المقبلة اذا ما اراد احتلال مركز يعد أكثر امانا واطمئنانا مع ختام مرحلة الذهاب.

اذن غالبية الفرق تواصل هدر النقاط.. باستثاء الفيصلي الذي يسير بثقة مطلقة ويحمل ملامح البطل القادم في ظل حرصه على حسم كافة اللقاءات من شوطها الاول، فيما كانت المفارقة الوحيدة بهذه الجولة هي تعرض البقعة لأول خسارة له في البطولة فيما كان الجزيرة يتذوق طعم أول انتصار له امام اليرموك الذي بات بحاجة ماسة هو الاخر لاعادة حساباته.



عكس مسلسل الانتصارات التي سطرها الفيصلي في دوري المحترفين، وآخرها أمام ذات راس عزم الفريق على المنافسة بقوة على اللقب الذي استعصى عليه في الموسم الفائت، وبعد مرور ستة أسابيع عمر هذه المسابقة.

الفيصلي قدم أداءً هجومياً مركزاً أمام ذات راس واستطاع هدافه المخضرم عبدالهادي المحارمة إحراز الهدف الأول وهو الذي جاء ليعكس السياق الهجومي المتطور الذي يتمتع به الفريق الذي نسج مشاهد هجومية ناضجة، في حين كان ذات راس يرد على الفيصلي بهدف التعادل عبر معتز صالحاني وهو الذي لم يعكس البتة إنقلاباً في مشاهد السيطرة، إذ واظب الفيصلي على الهجوم من مختلف المحاور لينجح في احراز هدفين متتاليين انهى بهما الحصة الأولى، في حين أن الحصة الثانية وإن لم تهتز فيها الشباك الا أن الفيصلي حافظ على وقعه الهجومي العقلاني دون مغالاة وهو الامر الذي اتاح له القبض على ثلاث نقاط ثمينة عمق من خلالها صدارته لسلم الترتيب العام.

الفيصلي بهذه النتيجة يكون سطر الانتصار السادس على التوالي له في المسابقة دون أن يهدر اي نقطة وهو ما من شانه أن يزيد من حضوره المنافس على اللقب، فالفريق تحت قيادة ثائر جسام بدا متجانساً وقادراً على تلبية تطلعات الجماهير في المنافسة على اللقب في حين أن ذات راس، بدا متواضعاً وهو يحاول مجاراة ألعاب الفيصلي فيما وضح للعيان امتلاكه بعض العناصر السريعة، التي لم تدخل في النسيج الفني للفريق على الشكل الأمثل، ما جمد رصيده عند أربع نقاط فقط ليستقر بالتالي في المركز ليحتل المركز التاسع على اللائحة.

أما حامل اللقب الوحدات فنزف نقطتين ثمينتين أمام الرمثا في موقعة شهدت إنحساراً حاداً في ألعابه وكذلك في الحضور الجماهيري الذي عادة ما يتمتع به هذا الفريق، فالوحدات لم يرتد ثوبه الفني الهجومي المحتدم وبدا وديعاً في التعاطي مع ألعاب الرمثا الذي نجح في مناددة خصمه، والتفوق عليه في بعض الاحيان في الشق الهجومي.

الحضور الهجومي للوحدات بدا على غير ما درجت عليه فالتركيز كان معدوماً أمام المرمى وهو ما أثار علامات الإستفهام حول مستقبل الفريق في البطولة، ذلك لأن جماهير الوحدات ومع هذه الكوكبة الكبيرة من الاسماء اللامعة لا ترضى سوى بأن ترى فريقها على منصة التتويج، في حين أن مسيرة الفريق كانت قد شهدت تعادلاً أمام الجزيرة في الجولة الرابعة ليبتعد الوحدات عن المتصدر مسافة أربعة نقاط وهي مسافة كبيرة في العرف التنافسي بين الفريقين، إذ بدا المدير الفني السوري للوحدات محمد قويض حائراً في خيارات التشكيل الأمثل القادر على تلبية تطلعات الجماهير، في حين أن التغيير في مراكز بعض اللاعبين ساهم إلى حد ما في إمتصاص جزء من الحضور الهجومي للفريق، ليخرج الرمثا بنقطة ثمينة رفعت رصيده إلى (11) نقطة ليستقر في المركز الخامس على لائحة الترتيب العام.

ولم يكن أكثر عشاق نادي كفرسوم تفاؤلا يتوقع أن تنتهي مباراة الفريق الأخير أمام البقعة بفوز عريض وبنتيجة (4-1) وهي النتيجة التي تعتبر الاكثر إثارة ربما بعد تلك النتيجة التي خرج بها ذات راس فائزاً على الجزيرة بخمسة أهداف مقابل هدف في الأسبوع الثالث للبطولة.

كفرسوم استحق الفوز ذلك لأنه كان الافضل في المباراة بعكس البقعة الذي كان مرشحاً فوق العادة لمزاحمة القطبين على اللقب بعد العروض القوية التي قدمها في الاسابيع الماضية، لكن كفرسوم إستطاع أن يضبط إيقاعه الهجومي والدفاعي من خلال حوار نشط في وسط الميدان ليخرج بهذه النتيجة الكبير التي ستمنحه بالتأكيد دفعة معنوية كبيرة في مسيرته بالنسخة الحالية للبطولة، إذ قفز بهذه النتيجة إلى المركز الرابع برصيد (12) نقطة، في حين لم يتأثر حضور البقعة على لائحة الترتيب بهذه النتيجة وظل قابعاً في المركز الثاني برصيد (13) نقطة.

وعاد شباب الأردن ليحقق نتيجة باهتة عكست حالة التراجع التي شابت مسيرته الفنية وهو الذي كان ضمن المرشحين للمنافسة على اللقب هذا الموسم بعد التغييرات الكبيرة التي أصابت الفريق، لكن سير العمل في المسابقة طرأ عليه العديد من التداعيات الفنية التي اطاحت به لاحتلال المركز السادس برصيد ثماني نقاط.

شباب الأردن تعادل أمام الجليل في موقعة أقل ما يمكن وصفها به بالباهتة، فهو سعى إلى الهجوم منذ البداية لكن الجليل قابله بدفاع قوي وقدرة على إحتواء تطلعات خصمه بنجاح رغم حالة الطرد التي عانى منها وتمثلت بخروج خالد أبومسامح منتصف الشوط الأول بالبطاقة الحمراء، في حين كان الجليل على موعد مع نتيجة مدوية لو نجح أحمد مرعي في ترجمة ركلة الجزاء التي إحتسبها الحكم في الشوط الأول، إذ كانت هذه النتيجة ستعتبر الأقوى في المسابقة لغاية الآن، ليكتفي الفريق بنقطة التعادل التي لم تشفع له في تخطي المركز الاخير على لائحة الترتيب العام.

وأسهم التقدم الذي حققه فريق الجزيرة خلال دقائق الشوط الأول عبر ثلاثية من الأهداف في منح الفريق نقاط المباراة خاصة بعد أن معاناة الشوط الثاني التي شهدت تفوقا كبيرا للاعبي اليرموك الذين لم يحالفهم الحظ في الوصول على أقل تقدير إلى نقطة التعادل، حيث تكمن اليرموك خلال الشوط الأول من تقليص الفارق بتسجيل الهدف الأول ليشهد الثاني تسجيل ثاني الأهداف الأمر الذي منح الفريق ثقة في مواصلة الزحف الهجومي المكثف على مرمى الجزيرة، لتأتي هنا ركلة الجزاء المحتسبة لليرموك والتي كاد من خلالها الفريق تحقيق مطلب التعادل لكن ذلك الأمر لم يتحقق؛ بعدما أطاح الشرايدة بهذه الفرصة.

اليرموك الذي سنحت أمامه عدة فرص حقيقية لتعويض ركلة الجزاء الضائعة لم يستطع تغيير نتيجة المباراة النهائية التي منحت الجزيرة كامل المحصلة النقطية.

أما لقاء العربي والمنشية فلم تثمر محاولات كلا الفريقين في الوصول إلى الشباك بعد أن تبادلا السيطرة على مجريات اللقاء، حيث كان العربي البادىء في السيطرة بالشوط الأول لكن المنشية تمكن بعد ذلك في الدخول بأجواء المباراة وتشكيل التهديد على مرمى العربي عبر عدة مشاهد.

أما الشوط الثاني فجاء كسابقه من دون جديد على نتيجة المباراة ليخرج الفريقان بنقطة لكل منهما.