ثورة لبنان «الناعمة» تسقط أقنعة القوى الطائفية!

اخبار البلد-

 
قدم رئیس الوزراء اللبناني سعد الحریري استقالتھ إلى رئیس الجمھوریة میشال عون لیفاجئ الجمیع بینما كان قادة .الأطراف اللبنانیة المشاركة في الحكم والحكومة ینتظرون أن یسبقھم الآخرون في الاستقالة أكد الحریري أنھ استقال استجابة للمطالب الشعبیة وقدم مصلحة لبنان على كل مصلحة خاصة أو فئویة، حین قال: «لا أحد أكبر من بلده». لكن الأطراف الأخرى ما تزال تجادل وتماحك في مطالب شعبیة بدت حاسمة وواضحة، وتوافقیة .لدى جمیع من یشاركون في المظاھرات والاعتصامات المطالب الشعبیة كانت في بدایة الحراك محصورة في المجالات المعیشیة الاجتماعیة والاقتصادیة كفرص العمل والرواتب والضرائب والوضع الاقتصادي والتأمین الصحي والضمان الاجتماعي وحق التعلیم المجاني وغیرھا. وبدت التحركات أشبھ بالاحتجاجات الموقوتة التي یمكن أن تنتھي بإعلان خطة لتلبیتھا،لكنھا ما لبثت أن اتسعت أمام تجاھل الحكم لھا، والاستھانة بھا فرفعت مطالبھا إلى إسقاط رئاسات الجمھوریة والحكومة ومجلس النواب ومحاسبة .الفاسدین ما یمیز الحراك الشعبي اللبناني حتى الساعة أنھ عابر للطائفیة بأشكالھا كافة، وأنھ موحد تحت رایة لبنان، وأنھ بمنأى عن الأحزاب السیاسیة الطائفیة، وإن كان بعض أنصار ھذه الأحزاب من المشاركین في الحراك. وھذه المیزة جعلتھ .أكثر تعبیراً عن الشعب اللبناني والنموذج الحضاري اللبناني من أي قوة سیاسیة أو اجتماعیة أو اقتصادیة أخرى المفارقة الغریبة أن الاتھامات والتشویھات والحملات الإعلامیة لاحقت ھؤلاء المحتجین وحاولت المساس بھم بدعوى أنھم ممولون من سفارة أجنبیة أو أن لھم تبعیة خارجیة، في حین أن من یوجھون ھذه الاتھامات یعلنون لیل نھار بأنھم !!من أتباع مرشد إیران والأغرب أن الذین یرفعون شعارات الحفاظ على الأرض والإنسان ھم الذین وجھوا میلیشیاتھم إلى استخدام العنف لفض الاعتصامات والاعتداء على المحتجین وإحراق خیامھم في بیروت، وغیرھا بحجة واھیة ھي أن الحراك الشعبي یطالب بمحاسبة ھؤلاء مع كل النخبة السیاسیة التي حكمت لبنان منذ أكثر من ثلاثین عاماً، وتلك نكتة سوداء لا تضحك !..أحداً وسط كل ذلك تبدو الادعاءات بأن استقالة الحریري تضع لبنان في مواجھة المجھول أكثرغرابة وأبعد عن التصدیق، في ظل سنوات طویلة من السیطرة على القرار اللبناني وإلحاق كل الدولة اللبنانیة بالنظام الإیراني، بدعوى الأغلبیة .الطائفیة والقوة المسلحة وحمایة المقاومة لا یبدو أن ھناك فراغاً سیاسیاً، بموجب الدستور اللبناني، فالحكومة المستقیلة تبقى لتصریف الأعمال، في حین یتوجھ النواب لاختیار رئیس وزراء جدید وتشكیل حكومة جدیدة محایدة ومن خارج التولیفة الحاكمة، ولكن الذین یعرقلون .ھذا الاتجاه ھم الذین یرغبون في أخذ لبنان معھم إلى المجھول وھذا ما یراه العدید من الخبراء والمحللین، فالأمور في غایة الوضوح، والشعب اللبناني اختار طریقھ ویؤكد أن ثورتھ !«مستمرة حتى یحقق مطالبھ كاملة وشعاره: «كلن یعني كلن !! ولھذا ظلت «ثورتھ» ھادئة وناعمة وسلمیة، بینما كشف السیاسیون الطائفیون جمیعاً عن مخالبھم.