خطاب التحريض والعنصرية في الاعلام العبري



كثيراً ما تستخدم وسائل الإعلام العبرية مصطلحات وتعبيرات الهدف من ورائها تشويه صورة الفلسطينيين المقاومين للاحتلال بتشبيههم بالنازيين ، من خلال ما تظهره تلك الوسائل من خوف اليهود على مستقبلهم جراء عمليات المقاومة الفلسطينية المشروعة ضدهم ، بما حصل لهم في الماضي بألمانيا النازية ، وذلك لإيهام العالم إلى أن ما يتعرض له اليهود في الدولة العبرية من عمليات إنما هو امتداد لحملة التحريض ضدهم، لتبرير ما يقوم به الجيش الصهيوني من جرائم بحق الفلسطينيين وما يحض به متطرفيهم على استخدام العنف ضدهم.

فالتحريض على الشعب الفلسطيني يجري على قدم وساق من قبل غالبية السياسيين والصحافيين في الدولة العبرية عبر وسائل إعلامهم المختلفة من مرئية ومقروءة ومسموعة وكذلك عبر شبكات التواصل الاجتماعي من فيس بوك وتويتر .. الخ ، والموجهة والتي تجري بترتيب مدروس وممنهج من قبل جهازي الشاباك والموساد الصهيونيين ، والمليئة بخطاب الحقد والكراهية والعنصرية ، لخدمة أجنداتهم اليمينية والعنصرية المتطرفة الهادفة لتأليب الرأيين اليهودي والعالمي ضد كل ما هو فلسطيني وعربي ومسلم ، بما يبثه من إشاعات وأكاذيب في ظل غياب استراتيجية فلسطينية عربية إسلامية فاعلة لمواجهة هذا الخطاب العنصري ومجابهته..

هذا التحريض يهدف لنزع الشرعية عن المجتمع الفلسطيني سواء شرعية وجوده على أرض فلسطين أو حقّه في تقرير المصير ويحمل كذلك خطاب تحريض عنصري على خلفية دينية أو ثقافية ، ناهيك عن شيطنته للمجتمع الفلسطيني وشرعنة العقوبات الجماعية واستخدام القوة المفرطة ضده ، وتصوير الاحتلال والمجتمع العبري بدور الضحية في واقع الصراع الموجود، وهذه سياسة ممنهجّة وموجّهة ضد المجتمع الفلسطيني أينما كان وفي كل ظرف أكثرها خطورة شبكات التواصل الاجتماعي " الفيس بوك " و "تويتر وصحف "يديعوت أحرونوت" و"معاريف" و "يسرائيل هيوم" وقناة 20 اليمينية و"يتيد نئمان" و"هموديع" الدينيتين والقاناة العاشرة العبرية كذلك. أما بالنسبة لشرائح المجتمع الفلسطيني المستهدفة فإنها السلطة والقيادة السياسية الفلسطينية والمجتمع الفلسطيني حتى أن القيادة الفلسطينية السياسية في الداخل الفلسطيني لم تسلم من هذا الخطاب التحريضي الذي هو نتاج توظيف سياسي من قبل الأحزاب اليمينية لتحديد روح الشارع ونوعية الخطاب الشعبي المقبول من خلال قوننة تلك السياسات العنصرية وفرضها على أرض الواقع بشكل علنيّ بدليل "قانون الدولة القوميّة"، الذي قونن هذه السياسة الانتقائية للدولة ، وهيمنة الخطاب اليميني المتطرّف على الساحة السياسية مثل ضم الضفة الغربية وفرض النفوذ العبري عليها ، الخطاب ذو طابع فوقي عرقي ، تجلّى بأبهى صوره في تغريدة وزير المواصلات اليميني، بتسلئيل سموتريتش، على شبكة تويتر، حيث ادعى "يد من حديد لكل من يهاجم جنودنا ورجال شرطتنا. ولكن، نعم يهمني إذا كان المهاجم عربيا أو يهوديًا. لا مقارنة بين الأخ والعدو. من جهة، إذا كانوا يهودا فهذا يؤلمني أكثر. فلا بد من أن أتدبّر أمر أخوتي بشكل مغاير حتى ولو كانوا مجرمين.. فإلى متى يترك الحبل على غاربه للإعلام التضليلي العبري يسرح ويمرح في طول الأرض وعرضها دون كشف أكاذيبه وخداعه ؟

abuzaher_2006@yahoo.com