نشامى السلة .. الوطن ينتظر اللقب
سجل المنتخب الوطني لكرة السلة انجازا تاريخيا جديدا عندما بلغ المشهد الختامي لنهائيات الامم الاسيوية لكرة السلة لأول مرة في تاريخ مشاركاته، بعد ان حقق فوزا غاليا على نظيره الفلبيني بنتيجة (75-61)، في مباراة نصف النهائي التي اقيمت امس في مدينة ووهان الصينية التي تحتضن منافسات البطولة.
وضرب المنتخب الوطني موعدا مع نظيره الصيني صاحب الارض والجمهور في المباراة النهائية التي ستقام عند الساعة الثالثة عصر اليوم بتوقيت عمان، حيث جاء التأهل الصيني على حساب كوريا الجنوبية بنتيجة (56-43).
ويتحفز النشامى لتعزيز الانجاز وتدوين اسم الاردن في سجلات الابطال وخطف بطاقة التأهل الى اولمبياد لندن (2012)، دون الحاجة لخوض التصفيات التكميلية عن القارات الخمس والتي سيتأهل لها صاحبا المركزين الثاني والثالث.
ويعتبر وصول النشامى الى المباراة الختامية انجازا غير مسبوقا لكرة السلة الاردنية متخطين انجازهم التاريخي السابق بالحصول على المركز الثالث في النسخة الماضية (2009) والتي اقيمت ايضا في الصين.
واكد المنتخب الوطني في مباراة الامس حضوره القوي بين الكبار بعد ان تخطى الحاجز الفلبيني باتجاه النهائي وثأر من خسارته في الدور الثاني (64-72)، ورغم البداية الفلبينية في الربع الاول (18-12)، الا ان المنتخب الوطني استطاع تذليل الفارق الى نصف سلة مع انتصاف اللقاء (27-28)، وفرض افضليته على مجريات اللقاء في الربع الثالث وتقدم مع نهايته (49-41)، وحافظ النشامى على تفوقهم في الربع الحاسم وانهى اللقاء بفارق (14) نقطة.
الاردن (75) - الفلبين (61)
غلف الحذر الدفاعي اداء الفريقين منذ بداية المباراة، واستطاع المنتخب الوطني ان يخترق الحاجز الدفاعي للفلبين عبر راشم رايت واسامة دغلس ليصنعا تقدما سريعا (6-2)، قبل ان يبدأ نظيره بايجاد الحلول المناسبة للوصول الى سلة المنتخب الوطني وتمكن العملاق ماركوس من التسجيل مرارا من العمق، كما نجح بولياسي تولافا ورانيدل دي أوكامبو في تنفيذ الاختراقات واصطياد السلة من مسافة بعيدة ليتقدم المنتخب الفلبيني (14-8).
وفي ظل التقدم السابق اضطر مدرب المنتخب الوطني توماس بالدوين اجراء تبديلين مبكرين باشراك علي جمال وانفر شوابسوقة عوضا عن زيد عباس واسامة دغلس بسبب ارتكابهما خطأين في وقت مبكر.
وتولى وسام الصوص صناعة الالعاب بالتناوب مع راشيم رايت وتمركز الثنائي اسلام عباس وعلي جمال في العمق الفلبيني وجاء وصولهما محدودا نظرا لتميز ماركوس في التغطية الدفاعية وكذلك نجاحه بنسبة كبيرة في انهاء هجمات المنتخب الفلبيني الذي انهى الربع الاول متقدما (18-12).
تشكيلة منتخبنا في الربع الثاني شهدت دخول عبدالله ابوقورة بدلا من علي جمال واخذ وسام الصوص مع مرور الوقت برفع وتيرة الهجمات الاردنية، فيما كانت عمليات التفريغ الناجح من قبل علي جمال وابوقورة وانفر تساهم في افساح المجال امام الصوص وراشيم في الاختراق من مختلف المحاور وتذليل الفارق.
وعمل البديلان زيد الخص واسلام عباس على فرض افضليتهما تحت السلتين وتمكن الاخير من اعادة المنتخب الوطني للمقدمة (23-22)، ليسود السجال النقطي بين المنتخبين، الا ان ماركوس وبولياسي ردا على اجتهادات راشيم رايت ليحافظ المنتخب الفلبيني على تقدمه مع انتصاف اللقاء بفارق نصف سلة (28-27).
اعاد بالدوين ورقتي اسامة دغلس وزيد عباس مع بداية الربع الثالث واستهله الاخير بثلاثية وضعت المنتخب في المقدمة، فيما عمل راشيم رايت على المحافظة عليه باسناد من دغلس وعباس، كما ساهم عبدالله ابوقورة وعلي جمال في توسيع الفارق.
واستطاعت الاسماء السابقة ان تحد بشكل كبير من خطورة مفاتيح اللعب الفلبينية ووجدت صعوبة في اختراق دفاعات المنتخب الوطني، فيما كان البديل راشيم رايت ينجز المهمة المطلوبة منه مع الثواني الاخيرة بتسجيل سلة وسعت الفارق الى ثماني نقاط مع نهاية الربع الثالث لمصلحة المنتخب الوطني (49-41).
صب المنتخبان تركيزهما بداية الربع الحاسم على الجانب الدفاعي، مما ابقى النتيجة على حالها لمدة دقيقتين استطاع بعد ذلك المنتخب الفلبيني من كسر صمت التسجيل وبرز نجم لاعب الفلبين رانيدل دي أوكامبو الى جانب ماركوس بعد ان ساهما بتذليل الفارق الى نقطة واحدة.
الفارق السابق دعا نجوم المنتخب الوطني اعادة ترتيب صفوفهم في الشقين الدفاعي والهجومي ونجح زيد عباس في تسجيل اول سلة للمنتخب الوطني بعد اربع دقائق من البداية ليفرض بعدها المنتخب الوطني افضليته على مجريات اللقاء وساهمت ثلاثيات عباس ودغلس في مباعدة النتيجة، وترجم ابوقورة وراشيم ودغلس معظم الرميات المحتسبة على المنتخب الفلبيني بسبب الاخطاء التكتيكية التي تم ارتكابها مع الدقيقة الاخيرة لينتهي اللقاء بفوز ثمين للمنتخب الوطني بفارق (14) نقطة.
تحيات الامير فيصل تنقلها الجغبير
نقلت امين عام اللجنة الاولمبية لانا الجغبير تحيات الامير فيصل بن الحسين رئيس اللجنة الاولمبية لاعضاء الوفد، مباركا الانجاز التاريخي الذي حققه النشامى والوصول الى المباراة النهائية، وذلك خلال اتصالها الهاتفي مع رئيس الوفد غيث النجار.
بالدوين: سننافس بقوة لنيل اللقب والتأهل
اكد مدرب المنتخب الوطني توماس بالدوين خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب المباراة أن المنتخب الوطني سينافس بقوة اليوم على لقب البطولة وبطاقة الوصول الى الاولمبياد، مهما كانت قدرات الفريق المقابل لنا.
واشار بالدوين الى ان اداء المنتخب الوطني شهد تغيرا للافضل خلال المرحلة الاخيرة وسنقدم كل مالدينا في المباراة النهائية من اجل تحقيق الهدف الذي اتينا من اجله.
واضاف بالدوين: المنتخبان الصيني والكوري الجنوبي من المنتخبات الكبيرة التي لها حضورها المميز على الساحة الاسيوية، لكننا ايضا منتخبنا قوي وما قدمناه مؤخرا خير دليل على ذلك وسنكون على درجة عالية من الجاهزية الفنية والنفسية لمنافسة احدهما على اللقب.
وقال بالدوين عن الانجاز بالوصول الى المباراة النهائية: كان حلما يراودني والان اصبح حقيقة، انا سعيد جدا وهذه التجربة التدريبية من اجمل المراحل التي مررت بها.
وشكر بالدوين لاعبي المنتخب الوطني على ادائهم المميز في الشقين الدفاعي والهجومي والذي شكل سببا رئيسيا للفوز في نصف النهائي، مقدرا اداء المنتخب الفلبيني خلال البطولة والتطور الذي اصاب الفريق على يد المدرب الحالي.
من جانبه قال لاعب المنتخب الوطني راشيم رايت: لعبنا بشكل ممتاز امام ايران والفلبين وتأهلنا بفضل ذلك الى المباراة النهائية وهو انجاز نفخر به ويتحقق لاول مرة.
واضاف راشيم: كان لدينا اخطاء بداية المشوار لكننا تجاوزناها والجميع لعب بطريقة رائعة وباسلوب جماعي منذ بداية المباراة حتى صافرة النهاية.
واردف راشيم قائلا: المنتخب الفلبيني لعب بمستوى مميز في البطولة، وانا اقدر ما يشعرون به الان، لأننا عشنا هذه اللحظة في النسخة الماضية.
واشار راشيم: مبارتنا غدا (اليوم)، ستكون مختلفة تماما عن المباراة السابقة في الدور الثاني والتي انتهت بفارق (33) نقطة للمنتخب الصيني، اذ اننا سنقدم ما بوسعنا للثأر وتحقيق اللقب، كما انني لم اظهر بمستوى جيد في المباراة الاولى وسأعوض ذلك في اللقاء الحاسم.
وقال مدرب المنتخب الفلبيني: (الفريق لم يكن موفقا بالتصويبات البعيدة، وكان الدفاع الاردني صلبا مما صعب من مهمة لاعبينا في الوصول الى السلة، وابارك للجهاز الفني واللاعبين والجمهور الاردني الفوز الذي كان مستحقا).
عيون النشامى على اللقب
عبر نشامى المنتخب الوطني عن فرحتهم الكبيرة للوصول الى المباراة النهائي وتسجيل انجاز تاريخي جديد، مؤكدين بأن المهمة لن تنتهي بعد وان العيون تتجه نحو اللقب وخطف بطاقة التأهل الى الاولمبياد.
وتحدث نجم المنتخب الوطني اسامة دغلس: اكدنا جدرتنا بالفوز على ايران ووصولنا اليوم الى النهائي عبر البوابة الفلبينية، مشيرا الى ان حلم الوصول الى الاولمبياد اقترب ولم تبق سوى خطوة واحدة، مثمنا تكاتف جهود اللاعبين في الادوار الحاسمة والتي شكلت سر النجاح.
من جانبه قال اسلام عباس: الوصول الى المباراة النهائية انجاز بحد ذاته وسنكمل الفرحة بنيل اللقب ان شاء الله والعودة الى ارض الوطن بالكأس وبطاقة التأهل الاولمبية.
وبين عبدالله ابوقورة بأن ما تحقق هو فخر للرياضة الاردنية بشكل عام وكرة السلة على وجه الخصوص، اذ ان الظهور في المشهد الختامي انجاز رفيع ومن شانه ان يدفع عجلة اللعبة الى الامام ويحافظ على المكتسبات التي حققتها في الفترة الماضية.
واكد نجم المنتخب الوطني الشاب علي جمال، ان المعنويات لدينا عالية وطموح اللقب والاولمبياد يراود جميع زملائي، وهذا ليس مستحيلا، بعد ان اثبتنا حضورنا امام اقوى المنتخبات والتي كانت مرشحة فوق العادة لنيل اللقب.
الى ذلك شكر رئيس الوفد غيث النجار اللاعبين على جهدهم الطيب ووضعوا مصلحة المنتخب الوطني امامهم بعيدا عن مصالحهم الشخصية، ولعبوا بقلب رجل واحد.
وبارك نائب رئيس الاتحاد كارم كرادشة ما تحقق، مشيرا الى ان الثقة عالية بالنشامى بتقديم اداء قوي ومنافس على اللقب وبطاقة الاولمبياد في مباراة اليوم.
بركات: فرحة لاتوصف
اكد المدير الفني للمنتخب الوطني مراد بركات بأن الفرحة لاتوصف بالوصول الى ابعد نقطة في البطولة وهي المباراة النهائية، وهو انجاز يسجل للاعبين والجهاز الفني والاداري واتحاد اللعبة، اذ اجتهد الجميع خلال الاربعة شهور الماضية بالعمل بروح الفريق الواحد، وتكلل ذلك بهذا الانجاز الكبير.
واضاف بركات: نأمل ان يعطي هذا الانجاز دافعا معنويا وماديا لكرة السلة الاردنية وينعكس على اللعبة بصورة مباشرة ويساهم في مواصلة مسيرة الالق والانجاز.
وتابع بركات: ان هذا الانجاز جاء بعد تخطيط شامل وعمل دؤوب من قبل اتحاد اللعبة الجهاز الفني الذي استطاع تثبيت نهجه على اداء الفريق على الرغم من قصر المدة الزمنية لتوليه المهمة.
مباريات ترتيب المراكز
شهدت مباريات ترتيب المراكز (5-8) فوز المنتخب الايراني على نظيره الصين تايبيه (98-66)، وفوز لبنان على اليابان بفارق سلة واحدة (80-78) ، اذ سيلتقي الفائزان لتحديد المركزين الخامس والسادس، فيما سيلتقي الخاسران على السابع والثامن.
واحتل امس المنتخب السوري المركز التاسع بعد فوزه على نظيره الاماراتي الذي حل عاشرا (76-72) ، فيما جاء المنتخب الاندونيسي في المركز الحادي عشر بالفوز على نظيره الاوزبكي (82-76).