انتبه : هل أنت ممّن (نسوا الله فنسيهم) ؟

انتبه : هل أنت ممّن (نسوا الله فنسيهم) ؟
كتب الدكتور منذر عبد الكريم القضاة
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد
أخواني ، ابنائي ، جيراني ، أصدقائي ، زملائي ، طُلابي
- هل تشعر بالخوف والخشية من الله – سبحانه وتعالى - ؟
- هل أصبحت تَشعر أنَّ الطاعة ثقيلة عليك ؟
- هل أصبحت قاسي القلب ، مُتحجر الاحساس ؟
- لماذا أصبحت تنسَى النوافل من العبادات ؟
- هل أصبحت لا تندم على فعل المنكرات ؟
- هل أصبحت لا تتذكر ذنوبك ؟
- هل اختفى صوت الواعظ الخفي في داخلك؟
- هل قلَّ بكائك أو انعدمَ على معاصيك وذنوبك ؟
- لماذا لا يدلك الله على مشاريع الخير في حياتك ؟
- هل عمَّ الشعور عندك بالخذلان واليأس والاحباط؟
- هل أنت غير موفق للإخلاص، والورع ، والزهد ، والتقوى ؟
لماذا ....ولماذا ....ولماذا ..... هل .... وهل أصبحت ....وهل ....؟
كثيرة هي الاسئلة هنا ؛ فإذا كنت تشعر بهذه الأعراض ، أو ببعضها ؛ ولا تستطيع الاجابة على هذه الاسئلة ؛ أو جزء منها ؛ فأعلم أنك مُصاب في دينك ، والأمر خطير ، وأنّك مّمن قال الله تعالى فيهم: ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ ﴾ سورة التوبة : الآية 67 ، والله سبحانه وتعالى المُتصف بصفات الكمال ، المنزَّه عن صفات النقص ،القائل : ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ وقد نزَّهَ نفسه عن النسيان فقال عز وجل : ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً ﴾ سورة مريم: الآية 64
والنسيان الذي ورد في الآية الكريمة : ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ ﴾ بمعنى ( الترك والإعراض ) لفئة من الناس تركوا أوامره – سبحانه- وأعرضوا عن دينه ، ولم يلتزموا بهديه ، وأعرضوا عن سنته بسبب نفاقهم وكذبهم ؛ فكان الجزاء من عند الله سبحانه وتعالى أن تركهم في ضلالهم ، وإعراضه عنهم – تعالى شأنه – وهذا من كمال عدل الله – سبحانه- وجزائه لهم في الدنيا
وقال الله تعالى : ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ﴾ سورة الحشر: الآية19
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية : وقوله تعالى : ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ﴾ أَيْ: لَا تَنْسَوْا ذِكْرَ اللَّهِ فَيُنْسِيَكُمُ الْعَمَلَ لِمَصَالِحِ أَنْفُسِكُمُ الَّتِي تَنْفَعُكُمْ فِي مَعَادِكُمْ، فَإِنَّ الْجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ. تفسير القرآن العظيم – ابن كثير
واعلموا أيها الأخوة والأخوات : أنَّ اعظم نسيان الله للإنسان أنَّ الله يُعاقب الإنسان ثمَّ لا يشعر هذا الإنسان : أنه معاقب ... من عند الله ، ولا يؤنبه ضميره ... ؛ فقد مات ضميره من زمان ، وينام الليل بطوله ...فلا هم يؤرقه ويزعجه
لماذا ؟ لأنه نسي الله ، فأخرس الله واعظ نفسه في قلبه ، وفي الحديث الشريف قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ...وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ" جامع الترمذي، برقم: (2859)، ومسند الإمام أحمد، 29/ 181-182، برقم (17634).
وفي المقابل تجد أنَّ من النَّاس - من عباد الله - :
- من يسوقه الله لبناء المساجد من بين الكثير من الناس
- من يتعلَّم ، وَيعلم القرآن الكريم للناس .
- من يمشي في حوائج الناس وقضائها .
- من يوفقه الله – سبحانه وتعالى - للنوافل من العبادات ؛ فتجده يصوم النوافل ، ويقوم الليل ، ويبر والديه ، ومن أهل الفجر ، ومن طلاب العلم .
- من ينام على الذكر ، ويستيقظ مع الذكر والاستغفار
- قلبه مليء بالإيمان ، متوكل على الله حسن التوكل
- إذا فعل معصية تابَ إلى الله فوراً
وغيرها الكثير الكثير من الطاعات والطاعات
وأخيراً : الطريق مفتوح للتوبة ، وتذكروا قول الله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ سورة النور : الآية 21
وأعلموا أنَّ الله تعالى يقول :﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ سورة الزمر: الآيات 53-54
نسأل الله الثبات
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين