الصوت العالي..  لا يعني احتكار الحقيقة !!

اخبار البلد-

 
لا أدري إن كان مشروع» الصوت العالي» واحدا من أدوات الحكومة التي خضعت إلى تعدیل جدید قبل أیام شخصیا أستبعد ذلك، بحكم أن من تولى حقیبة الإعلام فیھا شخصیة وازنة عاقلة ھادئة، تحظى باحترام جمیع .الزملاء الإعلامیین والصحفیین. ولھ تجربة طویلة في المجال الإعلامي وبشتى المواقع ودون التقلیل من شأن ما تتمتع بھ الوزیرة السابقة، والتي ھي زمیلة عضو في نقابة الصحفیین، وكاتبة متمیزة قبل أن تكون سیاسیة متمیزة أیضا، فالأسرة الصحفیة والإعلامیة تتوقع أن یشكل الوزیر الجدید إضافة نوعیة على .الموقع، ویجسر أیة فجوة یحاول بعض المسؤولین التأسیس لھا بقصد أو بغیر قصد ویرمم ما یمكن أن یحدث من سوء فھم بین الصحفي أو الإعلامي من جھة، والمسؤول من جھة ثانیة، وبخاصة المسؤولین الذین ـ وإن كنا لا نشكك بكفاءتھم ـ إلا أننا نعتقد أن حماستھم الزائدة، وفھمھم المختلف للإعلام ودوره .یمكن أن یضیع علیھم الفرصة في إیصال إنجازھم إلى مقصده بیسر وسھولة فبعض المسؤولین یعتقدون أنھم یحتكرون الحقیقة، أو أنھم في خصومة مع الصحفیین، ویقعون في شبھة الخلط بین .نشطاء التواصل الاجتماعي، والصحفیین المھنیین الذین یعملون في الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة وبصیغة أو بأخرى، یرى بعض المسؤولین أن من حقھم تحدید سیر ومضمون أي برنامج أو مادة مكتوبة كما یریدون ھم، وبالطریقة التي یرونھا تناسبھم، حتى وإن كانت مجرد سرد لما یعتقدون أنھا إنجازات تحققت على أیدیھم. بینما یرى الصحفي الحقیقي أنھ لیس من حقھ إغفال وجھات النظر الأخرى، وما یطرح على نطاق الشارع، .بما في ذلك التجارب السابقة التي قدمت على اعتبار أنھا إنجازات كبرى لیتبین أنھا مجرد وھم ھنا لا أشیر إلى حادثة واحدة، أو مسؤول واحد فقط، وإنما إلى حالتین رصدتھما عبر محطتي التلفزیون الأردني، وتلفزیون المملكة، حیث حاول مسؤولان رفیعان اتھام زمیلین إعلامیین بالابتعاد عن مھنتھما، وبأسلوب یبتعد عن .فھم الدور الحقیقي للإعلام. ویتنكر إلى مسؤولیة الإعلامي في التعاطي مع وجھة النظر الأخرى وبدت القضیة وكأنھا اعتماد لمشروع «الصوت العالي»، كنھج جدید من أجل التغطیة على حالة الوھن الحكومي، وتوجیھ الحدیث نحو إنجازات یراھا المسؤول «خارقة»، ویراھا الشارع محدودة التأثیر على مستوى معیشة .المواطن العادي، ومستوى التشغیل والحد من البطالة الفجوة ما بین المسؤول والصحفي، تبدو كبیرة جدا، فالأول یرید أن یستغل الحیز الكامل للبرنامج في الترویج لـ«إنجازاتھ»، والصحفي یلامس معاناة المواطن بدءا بالنظرة الشمولیة للوضع، وانتھاء بالنتائج المطلوب الوصول .إلیھا وما ینعكس على مستوى الحیاة العامة من آثار یلمسھا الجمیع فالصوت العالي لا یعني أن صاحبھ یحمل الحقیقة ویحتكرھا. وھو أسلوب عفا علیھ الزمن ولم یعد لھ جدوى أمام الإعلام الھادئ المتزن الذي تعتمده مؤسساتنا المھنیة الرفیعة ومنھا مؤسستا التلفزیون الأردني و«المملكة». وینفذه .الزملاء رفیعو المھنیة.