الدولة الفلسطينية الحلم الذي ينتظر

الصراع الفلسطيني الصهيوني بدأ مبكرا في العشرينيات من القرن الماضي. وتصاعد هذا الصراع في الثلاثينيات منه, وكانت ثورة عام 1936 اعنف واقوى ثورة انذاك ضد الصهاينة الذين كانوا يحاولون احتلال الارض وطرد اهلها وسكان الفلسطينيين منها.

 ولما اشتدت الازمة بين اليهود المدعومين من الاستعمار البريطاني وبين الفلسطينيين المدعومين من العرب المحكومين من قبل الاستعمار البريطاني والفرنسي, صدر قرار من ما يسمى هيئة الامم المتحدة لتقسيم فلسطين بين العرب واليهود وذلك بتاريخ 29 تشرين الثاني عام ,1947 بهدف تهدئة الوضع المضطرب, الا ان اليهود الصهاينة استمروا في مضايقة الفلسطينيين لتحقيق حلمهم باحتلال كامل فلسطين.

 وتكالبت الدول ضد العرب والفلسطينيين وتقدمت هذه الدول على رأسها بريطانيا وفرنسا وروسيا وامريكا الى هيئة الامم المتحدة للاعتراف بدولة يهودية على ارض فلسطين وذلك بتاريخ 15/5/.1948 وظل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الصهيوني يتصاعد, وجاءت المنظمة الدولية (الامم المتحدة) وكذلك مجلس الامن وصدرت قرارات من اجل حل القضية الفلسطينية من قرار (194) الذي يعطي اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم من فلسطين, وقرار (242) الذي اعقب حرب عام ,1967 وقرار (338) الذي اعقب حرب تشرين عام 1973 بين مصر وسورية بمشاركة الاردن من جهة وبين اسرائيل من جهة اخرى, وبعدها جاءت اتفاقية كامب ديفيد الشهيرة بين مصر واسرائيل, ومؤتمر مدريد للسلام ومباحثات علنية وسرية بين اطراف عربية وفلسطينية من جهة واسرائيلية من جهة اخرى, ووقعت اتفاقيات بين الاردن واسرائيل, وبين الفلسطينيين واسرائيل للتوصل الى تسوية دائمة تنهي الصراع العربي - الاسرائيلي الا ان اسرائيل وحكوماتها المتعاقبة ظلت تماطل حتى ايامنا هذه وترفض قرارات الامم المتحدة, ومجلس الامن يساندها في ذلك الولايات المتحدة الامريكية, وشنت اسرائيل حروبا على الانتفاضات الفلسطينية, وعلى مدن الضفة الغربية (جنين نابلس والخليل) وحروبا على قطاع غزة, والعالم ينظر اليها ولا يريد ان يوقف هذا التعنت الاسرائيلي والصلف الصهيوني.

 ومنذ اكثر من ستين عاما ولا يزال الوضع والقضية الفلسطينية تراوح مكانها, ولا يزال العدو الصهيوني يزداد تعنتنا واصرارا, ولا يزال الفلسطينيون صامدين في ارضهم يدافعون عنها بالحجر وباجسادهم ودمائهم وارواحهم, ونحن العرب لا نستطيع عمل اي شيء الا الاستنكار والشجب, وكلنا يعلم ان اسرائيل لا تري¯¯¯د السلام, وما عقد من اتفاقيات هو لذر الرماد في عيون الغرب, والخروج امام الدول الغربية وامريكا بان اسرائيل هي التي تريد السلام وتسعى اليه الا انها تفعل العكس من ذلك. ولم يبق امام الفلسطينيين الا التوجه في شهر ايلول الحالي الى الامم المتحدة بعد ان اتيحت لهم هذه الفرصة بعد محاولات عديدة جرت في السنوات الماضية, ولن يثنيهم باذن الله عن الطلب من هذه المنظمة ان تصدر قرارا باعترافها باقامة الدولة الفلسطينية رغم كل المحاولات الاسرائيلية الامريكية لمنعهم من التوجه للامم المتحدة, وتهديد رئيس وزراء اسرائيل (نيتنياهو) بالغاء كل الاتفاقيات مع الفلسطينيين والعودة الى حالة الصفر وتهديد الرئيس الامريكي (اوباما) بان امريكا ستتخذ حق الفيتو فيما لو تقدم الفلسطينيون الى مجلس الامن لطلب حقهم في اقامة الدولة الفلسطينية, وارساله مبعوثين امريكيين الى المنطقة لاقناع الفلسطينيين وبعض العرب بمنع قيام الفلسطينيين الطلب من الامم التحدة اصدار قرار الدولة.

 ان كل المساعي الفلسطينية والعربية واطراف دولية من اجل حل قضية الفلسطينيين بالطرق السلمية لن تجدي نفعا مع عدو لا يريد السلام ومعروفة اهدافه.... الى متى نبقى اسرى مفهوم السلام, والسكوت على جرائم وصلف العدو الصهيوني ضد الاهل والاشاء في فلسطين.. لا بد من اتخاذ مواقف وقرارات سياسية واقتصادية تدعم الفلسطينيين وتهدد اسرائيل والدول الداعمة لها, وبذلك قد يتحقق السلام العادل والشامل في المنطقة.