المرأة والثورات العربية
اخبار البلد-
عندما اندلعت الثورات التونسية والمصرية، ولحقتها دول اخرى العام 2011، كانت مشاركة المرأة في هذه الثورات نوعية. وعلى إثر ذلك، نشرت بحثاً علمياً في مجلة الشرق Orient الألمانية المختصة بالشؤون السياسية في الشرق الأوسط. جادلت في البحث بأن العالم العربي يشهد ثورتين : الأولى سياسية ضد أنظمة الحكم المستبدة، والثانية نسوية على النظام الأبوي الذي كرسته تلك الأنظمة.
كان هدف البحث إبراز دور المرأة العربية بهذه الثورات، وأن مشاركتها لا بد أن تقود إلى تغيير في واقع المرأة العربية، وأن هذه الثورات لا بد أن تأتي بالمساواة للمرأة العربية نحو مشاركة فاعلة أكثر في الحياة العامة.
تطورات الأحداث المتباينة في العديد من الدول العربية، واستلام السلطة من قبل قوى سياسية محافظة (تونس استثناء) واندلاع العنف والحروب الأهلية في دول أخرى بدد هذا الحلم، وحصل إجهاض مزدوج للثورات السياسية والنسوية، وتراجع وضع المرأة في العديد من الدول العربية بعد ذلك.
ما يشهده لبنان، وشهدته السودان والجزائر قبل ذلك من مشاركة نوعية للنساء في هذه الثورات، أعادت تسليط الضوء على دور المرأة بهذه الاحتجاجات، وعلى مستقبل المساواة بين الجنسين كهدف لهذه الثورات، ونتيجة لها.
لبنان تشكل استثناء بين هذه الثورات والاحتجاجات، حيث شهدت مشاركة نسائية استثنائية غير مسبوقة في أي دولة عربية.
المتابع لما يحدث بلبنان يلاحظ حضوراً كثيفاً نوعياً للمرأة في هذه الاحتجاجات شاملاً لكافة الفئات العمرية والاجتماعية. كان الانخراط حقيقيا وفعليا وليس رمزيا، حيث كانت النساء يتصدرن الساحات والواجهات الإعلامية. هذه المشاركة الاستثنائية جاءت تبدد الصورة النمطية للمرأة اللبنانية لدى قطاع واسع من الجمهور العربي، والذي لا يعرف عن المرأة اللبنانية سوى أناقتها وجمالها ومظهرها. هذه الصورة النمطية التي ما زلنا نشهد مظاهرها في الإعلام الاجتماعي من قبل أوساط عدة تعكس العمق الذي تسكن به الثقافة الأبوية في عقول غالبية الشعوب العربية.
في هذا المقام، تستحضرني الذاكرة الراحل الكبير هشام شرابي، الذي تناول النظام الأبوي في العالم العربي وصفا وتحليلا، واستحق منه نقدا لاذعا، واعتبره من العوامل الرئيسية المعيقة للتقدم في العالم العربي، ناهيك عن تقدم المرأة. لقد أولى هشام شرابي في كتاباته أهمية كبيرة، وخاصة لتحرر المرأة العربية وأهميته في تحرير المجتمع العربي من الظلم والاستعباد، ليس فقط السياسي، وإنما الاجتماعي أيضا، والذي قد يشكل مدخلا لفهم ما يحدث بالعالم العربي حاليا.
المشاركة الاستثنائية للمرأة اللبنانية لم تكن ممكنة لولا الحرية التي تتمتع بها لبنان كمنارة فكرية وسياسية، والتي مكنت المرأة من الحضور القوي في كافة المجالات بما فيها الحرية الشخصية.
المشاركة السياسية للمرأة كانت ضعيفة نسبيا، وحضورها أقل في هذا المجال من المجالات الأخرى. قد يكون السبب الرئيسي في ذلك هو هيمنة النظام الطائفي الذي بطبيعته ذكوري، وبالتالي، كان عصيا على المرأة، وعليه كانت مشاركتها السياسية متدنية، ولم تفلح باختراقه بشكل جوهري.
لذلك، يمكن القول أن المشاركة المميزة للمرأة اللبنانية في الاحتجاجات والمظاهرات موجهة ضد النظام الطائفي الأبوي الذي ساهم في إقصاء المرأة اللبنانية عن المشاركة السياسية الفاعلة في لبنان.
حجم ونوع مشاركة المرأة اللبنانية بالاحتجاجات والمظاهرات تدل على عمق التحولات الاجتماعية والاقتصادية وتشكل في الوقت نفسه علامة فارقة في الثورة اللبنانية، والتي في حال نجاحها سوف يكون لها أثر إيجابي كبير في إسقاط الطائفية السياسية وبناء مجتمع جديد يسوده قدر أكبر من المساواة والعدل.
كان هدف البحث إبراز دور المرأة العربية بهذه الثورات، وأن مشاركتها لا بد أن تقود إلى تغيير في واقع المرأة العربية، وأن هذه الثورات لا بد أن تأتي بالمساواة للمرأة العربية نحو مشاركة فاعلة أكثر في الحياة العامة.
تطورات الأحداث المتباينة في العديد من الدول العربية، واستلام السلطة من قبل قوى سياسية محافظة (تونس استثناء) واندلاع العنف والحروب الأهلية في دول أخرى بدد هذا الحلم، وحصل إجهاض مزدوج للثورات السياسية والنسوية، وتراجع وضع المرأة في العديد من الدول العربية بعد ذلك.
ما يشهده لبنان، وشهدته السودان والجزائر قبل ذلك من مشاركة نوعية للنساء في هذه الثورات، أعادت تسليط الضوء على دور المرأة بهذه الاحتجاجات، وعلى مستقبل المساواة بين الجنسين كهدف لهذه الثورات، ونتيجة لها.
لبنان تشكل استثناء بين هذه الثورات والاحتجاجات، حيث شهدت مشاركة نسائية استثنائية غير مسبوقة في أي دولة عربية.
المتابع لما يحدث بلبنان يلاحظ حضوراً كثيفاً نوعياً للمرأة في هذه الاحتجاجات شاملاً لكافة الفئات العمرية والاجتماعية. كان الانخراط حقيقيا وفعليا وليس رمزيا، حيث كانت النساء يتصدرن الساحات والواجهات الإعلامية. هذه المشاركة الاستثنائية جاءت تبدد الصورة النمطية للمرأة اللبنانية لدى قطاع واسع من الجمهور العربي، والذي لا يعرف عن المرأة اللبنانية سوى أناقتها وجمالها ومظهرها. هذه الصورة النمطية التي ما زلنا نشهد مظاهرها في الإعلام الاجتماعي من قبل أوساط عدة تعكس العمق الذي تسكن به الثقافة الأبوية في عقول غالبية الشعوب العربية.
في هذا المقام، تستحضرني الذاكرة الراحل الكبير هشام شرابي، الذي تناول النظام الأبوي في العالم العربي وصفا وتحليلا، واستحق منه نقدا لاذعا، واعتبره من العوامل الرئيسية المعيقة للتقدم في العالم العربي، ناهيك عن تقدم المرأة. لقد أولى هشام شرابي في كتاباته أهمية كبيرة، وخاصة لتحرر المرأة العربية وأهميته في تحرير المجتمع العربي من الظلم والاستعباد، ليس فقط السياسي، وإنما الاجتماعي أيضا، والذي قد يشكل مدخلا لفهم ما يحدث بالعالم العربي حاليا.
المشاركة الاستثنائية للمرأة اللبنانية لم تكن ممكنة لولا الحرية التي تتمتع بها لبنان كمنارة فكرية وسياسية، والتي مكنت المرأة من الحضور القوي في كافة المجالات بما فيها الحرية الشخصية.
المشاركة السياسية للمرأة كانت ضعيفة نسبيا، وحضورها أقل في هذا المجال من المجالات الأخرى. قد يكون السبب الرئيسي في ذلك هو هيمنة النظام الطائفي الذي بطبيعته ذكوري، وبالتالي، كان عصيا على المرأة، وعليه كانت مشاركتها السياسية متدنية، ولم تفلح باختراقه بشكل جوهري.
لذلك، يمكن القول أن المشاركة المميزة للمرأة اللبنانية في الاحتجاجات والمظاهرات موجهة ضد النظام الطائفي الأبوي الذي ساهم في إقصاء المرأة اللبنانية عن المشاركة السياسية الفاعلة في لبنان.
حجم ونوع مشاركة المرأة اللبنانية بالاحتجاجات والمظاهرات تدل على عمق التحولات الاجتماعية والاقتصادية وتشكل في الوقت نفسه علامة فارقة في الثورة اللبنانية، والتي في حال نجاحها سوف يكون لها أثر إيجابي كبير في إسقاط الطائفية السياسية وبناء مجتمع جديد يسوده قدر أكبر من المساواة والعدل.