وأخيرا محمود خارج القضبان

 

منذ نحو أسبوعين وخلال متابعتي لبرنامج كلام في الصميم الذي تقدمه الإعلامية المميزة الدكتورة رلى الحروب وردت في الحلقة مداخلة لسيدة تدعى نوف، وهي خطيبة السجين محمود الذي دخل السجن في مدينة تبوك في المملكة العربية السعودية، على قضية قتل لمدة ثلاث سنوات متتالية وخلال مداخلة السيدة نوف تم إعطاؤها رقم هاتفي لمتابعة قضية السجين محمود، وفي اليوم التالي تم اطلاعي على كافة التفاصيل من نوف وأهل محمود، وتناولت أغلب تفاصيل القضية الجنائية التي هي تكيف على قناعة الادعاء العام والقاضي الذي تتحول له القضية وعلى الأغلب القاضي يأخذ برأي الادعاء العام وهذا أمر طبيعي جدا في هذه القضايا الجنائية.

وعند معرفتي الكاملة بقضية وقصة محمود تم الاتصال مع كافة الجهات المختصة التي لها شأن في القضية وأولها في الأردن وزارة الخارجية التي هي بحكم عملها مسؤولة عن حياة ومتابعة كل شؤون المواطنين الأردنيين في الخارج وتم الاتصال بالسفارة السعودية في عمان والسفارة الأردنية في الرياض، التي كان لها الدور الكبير في متابعة قضية محمود خاصة بعد سماع القصة من نوف، ومن خلال اتصالي مع سعادة السفير جمال الشمايلة وسعادة ماجد الفايز وبعض طاقم السفارة الذي عمل ليلا ونهارا لمتابعة قضية محمود وأيضا بعض قضايا المواطنين الأردنيين ومع علمي انه واجب عليهم أن يقوموا بهذا العمل، لكن من باب نسب الفضل إلى أهله يجب أن نقدم لهم كل الشكر والعرفان بجهودهم المخلصة لهذا البلد وحياة المواطنين الأردنيين ومتابعة قضاياهم أينما وجدوا أو أينما كانوا والتعامل مع كل قضية ومتابعتها لدى السلطات المختصة في البلدان التي يعملون فيها.

السفارة الأردنية في الرياض قامت بمتابعة القضية لحظة بلحظة وتمت مخاطبة الجهات المختصة بكتب رسمية ومتابعة هذه الكتب من خلال الاتصالات اليومية مع بعض الجهات بهدف الوصول إلى نهاية لهذه القضية التي كان محمود مظلوما فيها كل الظلم، وهو لم يقتل ولم يتدخل في القتل  لا من قريب ولا من بعيد، والغريب في الأمر أن القاتل موجود ومعترف بجريمته وأقر أنه المسؤول الأول والأخير، وأن كل من أوقفوا على ذمة هذه القضية أبرياء وليس لهم صلة ولا علم بذلك، وسجل كل حديثه واعترافه هذا أمام القاضي بالمحكمة العامة، ولكن الادعاء العام والقاضي أمرا بحبس محمود ثلاث سنوات، وهناك تفاصيل كثيرة في هذه القضية ولكن لا أرغب في تناولها بسبب الفرحة التي أشعر بها منذ لحظة سماعي ببراءة محمود وخروجه من سجن تبوك.

لا أستطيع وصف الفرحة العظيمة التي أحسست بها ربما أكثر من محمود رغم أنه هو الذي كان في السجن ، الفرحة كبيرة جدا ولا أستطيع أن أعبر عنها سوى بقلمي وأقول: إن جهة ووزارة وإنسانا ساعدوا السجين محمود على الخروج والحصول على براءة من هذا الظلم الذي اعتبره ظلما شخصيا وليس ظلم دولة نكن لها كل المحبة والتقدير، ونشكر كل مواطن ومسؤول سعودي على جهودهم المشكورة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه وأطال عمره، كما أشكر جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه.

وأشكر وزارة الخارجية وسفارة الأردن في السعودية عامة ومعالي السفير جمال الشمايلة خاصة وسعادة القنصل ماجد الفايز وكل مسؤول أردني يقوم بعمله ويؤدي واجبه على أكمل وجه وبكل إخلاص وعدالة لوطنه وملكه وشعبه كما واشكر الأخت نوف ومحمود على صبرهم وأقول لهما عفا الله عما سلف وبارك الله لمحمود ببراءته.