اقتناص فرص ام اصطياد في الماء العكر ..؟؟
ظاهره جديده اصبحنا نراها ونسمعها ونقرأها على صفحات الانترنت هذه الايام . وقد تكون قديمه ولكن كانت مخفيه او سريه وليس علنيه كما هي اليوم , حيث تغيرت مع تغير الظروف والزمان والاوضاع الراهنه والاجواء السائده , والتي اصبحت مناسبه جدا لهذا التغيير , الا وهي استقطاب من يختلفون مع الحكومه او من يبدى توجهات معارضه ويعلن موقف معارضا على الملأ , ولاي سبب كان او لمن يفقد منصبه او يستقيل من منصبه احتجاجا او عدم رضى عن موضوع او سياسه معينه في دائرته او وزارته او في مكان عمله , وما تقارب من ذلك من الاسباب.
فما ان يخرج ويدلي بتصريحه او باعلانه الاستقاله , او اعلان اقالته او احالته الى التقاعد لعدم كفاءته او لتقصيره او لاي سبب كان , حتى تنهال عليه الدعوات للانضام الى الحزب الفلاني او التيار العلاني او الجماعه الفلانيه وغيرها من المسميات الحزبيه . وهناك من يقول له انضم معنا وسوف تحصل على كافة حقوقك وزياده شوي , وهناك من يقول له لو كنت في حزبنا او من جماعتنا كان ما صار فيك هيك , وهناك من ياتيه من باب الكرم العربي الاصيل وحسن الضيافه , ويدعوه لوليمه كبيره على شرفه يدعو لها كل اقطاب حزبه . ويطلبوا منه ان يضع يده بايديهم حتى يستردوا له حقه او منصبه .
وقد يجري ما لا يحتمله اي مراقب ومتفرج وهو ان شخصا بحجم وسمعه وصيت ومعروف للجميع ومحترم من قبل معظم الناس , يشعر بالضيق والعزله بعد ما وصل اليه جراء ترك الكرسي او المنصب الذي كان يشغله , والذي كان يشعره بقيمته وحجمه وحاجة الاخرين اليه , وحجم الصلاحيات التي كان يملكها , يشعر بالعزله وفقدان الشعور بالذات . ويجد نفسه مضطرا ان يمشي مع "س" من الاحزاب او "ص" من الاشخاص وهم للاسف اقل من حجمه بكثير , ولا يليق به ان يكون فردا بينهم او تابعا لاحدهم وينساق خلفهم .
ولكن كل هذا لا يمنعه ان يجد لنفسه مكانا , يعوض فيه عما فقده وخسره . ويدرك ان نظرة الاخرين له سوف تتغير وتتبدل كثيرا . ولا اعلم كيف هو شعوره الداخلي حينما يكون تابعا لاحد طلابه او تلاميذه ويلهث ويركض خلفه .
نعود الى النقطه الاساسيه في الموضوع وهي استقطاب من غضب او قدم استقالته احتجاجا او معارضة لموضوع ما. او حتى من تم اقالته لتقصيره في عمله او لخلل ما قد حصل في دائرته او مؤسسته او لاي سبب اخر .
وهنا اتساءل ..ما هو سر هذه الرغبه في استقطابه ..؟ هل هو شفقة عليه ام رغبة في شد ازره ام ان البعض نصب نفسه الاب الحنون لكل من يشعرون به انه ظلم ... ممن يريدون الشعور معهم ..؟؟. ام انها رغبة منكم في الاستفادة من لحظة غضب الرجل وزعله . وايقاد النيران تحت اعصابه وصب الماء المغلي فوق دماغه ...؟؟ ام هي فقط من باب التحشيد وزيادة الاعضاء غير العاديين لجماعتكم او حزبكم او تياركم ..؟؟.
وقد رايت مثيل ذلك على كثير من المواقع الاجتماعيه . مثلا احدهم كتب مقالا ينتقد فيه موضوعا او امرا من الامور , ويبدوا انه يجيد فن الكتابه والخطابه بكلمات رنانه وجمل منمقه حاده وقويه .
وفجأة ارى احد التعليقات تقول : افكار جميله جدا تستحق القراءه والاهتمام وانت لديك قدرات هائله جدا يجب ان تستغلها.
ندعوك الى الانضمام الى حزبنا او جماعتنا او تيارنا , الذي يرحب بك ونتشرف بزيارتك لنا في مكاتبنا في الموقع الفلاني . وقد اعجبني رد الكاتب على مثل هذه الدعوه حيث قال : وهل يجب ان اكون في حزبا معارضا ان لم يعجبني موضوع معين ..؟؟ . انا اسف جدا لم ولن اكون في حزب معارض , ومقالي هذا موقف فردي ووجهة نظري الخاصه في موضوع محدد . ولا اريد من احد ان يتبناها , وقد اكتب غدا مقالا مغايرا تفهمون منه عكس ما فهمتم من مقالي هذا وما صوره لكم عن توجهاتي .
نعم ان كل جماعه او حزب او مجموعه يهمها ان تستقطب العديد من الاعضاء والمشاركين . وهو امر طبيعي جدا . وتتفاخر وتتسابق الاحزاب في اعداد منتسبيها . وهو بالمناسبه حق لها .
ولكن وجهة نظري في هذا الموضوع , تتلخص بتوقيت استقطاب الاشخاص , واستغلال الاوقات وفتح الابواب والاذرع , وفرش المداخل بالسجاد الاحمر الايراني لمن يمر في حالة من الغضب او فقدان الوظيفة اوالمنصب . داعيا للجميع بالصلاح والهدايه .
حفظ الله اردننا الغالي امنا ومستقرا , وحفظ الله حبيبنا وسيدنا ابا الحسين الاب الحاني وادامه فوق رؤوسنا.