بلادنا اليوم أكثر منعةً

اخبار البلد-

 
استشهد في تفجيرات فنادق عمّان الثلاثة، الراديسون ساس وحياة عمان ودايز إن، التي صادفت ذكراها المؤلمة الرابعة عشرة يوم امس، عازفُ موسيقى اندونيسي، كان يعمل في فندق حياة عمان.
ذهبت مع زوجتي إلى الكاتدرائية في جاكرتا، التي كنت سفيرا لبلادي فيها، في ذكرى استشهاد الموسيقار الإندونيسي السنوية الأولى، والقيت كلمة قلت فيها إن الإرهاب لا يستهدف دينا محددا، بل يستهدف الإنسان.
وأضفت: استشهد في تلك التفجيرات الإرهابية الآثمة 56 اردنيًا على دين سيدنا محمد، واستشهد إندونيسي واحد على دين سيدنا عيسى.
وقلت: إن الإرهاب ضد الإنسان، والإنسان ضد الإرهاب. ونحن لا نحتاج الى تدقيق لنتأكد أن الإرهاب ليس موجهًا الى المسيحيين و لا الى الشيعة و لا الى الغرب. الإرهاب موجه الى الإنسانية جمعاء.
استشهد في تلك التفجيرات الإرهابية المخرج السوري العربي العملاق مصطفى العقاد الذي خدم الإسلام أكبر خدمة في فيلم الرسالة عام 1976، الذي دافع فيه عن الإسلام وقدمه على حقيقته، دين محبة وعدل ومساواة ورحمة.
كما خدم الشهيد العقاد، المقاومة والنضال من اجل الحرية والكرامة والاستقلال، في فيلمه الشهير «اسد الصحراء- عمر المختار» عام 1981.
وحيث إنّ لكلِ فعلٍ ردُّ فعل، مساوٍ له في القوة، مضاد له في الاتجاه، فقد انخرطت بلادنا في مكافحة الإرهاب وطبقنا قاعدة علي بن ابي طالب، كرم الله وجهه، العسكرية العبقرية التي فيها: «اغزوهم قبل أن يغزوكم، فما غُزي قومٌ في عقر دارهم الا ذلوا».
فصاغت العسكرية الاردنية شعار: «قتال الأشرار خارج الأسوار» الذي مكننا من إبقاء خطر الإرهابيين بعيدا عن مواطننا ووطننا.
تحل ذكرى فاجعة التفجيرات الإرهابية التي وحدت شعبنا خلف أسر الشهداء الأبرار وخلف قيادتنا وأجهزتها الأمنية والعسكرية، ومكنتنا من عبور برزخ النار والرعب والموت، بأقل ما يمكن من الخسائر.
بلادنا اقوى اليوم وأكثر منعة وقوة ومهابة واعمق خبرة وتجربة. وشبابنا حاملو الشعار، على أتم الاستعداد والجاهزية لحماية المواطن والوطن والتضحية والفداء والقدرة القاصمة على سحق رأس الأفعى.
يرحم الله شهداء الأردن والأمة.