هازاري أردني
شيخ هندي في عقده السابع ، يقود حملة لمكافحة الفساد في بلاده ، انه حتما ليس المهاتما غاندي ، ولو انه اعاد ذلك العملاق الى ذاكرتنا .
آنا هازاري ، ناشط هندي مناهض للفساد في الهند ، يشرع في تنفيذ اضراب عن الطعام ، من اجل أن تُسن الحكومة الهندية قانونا صارما يمنع الفساد ويحاسب مرتكبيه ، اركان الحكومة الهندية ونواب الهند والاحزاب الهندية ( لاحظوا تكرار كلمة الهند حتى لا يظن القارئ أن ذلك يحدث في الأردن ) يسارعون في عقد الاجتماعات لمناقشة ظاهرة هازاري وطلباته .
اضراب شخص واحد فقط ، جعل الهند تعيش حالة من الهلع والتوتر ، وعندنا في الأردن كل الشعب يرفع صوته لمحاربة الفساد ، ولكن دون جدوى ، فلا الحكومة تحارب الفساد ولا هيئة مكافحة الفساد تحارب شيئا وكأن الامر لا يعنيها ، او انها مسلوخة من الصلاحيات ، بحيث لا يسمح لها بالحركة ولا حتى الحديث والتحدث عن الفساد .
لماذا لا يقتدي مجلسنا النيابي بهذا الشيخ الهندي ، بدل أن يوصف الشباب الأردني بممعوطي الذنب ، ولماذا لا تقتدي حكوماتنا وكلها رشيدة بشخص مثل هازاري ،لماذا لا نسمع سوى الجعجعة والمهاترات فيما يخص الفساد ، واين دور مجلس الاعيان الذي هو مجلس الملك من كل قضايا الفساد .
إن الحراك على المستويين الرسمي والشعبي ، ينبئ بأن ملفات الفساد لن تفتح ، ولن يسمح لأحد بفتحها والتحقيق فيها ، ولن يكون لهيئة مكافحة الفساد نصيب في مكافحة قضية اكبر من قضية تهريب بضعة غرامات من الهيروين ، او التحقيق في قضية اختلاس مبلغ لا يتجاوز بضعة آلاف من الدنانير .
إن الاغلبية الساحقة من الشعب الأردني ، لا تثق بما تصرح به الحكومات ، لأن التجارب التي مررنا بها كثيرة ومريرة ، وكل ما نرجوه هو أن يكون رئيس الحكومة القادم هازاري اردني ، يفتح كل ملفات الفساد ، وأن يكون عاقدا العزم في محاربة تلك الآفة المستشرية ، علنا نستطيع حينها أن نعيد الثقة بالحكومة والمؤسسات ، فهل يكون الاصلاح ومحاربة الفساد وجهان لعملة واحدة ؟ ..