خالد محادين يكتب : مطربون ومطرمون!
من متابعتي للفضائية الرسمية ولغالبية الفضائيات الحكومية الاخرى المملوكة لرأس المال الوطني، اوشك ان اصل الى نتيجة واحدة تقول: ان في الاردن مطربين يتجاوز عددهم السبعة الاف مطرب ما بين ذكر وانثى، يغنون لكل المؤسسات الرسمية ويقدمون نصوصا غنائية غاية في التشابه وغاية السطحية، ويرتدون مع كل اغنية الزي المناسب لها او الازياء البلدية كالثياب والعباءات، والسيوف المشتراة من فوق سقف السيل، وبالرغم من هذا العدد المهول للمطربين والمطربات فان من الصعب اعتبار اصواتهم اصواتا مطربة لان موضوعات اغانيهم هي التي تحدد صلاحية وواجب اداء هذه الاغنيات.
سبعة الاف مطرب ومطربة ينعمون بمستمعين اقل من هذا العدد، وهناك فضائيات تبدأ بثها صباحا باغاني الموت والقتل والتمثيل بالعدو حيث يمكن اعتبار ما يؤدونه مخالفة ممارسة لمعاهدة السلام.
كتاب الاغاني في بلدنا في عدد المطربين والمطربات ولو افرغت كلماتهم في خلاط مولينكس لما اخرج لك سوى الماء الصافي الذي لا لون له ولا طعم ولا رائحة، وانتقاء الكلمات الصالحة للغناء والصوت الصالح للاداء واللحن الذي لا يحتاج سوى الدربكة آلة موسيقية تجعلك تشعر ان ليس سوى اقلية من الاردنيين تستسيغ هذه الاغاني وتضعها في آلات تسجيل سياراتهم.
الموضع الغنائي للاغنية الاردنية مؤسف، ورغم الدعوات المتكررة لغربلة وتصفية ما يفرض على الاردنيين سماعه لكنها ظلت دعوات غير مستجابة، والامر الذي يستوقفنا جميعا ان ليس هناك اغنية واحدة ظلت خلال ربع القرن الاخير حية في ذاكرتنا، ومع تكاثر وتناسل الفضائيات التي يؤسسها اثرياء، ستزيد المشكلة ويصير من حق كل فاضي اشغال ان يصبح كاتب اغاني او مطربا حتى لو كان صوته يؤدي الى الصمم الكامل.