المحور الثالث من التقرير الاستخباراتي عن الشرق الأوسط

اخبار البلد-

 
في المحورین السابقین من التقریر، تحدثت عن النقاط الأساسیة منھا علاقة الحاكم بالمحكوم والأمن والاستقرار الداخلي في الدول الشرق أوسطیة، وھنا سأتناول المحور الثالث من التقریر الذي ُ وضع في العام ٢٠٠٠ ویرسم .مستقبل دول المنطقة حتى العام ٢٠٣٥ .فالمحور الثالث یركز على الأسلحة الشاملة والمخدرات یبدأ التقریر ھنا بالتحدث عن اسلحة الدمار الشامل كمحور للكثیر من الدول لخلق معادلة التوازن مع الخارج، وھنا ستسعى دول شرق أوسطیة غنیة للحصول على أسلحة الدمار الشامل عبر نفوذھا العالمي المالي وعبر وسطاء وسوق سوداء تعیدنا إلى فترة الحرب الباردة. ویرى التقریر أن دولاً شرق أوسطیة ستواجھ خطر الانزلاق نحو مغامرة مدمرة للحصول على أو تصنیع أسلحة الدمار الشامل مستفیدة من شبكة العلاقات العامة الخارجیة ومافیات السلاح .العالمي، ما یخلق حالة من السریة التي تحیط بھا كل من تلك الدول الطامحة لامتلاك أسلحة الدمار الشامل ولما كان الشرق الأوسط أكثر مناطق العالم اضطراباً إذ یواجھ سكانھ صراعات حول الدین والثقافة والأرض والمیاه، فإنھ بامتلاك إحدى تلك الدول سلاح دمار شامل یعني سباقاً بین الجمیع، وھذا یجعل المستقبل بید شركات تصنیع تلك الأسلحة وھي في الغالب بأیدي الدول الكبرى وتكون تحت سیطرتھا لأن تكنولوجیات تلك الأسلحة لا یمكن تصنیعھا في غیر تلك الدول. ویرى التقریر أنھ لا بد من تمكین إحدى تلك الدول من الحصول على تلك الأسلحة وھنا لا نتحدث عن إسرائیل. لذلك لا بد من خلق معادلة مفادھا أن دولة ما قادرة على الحصول على أسلحة نوویة لكي تقوم الدول المعنیة بطلب المساعدة الدولیة لحمایتھا وفتح باب المزاد للحصول على سلاح نووي بشروط معینة تبقي تلك الدول .دوماً تحت إطار رقابي. وھنا تفتح فرص اقتصادیة أمام الشركات الأجنبیة لمزید من الكسب المادي وفق التقریر والمسألة الثانیة ھي أن یقوم عدد من الدول بإغراق المنطقة بالمخدرات بمساعدة متنفذین في دول الشرق الأوسط في ظل أوضاع أمنیة وسیاسیة واقتصادیة وعسكریة متدھورة، ما یدفع الكثیر من الشباب للھروب من الواقع الذي یعیشون فیھ باللجوء إلى المخدرات بأنواعھا، وھنا لا بد من توفیر المخدرات عبر الحدود بخلق مشاكل أمنیة وصراعات لتسھیل مرور تلك البضائع. وھنا یأتي دور العصابات. لذلك، لا بد من توجیھ أنظار الجمیع بین الحین والآخر إلى خطر الإرھاب الذي یھدد أمن واستقرار دول المنطقة من أجل «تخدیر» الشباب الذین یشكلون ما نسبتھ ٧٠ بالمئة من .سكانھا ویرسم التقریر مصیر شعوب المنطقة بأنھا ستكون محكومة بالكامل بذرائع: خطر الإرھاب والمخدرات، وأسلحة الدمار الشامل التي تتیح للدول الكبرى الوصول إلى كافة فئات المجتمع وتسویق كافة المنتجات لأن شعوب المنطقة .«فئران تجارب» لا غیر لشركاتھم.