25 عاماً.. ولم يذكرها شعبنا بخير

اخبار البلد-

 
تذكر تلك الأیام من عام 1994م التي جرى فیھا توقیع معاھدة وادي عربة بین الأردن والعدو الصھیوني بمظلة أمیركیة في عھد الرئیس كلینتون.. وعلى الرغم من تقدیر الشعب الأردني والأمة العربیة لجھود الملك الراحل الحسین بن طلال وسعیھ الدائم لتحقیق السلام العادل والشامل الذي یعید الحق العربي: الفلسطیني والأردني إلى نصابھ، إلا أن الأسى كان یغمر النفوس، والكآبة تظلل الأجواء فجلالتھ قبل الجمیع كان یدرك أن الأردن ذھب إلى واشنطن مكرھا .لتوقیع المعاھدة، بعد أن تخلى عنا الأشقاء والحلفاء الیوم بعد خمسة وعشرین عاماً على ذلك الیوم غیر البھیج، فقد مضت الأمة بأسرھا إلى المزید من الفُرقة والانقسام والتجزئة وسیطرت علیھا الطائفیة السیاسیة والدینیة وأحاطت بھا من كل جانب كل وحوش الأرض تمعن فیھا نھباً وقتلاً وتدمیراً، بحروب خارجیة وداخلیة أدواتھا منا، وتمویلھا بأموالنا، والخاسرون فیھا نحن العرب والمسلمین وحدنا .دون سوانا ھي ذكرى ألیمة تجعلنا نستبصر ما یحیط بنا، ونتطلع إلى دروس وعبر تلك الأیام، وفواجع آثارھا المدمرة ولعلنا لم ّ نتبین أي نھج مضینا فیھ وأي نفق مظلم عبرناه مكرھین، ولما نخرج منھ إلى الیوم.. بل نحن ماضون من سیئ إلى أسوأ، والأیام تتوالى والسنوات عجاف، وكل طرف عربي ینزوي في ركن خاص بھ من الوطن الكبیر یلعق جراحھ، .أویندب حظھ، أویلوم غیره، ویتطلع إلى من ینقذه صحیح أننا في الأردن كنا آخر الموقعین على تلك الإتفاقیة الجائرة.. بل إن الشعب الأردني العزیز لم یذكرھا بخیر طیلة ھذه السنوات الخمس والعشرین الممتدة إلى الیوم، ولا نجد أنھا أنتجت إلا المرارة والألم، على الرغم مما یراه .بعض السیاسیین بأنھا ثبتت لنا الحدود مع كیان غاصب لا یجید غیر نكث العھود وإخلاف الوعود لا یستطیع أحد إلى الیوم أن یذكر الاتفاقیة دون أن یبدأ كلامھ بالقول: إنھا كانت تصرف المكره، ولم تكن عمل .الاختیار الحر والإرادة المستقلة ولا أذكر أن أحداً من المدافعین عنھا أو المتبنین لھا من غیر الوفد المفاوض أو الموكلین بتوقیع المعاھدة أو الاتفاقیات الفرعیة في مجالات المیاه والحدود والثقافة والتعلیم وغیرھا، إلا وعاد بعد سنوات لیبحث عن عذر یبرر ما فعلھ. فكلنا یدرك تلك الظروف، ویعرف أنھا كانت حیلة المضطر.. وھا ھي آثارھا وآثار مثیلتیھا من قبلھا أعني اتفاقیة أوسلومع .منظمة التحریر ومعاھدة كامب دیفید مع مصر ولا شك ان شعوبنا ترى ان ھذه المعاھدات ھي نتاج ما سبقھا من احتلال الأرض العربیة في فلسطین وسوریا ولبنان :ومصر، فرضتھا القوة الغاشمة وأملتھا ظروف الأمة القاصرة، ومصداقاً لقول الشاعرالعربي ولوأن قومي أنطقتني رماحھم َج ّر ِت ُت ّ ولكن َ الرماح أَ َطقْ نَ والیوم، وقد بلغ العدو الصھیوني ما بلغ من وقاحة في السلوك ونكث العھود والتخلي عن الاتفاقیات، فإن إرادة شعبنا ومصلحتنا الوطنیة تقتضي أن تعمل الحكومة على إعادة النظر في ھذه الاتفاقیة، لإلغائھا، أو وقف العمل بھا على .الأقل، وذلك ھو السبیل لاستعادة السیادة الوطنیة ومواجھة العدو المحتل.