الحكام الظالمين يجلبون الاستعمار
الحكام الظالمين يجلبون الاستعمار
من كان يتوقع أو يحلم أن أبو عزيزي التونسي سوف يطيح ويسقط الأنظمة العربية وحكامها، من هو هذا الشاب الذي قدم حياته قربانا لكي ينعم من بعده، وكل ما كان يحلم به أبو عزيزي وهو على قيد الحياة، أليس هذا الشاب التونسي دخل التاريخ من أوسع أبوابه؟ والآن صورته تعلق في أنحاء أوروبا، وفي مقرات مجالسهم النيابية وجمعياتهم، لأنه أوجد ما يسمى بالربيع العربي، وهل كان حاكم تونس غائب عن شعبه طيلة مدة حكمه؟ وكان همه الوحيد كيف يأكل وكيف ينام، وكيف حال الخدم والحاشية؟ وكيف يجمع المال الوفير؟ وجاءت لحظة الحقيقة التي كان غائب عنها وقال الآن فهمتكم، بعدما أصبح هو خلف الشعب التونسي. أما بالنسبة لمصر العروبة، فقد كان الشعب والجيش المصري يدا واحده لوضع حد للحاكم الذي كان أشبه بفرعون، والذي تبين بعد سقوطه أن منظومة الحكم كانت عبارة عن مجموعة لا تزيد عن المائة شخص تتقاسم ثروات مصر العروبة، والكل يعمل لصالحه وكم يجمع من المال؟ وكم يكون رصيده؟ وبالتالي كان النظام أوهن من بيت العنكبوت. وبالنسبة للعقيد المعقد، الذي كان يصف نفسه بأنه إمام الأمة، وملك الملوك، والزعيم ألأممي، وكل هذا لم يخفي حقيقته حينما وصف شعبه بالجرذان، وتبين أنه آخر واحد بليبيا يستحق المواطنة، وبالتالي هو الآن أشبه بالفئران هو وزمرته، وقد ضاقت عليه الدنيا بما رحبت، ولا يستطيع الظهور تحت الشمس. وبالنسبة للعقيد اليمني فإنه لا يزال يحلم بالبقاء على الكرسي مهما كلف ذلك الشعب اليمني من دماء وخراب الوطن، ويخاطب شعبه، فاتكم القطار ونسي أن القطار بداخله الشعب اليمني وهو الذي خارج القطار، وسوف يتوقف القطار اليمني بدون على عبدا لله صالح. أما عن سوريا قلب العرب النابض، فإن الرئيس بشار الأسد لم يتعظ من الذين سبقوه من الرؤساء الظالمين، وجاءت مطالبات الشعب بالحرية والعدالة، ولم ينطق أي مواطن سوري بالبداية بتغيير النظام، ولكن النظام والحاشية يعتبرون سوريا عبارة عن مزرعة لهم، وبدل من الاستجابة لمطالب الشعب، خرج الرئيس بخطاب وإعطاء المواعيد لشهور بالإصلاحات، والدماء تسيل بالشوارع، ونسي سيادته بأنه تم تعديل الدستور لكي يصبح رئيس بأقل من ساعة من الزمن، وهو غير مؤهل بالنسبة للدستور السوري، وبالتالي فإن زواله عبارة عن مسألة وقت، لأن إرادة الشعوب فوق الأشخاص مهما كانوا. والخلاصة من الربيع العربي هو تغيير الأنظمة الفاسدة والظالمة، ولكن للأسف الثمن الدماء وجلب المستعمر إلى بلاد العرب، وأصبح يقال بأن المستعمر أرحم من القائد الأوحد والزعيم المبجل، وأصبح كل رئيس عبارة عن فرعون، ولم يتعظ بأن لا ماله ولا جاهه يحميه من شعبه المظلوم، وأن كل إنسان ملاقي وجه ربه، ولو دامت لغيرهم لما تربعوا هؤلاء الحكام على الكراسي، أقلهم ثلاثين عاما. ألم يكن من حاشية هؤلاء الحكام رجال راشدين يقدمون النصح لهم؟ هل يعقل بأن جميع من سقطوا من الرؤساء حاشيتهم فاسدة؟!؟ وماذا نفعت المليارات هؤلاء الحكام وزوجاتهم؟؟ ألم تضيق بهم الأرض جميعا؟ ألم يكن الرؤساء وحاشيتهم ظالمون لشعوبهم؟ ولم يكونوا يمثلون إرادة الشعوب؟ وبالتالي لم يأسف أحد على سقوطهم، بل تم توزيع الحلوى وأقيمت الأفراح على سقوطهم، مع العلم أن الثمن الذي دفعته الشعوب باهظ، وهو دماء أبناءهم الزكية. وأخيرا اللهم أبعد عنا الفتن وأصحاب الفتن وابعث لملكنا الحاشية الوطنية الصادقة الأمينة على مصلحة الوطن والمواطن والقيادة، وأهدنا إلى سواء السبيل، يا رب العالمين.