وقحون ..

اخبار البلد-

 
لم يستوعب الاسرائيليون حتى الان خروجهم من الباقورة والغمر ،واخلاء هذه الاراضي الاردنية التي اغتصبوها سبعين عاما ،وربما لم يتوقعوا يوما انهم سيجبرون على مغادرتها وتسليمها لاصحابها الشرعيين وعودتها للسيادة الاردنية كما كانت تاريخيا ،ووصلت وقاحتهم الى المطالبة بالاستمرار باستعمالها، والالقاء باللائمة على حكومتهم لانها لم تتخذ التدابير اللازمة في الوقت المناسب لمواصلة استعمالها بشكل دائم ،لانهم لم يعتادوا على الانسحاب من اراض استولوا عليها ،ويعتقدون ان القوة تمكنهم من كل شيء يرغبونه ويحقق مصالحهم ،لكن انهاء ملاحق الباقورة والغمر يجب ان يشكل درسا مفيدا للاسرائيليين وعبرة مهمة جدا،بأن الاحتلال لا يمكن ان يدوم ويستمر ،فبعد سبعين عاما على استغلال اراضي الباقورة والغمر غادروها طائعين ،مما يعني انهم لو احتلوا فلسطين سبعين عاما اخرى او سبعة قرون سوف يزولون منها بكل تأكيد لانهم محتلون وليسوا اصحاب ارض او حق ،مهما بالغوا في بناء التحصينات والقلاع والجدر ،ومهما عززوا مواقعهم وتشددوا في مواقفهم ورسخوا تواجدهم فانهم لا بد مكنوسين.
يقفون امام البوابات التي اغلقت في وجوههم المؤدية الى اراضي الباقورة ،والحسرة في عيونهم وعلى وجوههم ،يتذللون ويناشدون مسؤوليهم ،بأنهم زرعوا وتعبوا وانشأوا المزارع وحفروا الابار الارتوازية ،واثمرت افضل المحاصيل من الموز والافوكادو والتمور ،وغيرها من الاصناف والانواع الكثيرة ،لكنهم نسوا الشيء الاساس والاهم ،وهو ان هذه الارض ليست لهم ،وتعبوا وشقوا وزرعوا وغرسوا في ارض ليست ارضهم ،اغتصبوها في البداية اغتصابا ،وقل النهاية زرعوها اتفاقا ،فهي ليست ملكهم ،ولم يجبرهم الاردن ولم يطلب منهم ،ولم يرجوهم لزراعة فسيلة نخل فيها ،ولا غرسة موز او افوكادو او برتقال او ليمون او خلافه،هم الذين وُجدوا في هذه المنطقة غصبا وعنوة وبقوة الدول العظمى ،كذلك وُجدت مزارعهم وزراعاتهم بالباطل وبالعنف وبقوة سلاح غيرهم ،تماما كما فرضوا وجودهم فرضوا عناصر بقاءهم واستمراريتهم ،فلم يعجبهم ان يناموا ويحلموا ويستفيقوا خارج حدود الباقورة والغمر ،لانهم يعتقدون ان اي ارض تصل اليها اقدامهم ويطأون ترابها تصبح ملكا لهم .
يولولون على محصول موسم زراعي لم يندثر بعد،ويتجاهلون انتاج الباقورة والغمر سبعة عقود متتالية من الزراعة والصناعة والمياه ،والارباح الطائلة التي جنوها منها ،كيف لا وهم مغتصبون محتلون لا يشبعون، ولا يمكن ان تمتلي بطونهم من ارض مهما بلغت مساحتها وعظم انتاجها ،وعيونهم دائما على المزيد ،كما تؤكد مشاريعهم ومخططاتهم العدوانية التوسعية والاستعمارية.
لن يسكتوا ولن يستكينوا ،وسوف تواصل حكوماتهم الضغط على المملكة بكل الاوراق المتاحة لهم ،على امل العودة لاستعمال اراضي الباقورة والغمر ،بحجج واهية واستجداءات مختلفة ،لكن القرار الحاسم والموقف الصلب الكفيلان بصد كل محاولاتهم وافشالها.