|
منذ انتهاء عصر اكلة لحوم البشر، نسي العالم برمته , من قبائل الغابات الى ارقى المدنيات قصة سلخ الرؤوس والاجساد , باستثناء سينما هوليوود التي بقيت تؤلب الامريكان على الهنود الحمر في افلامها بوصفهم يسلخون فروات رؤوس الرجال البيض , دليل على همجية السكان الاصليين وحسر التأييد الشعبي لهم , كما تفعل اسرائيل مع الفلسطينيين , سكان البلاد الاصليين , التي نجحت بتعيين سفير لها فوق العادة في الامم المتحدة مؤخرا , بعد ان اصبح الرئيس الامريكي مجرد سفير لاسرائيل يدير الولايات المتحدة في اوقات فراغه .
سوريا اصل الحضارة واول الحرف والبحر تعيد البشرية الى سابق عهدها , فالنظام هناك ما زال مسكونا بعدائية للحضارة والمدنية وحتى يؤكد ذلك تعيد زبانيته الكون الى اول عهده وهي تسلخ فروة رأس زينب التي اذنب شقيقها بطلبه الحرية والعدالة ولحاق ركب الكون البشري , فتم اعتقال زينب رهينة حتى يسلم شقيقها نفسه ولما امعن في الفرار أعادت اجهزة الرعب هناك زينب مسلوخة الى اهلها .
سوريا تنشغل الان بسلخ حقيقي لاجساد السوريين بعد ان سلخت جلدهم طوال اربعين عاما بالقمع وانعدام الحرية وسطوة البوليس السياسي واجهزة تتفاوت اعدادها بين الاربعة والسبعة عشر , كما اشتكى بشار الاسد ذات زيارة خارج القطر السوري , وسلخ جلد السوريين الحصار والفقر والصبر حتى اصبح النظام ممانعا وداعما لحركات التحرر فرد جميل الشعب السوري بسلخ جلده فعليا حتى يتطابق الواقع مع السلوك في سوريا الاسد وليس في سوريا الشعب .
في سوريا.. النظام وزبانيته يقومون بسلخ الجلود وقطع الرؤوس واجتثاث البلعوم وحرق الاجساد وسط صمود شعبي مبهر كما هو دأب الشعب السوري دوما وابدا , فهو يواصل حقه المشروع بالحرية والديمقراطية ورسم مستقبله بيده وسينتزع ذلك مهما طال الوقت ونتمنى الا يطول , فهذا الشلال من الدم السوري هو رصيد استراتيجي للامة التي تصحو الان على وعد الحرية ومكافحة الفساد واختيار من يقودها ويعبر عن طموحاتها.
في الاردن.. يسير الملك حثيثا نحو الديمقراطية وتفعيل مكافحة الفساد وتوفير بيئة امنة يختار الناس فيها ممثليهم بأمانة ويسر ودون تدخلات من اي جهة كانت الا ضمير الناس وشرط اختيارهم الحر , ولا توجد لدينا زبانية واجهزة تقتلع البلعوم وتسلخ الفروات والجلود رغم ارتفاع الصوت في بعض الشوارع وحراكها الى حدود مؤذية وصادمة , فالناس تعرف ان جدار الامان لهم حتى في اعلى لحظات الغضب والعتب , الملك نفسه .
ازمتنا في فعاليات سياسية ونيابية ترى في السلوك السوري نموذجا للاقتداء رغم مناداتها بغير ذلك , فهناك من يطالب بجلد كل من يخالفه عبر تكفيره والمطالبة بتهميشه ونحمد الله انهم ليسوا في السلطة والا لكان الصلب والقطع من خلاف نصيب من يعارضهم , وتطور الامر عند فعاليات نيابية كي تصف اكثر من نصف الاردنيين بأنهم ممعوطو الذنب وهذا النصف بالذات هو الذي حرّك الساحة وادخل الضوء على بؤر الفساد وسارع في توفير البيئة الامنة للحرية والديمقراطية التي ستحرق هذه البؤر وتضمن عودتها الى غير رجعة .
المعط» بالمناسبة يتطلب وضع الممعوط في الماء الساخن حد الغليان وهو خطوة بديلة عن السلخ ومشابهة لها في النتائج , بعد كل ذلك هل يلومنا احد على رفضنا المساس بصلاحيات الملك ووقوفنا خلفه حتى اكتمال برنامج الاصلاح والرشاد تحت قيادته.
omarkallab@yahoo.com
|