بسام البدارين يكتب : حزب لمماعيط الذنب في عمان

إقتراح عبقري تقدم به المذيع المشرف على محطة (أمن .إف . إم) الأردنية التابعة لجهاز الشرطة ويقضي بسحب جنسية كل من يشارك في إعتصام حتى يعود الهدوء للبلاد مكرسا القناعة بأن أول ما يفكر به رجال السلطة هو إسقاط الجنسية دون خجل أو وجل.
ولذلك في الواقع أسباب في الحالة الأردنية فشخصيات بارزة لكنها ضعيفة صمتت عندما سحبت جنسية أولادها وبعض الجنسيات سحبت وعادت بأموال الرشوة لعصابة بيروقراطية تعهدت فترة بالسحب ثم الإعادة.
لكن إقتراح المذيع الأمني أثار كالعادة عاصفة جدل متوقعة فأرسل شباب الفيسبوك لمدير الأمن العام الجنرال الدبلوماسي والمسيس حسين مجالي يشتكون وفكر بعضهم باعتصام جديد لكن ضد المذيع الفصيح الذي أظهر هزالا مهنيا عندما يئس من كثرة الإعتصامات رغم أن قيادة الأمن العام إحتملت ولا زالت آلاف الإعتصامات وقامت بتأمينها لصيانة حريات التعبير فيما قمع البعض اليسير والحساس فقط.
لكن نشطاء فيس بوك بدأوا يلعبون لعبة أخرى مثيرة للتسلية أحيانا فقد أعلنوا الأسبوع الماضي عن إعتصام جديد أمام بوابة البنك المركزي وسط العاصمة عمان.. في التوقيت المحدد وبسبب حساسية المكان حضر الأمن وحضرت الصحافة ولم يطل على المكان ولو معتصم واحد فقد أصحبت الإعتصامات مرهقة جدا في الأردن وفي بعض الأحيان تنطوي على توظيف سياسي فقط.
لكن الطرافة كان لها عنوان آخر وهو البرلمان فأمام كاميرا الفضائية الأردنية وقف أحد النواب معلقا على مقترح بتخفيض سن المرشح للإنتخابات وأطلق العبارة التالية (ما ظل بالخم غير ممعوط الذنب) ثم وقف آخر ليتهم فرنسا بتحريك الشباب الأردنيين.

حزب المماعيط

صاحبنا النائب تسبب فورا بتشكيل أول وأغرب حزب عريض في البلاد بدون ترخيص وزارة الداخلية وهو حزب (مماعيط الذنب) أي الشباب الذين تعهدوا فورا بإسقاط النائب ومحاربة مجلس النواب في الإنتخابات المقبلة.
.. طبعا دخلت مسألة المماعيط هذه في سياق الطرافة التي بدأ يتميز بها الحراك الأردني ما دامت الثورة لن تحصل في الأردن حتى لو قام الخميني من قبره وقادها على رأي الصديق ياسر أبو هلاله.
أحد الشباب وعلى بوابة البرلمان حمل لافتة عملاقة كتب عليها (الحمد لله ليس لي ذنب حتى أهزه).. آخر تقدم عبر فضائية عربي بوست الإلكترونية بنكتة تقول: بعد الأن وعند خطبة عروس في الأردن سيكون السؤال الأول .. الأخ ممعوط ولا مش ممعوط؟.
.. طبعا رسالة الحراك الشاب واضحة فممعوط الذنب الذي لا يرغب الأخوة النواب بترشيحه لللإنتخابات يسأل ضمنيا ونحن نسأل معه: طيب من ليس ممعوطا بمعنى له ذنب بماذا يستخدمه وما هي فوائده؟.

جو سات وتلفزيون رام ألله

عالجني أحد المشاهدين خلال مشاركتي في برنامج (كلام في الصميم) على فضائية جو سات المحلية ببرهان غريب يثبت (إقليمتي) كما قال المشاهد المحترم حيث إعتبر الرجل - هداه ألله - أن مجرد وجودي على فضاء جو سات وهي محطة أردنية هو الدليل الأكبر على عدم وجود سياسات تفريق ضد الأردنيين من أصل فلسطيني في المملكة.
ومن الواضح ان الرجل مع معلق آخر تحدثا عن (نفس إقليمي) يظهر في كتاباتي بالقدس العربي لكنهما لم يقدما أي دليل يدفعنا لقياس منسوب وطنيتي وإقليميتي.
.. بصراحة أعجبتني المقاربة رغم غرابتها لكني فهمت ضمنيا بان الأخ يفترض أن مكاني الطبيعي إعلاميا على برامج وهواء إذاعة رام ألله مثلا أو على تلفزيون فلسطين الحرة أو على شاشات حركة حماس أو عبر أثير تلك الإذاعات التي يديرها حواة حركة فتح .
وفهمت أن محطة جو سات الأردنية وهي محطة خاصة (تتفضل علي) بإسم الوطنيين الأردنيين وتمكنني من التحدث عبرشاشتها ولو كنت أعرف مسبقا هذه المعلومة الخطيرة لما رفضت عدة مرات دعوات زملاء كرام للمشاركة في برامجهم على جو سات وغيرها من المحطات المحلية ولتمتعت أكثر بالفرصة التي يتيحها لي صاحبنا المداخل وغيره كأردني يسمح لي بالتحدث عبر شاشة أردنية في مفارقة لا تحصل إلا في بلادي.
وهنا لابد من بعض الغرور عبر سؤال أوجهه للأخ صاحب المداخلة: من هو الأجدر مني بالظهور على برامج جو سات؟..هل من يفرضهم علينا تلفزيون الحكومة كل ليلة أفصح مني ومن غيري؟.. لماذا يستكثر أخونا على أشكالي الظهور في برنامج لفضائية محلية خاصة بينما يتمتع هو بمنابر المؤسسة الرسمية وبتلفزيون الحكومة وغيره وبكل الأثير؟
يعني بعد 14 سنة خدمة ثانوي على طريقة عادل إمام يفترض الأخ المداخل على الهواء مباشرة بأنه حتى الشاشات الخاصة في تلفزيونات بلادي محرمة علي بإعتباري مواطنا أردنيا يعود أصل جده الرابع لقرية فلسطينية.
وجدي الأول لمن لا يعرفه فلاح بسيط كان يتجول على حماره بما تيسر من البضاعة ليبيعها في القرى بين جبل الخليل وقرى مدينة الكرك، وقد فهمت بان حمار جدي رحمه ألله كان يعرف الطريق جيدا بين الضفتين بدون توجيه أو بوصلة أو رادار وأنظمة ملاحة وبدون الإعتراف بالحد الفاصل بين الضفتين وفي ذلك درس لكل دعاة الإنقسام والفرقة بين الناس .
ومن الواضح بالنسبة للبعض أن الأردن تفضّل بكل شيء على فلسطينييه القادمين عام 1967 وانا لست منهم بطبيعة الحال لأ، عائلتي استقبلت المهجرين من أرض كانت أردنية وسقطت مع الأشقاء في العشائر والقبائل والتفضل هنا شمل حتى السماح لأشكالي بالظهور على شاشات محطات التلفزيون الخاصة على إعتبار أن مكاني الطبيعي هو فقط محطة الجزيرة او المحطات التي لا جنس ولا لون لها.
عمليا لا توجد إقليمية وإنعزالية أكثر من رأي من هذا النوع يدعو ضمنيا للتدقيق في دفاتر العائلة والسجل المدني قبل دخول أي ضيف لأي إستديو تلفزيوني وثمة آراء أخرى غريبة ومريبة وأحيانا طريفة قيلت على هامش الحلقة التي شاركت فيها تحت عنوان الوطن البديل وهم أم حقيقة؟
مثلا أحدهم وأحسب أنه من نشطاء المخيمات إعترض على قولي بأن أهالي المخيم لا يشاركون في الحراك الإصلاحي وإعتصامات غلاء الأسعار لإن أولويتهم هي حق العودة ... صاحبنا جلدني بالتهمة التالية: أنت تنزع المواطنة والوطنية من أهالي المخيمات الأردنيين مما يعني أني مواطن لست مع ستي ولا مع سيدي بخير فالفلسطينيون يتهمونني بنزع مواطنتهم كإقليمي أردني وبعض الأردنيين يتهمونني بالإقليمية والتعنصر لفلسطينيتي فمن أنا إذا؟.. هل انا بوكيمن المتحول؟
الحاج مطلق هاتف البرنامج معلقا على مداخلة لزميلي المشاركة بالحلقة ممثلا للمتقاعدين وقال الحاج ببساطة: علمت أولادي في الخارج ولم يحصل أي منهم على بعثة جامعية ودفعت الضرائب طوال عمري ولم يحصل أي من أبنائي على وظيفة لماذا؟.
وزميل مشارك في الحلقة طالب الأردنيين من أصل فلسطيني بكلمة صريحة بتحديد موقفهم فلا يجوز الجلوس تحت علمين.. عليهم أن يختاروا إما العلم الأردني أو الفلسطيني.. هنا بصراحة أحببت ان أقول: يا أخي نقف تحت العلم الأردني لكن توقف عن محاولة زحزحتنا من تحته.

تأهيل الرجال على إم بي سي

أبشع إستغلال للربيع العربي يمكن رصده في الدعاية الطريفة التي تبثها فصائية إم بي سي عشرات المرات في اليوم الواحد حيث تظهر لافتة تقول (مركزإعادة تأهيل الرجال) ولاحقا يجلس خمسة رجال من طراز (الدهل) مع مرشد مفترض هو الآخر دهل شكلا ثم يتحدث الجميع على طريقة الأفلام الأمريكية عن مشاكل الرجولة والذكورة التي إعترتهم بعد ثورة يناير.
ويعتقد المرء للوهلة الأولى بان المسألة جدية ليكتشف في نهاية الشريط بأن المرشد الدهل ينصح مراجعي العيادة بشرب كميات إضافية من أحد مشاريب الطاقة .. يعني المسألة مجرد شريط دعائي لإحدى ماركات الطاقة .