«الثُوَّرَة» اللُبنانِيّة.. نحو نقاش هادئ

اخبار البلد-

 
 یمضي كثیرون في حماسة م ُ عظمھا م ّبر َ ر، وصف ما یجري في لبنان منذ 17 الشھر الجاري بأنّھ «ثَ ّ د, وغیر القابل للحل منذ أزید من سبعة عقود إلى ذروتھ. دون تمحیص وتدقیق في ُ بناني» المعقّ یُ ِ وصلون المشھد «اللُ ِ إمكانیة نجاح ھذا الح ُ راك الشعبي المثیر للدّھشة والإنطباع والمحمول على غضب دفین, لم یستطع اللبنانیون بأغلبیة طوائِ ِ فھم ومذاھ ّ بھم تحمل المزید منھ, بعد ان استنّ َزفتْھم الطبقة الحاكمة, ورثة وبقایا النظام الزبائني الذي قام منذ العام1943 ..أمراء الحرب وزعماء الطوائف والمذاھب, ودائماً اؤلئك المرتبطون بعلاقات مشبوھة مع عواصم ُ وأجھزة إقلیمیة ودولیة, دأبت على اعتبار لبنان م ً ختبر للمنطقة وبارومتر الاحتقان او الانفراج وبالون الإختبار, الذي ّ یسمح بإحداث ھزات وقلاقل في دول الإقلیم, وأخذ الجمھور العربي - دع عنك اللبناني - إلى ملفات وقضایا ثانویة, ِ یة والإثنیة .لكنھا تَ ْغِرف في النھایة وكما ھي حال منطقتنا, من قِدر الطائِفیة والمذھبِ ِ یة والأصول العرقِ ..ما علینا ّ ما یجري في لبنان.. ثورة؟ وإن كان كذلك، فثم ّ ة أسئلة یتوجب لإجابة علیھا, بلا مراوغة وحماسة زائدة وإطلاق أحقاً َع َ لھاعندما تخض ُ ع للتطبیق. وبخاصة الشعار الذي رفِ شعارات ومصطلحات التي لا رصید سیاسیاً وخصوصاً اجتماعیاً .«وما یزال یتقدّم المطالب الشعبیة وھو «الشعب یُرید إسقاط النظام .أي نظام یُراد إسقاطھ؟ ُ خب السلطة القائِمة منذ ذلك الحین حتى الیوم، كلما أھو نِتاج صیغة العام 1943 ، ُ المسمى «المیثاق» والذي تعود إلیھ نُ َش َج َر َ خلاف أو بر ْزت ُ م ُ عضلة؟. صیغة قائمة على م َ حاص َ صة طائفیة ومذھبیة, نھضتت - وما تزال - على المناصفة . َ بین م ُ سیحیي لبنان وم ِسلمیھ ِ یقتسمون كعكة الوطن اللبناني، فھل ھناك أغلبیة واز ِ نة قادرة على إطاحة نظام ما یعني ان «18 «طائفة ومذھباً ُ محاصصة فاسد ومفسد كھذا؟ (دع عنك ما یُقال في الشارع وشاشات التلفَزة, التي تُبدي حماسة مشبوھة في تأجیج .(العواطف وإثارة الغرائز, والتحریض على قطع الطرقات ثم تبرز دعوات الى تشكیل حكومة جدیدة بعیداً عن الأحزاب. فھل ثمة امكانیة حقیقة لاستیلاد حكومة كھذه؟ واذا ما ُو ِجدت (رغم استبعاد قیامھا) فمن این ستحصل على الثقة؟ ألیس من مجلس النواب الحالي؟ فھل یمنحھا مجلس ُ المحاصصة والطائِفیة والمذھبِ َ یة.. الثقة؟ وم ْن یضمن أن تكون حكومة وطنیة تلبي مصالح الجمیع وتنحاز بالضرورة َ ة والعوز والبطالة وفقدان الأمل؟ للغالبیة العظمى من اللبنانیین, الذین یعیشون حالاً غیر مسبوقة من الفاقَ ِدرك ِ ثم من یقبل ان یكون لبنان دائرة انتخابیة «واحدة» بدون قید طائفي ومذھبي؟ في ظل خلل طائفي ومذھبي, یُ َ رون المشھد, وفي مقدمتھم جعجع ووریث عائلة الجمیّل مھندسة الحرب زعماء الطوائف وأمراء الحرب الذین یتصدّ ُ الأھلیة، انھا «لن» تكون لصالح الم َ ناصفة بین المسلمین والمسیحیین؟ ّ أسئلة كثیرة لھا إجابات لكنھا تضیع في ظل حماسة مشبوھة یؤج ِجھا لوردات الحرب وأبرزھم قاتل رئیس وزراء ُ لبناني, «عفا» عنھ مجلس النواب, فیما كان القضاء حكم علیھ بالمؤبّد تخفیضاً لعقوبة إعدام لم تُنفّذ؟ . َ ثورة ضد م ْن َ , لصالح م ْن َ وبقیادة م ْن؟ ...