«وادي عربة» لا احتفالات

اخبار البلد-

 
تمر ذكرى اتفاقية وادي عربة الـ25 دون أي ذكر رسمي، لا أحد من الرسميين يحاول أو حتى يريد أن يتحدث عنها.
كل ما سنسمعه سيكون على لسان المعارضة التي ستهجو الاتفاقية وتحملها مسؤولية ما آلت إليه البلاد بعد أن وضعت يدها بيد المحتل واعترفت له بما سرق.
على الجانب الآخر كذلك لا رسميين يتحدثون كذلك عن مفاخر وادي عربة، والحق أنهم مشغولون الآن بمصائرهم؛ نتنياهو مستقبله غامض وهو على المحك، والآخرون ينتظرون شهادة وفاته السياسية حتى ينقضوا على تركته.
أكاديميون صهاينة يتحدثون عن خيبات أمل أردنية من التعامل الصهيوني تجاه عمّان حتى وصل الأمر على حد قولهم إدارة الأردن ظهره لملحقي الاتفاقية «تأجير منطقتي الباقورة والغمر» وإصراره على إنهائهما.
الأكاديميون الصهاينة يتحدثون عن تعامل فوقي من قبل الحكومات الصهاينة مع الأردن، وتجاهل شبه تام لمصالحه، وإصرار عجيب على إحراجه دوما! يمكن أن يلاحظ ذلك في ملفات القدس والمسجد الأقصى والاستيطان وحل الدولتين وضم الأغوار وأخيرا ملف الأسيرين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي.
لقد قدمت اتفاقية وادي عربة ومن قبلها أوسلو وكامب ديفيد خدمة ودفعة كبيرتين للمشروع الصهيوني، لم يكن يحلم بهما أبو المشروع ثيودور هيرتزل. وإن كان الصهاينة يعتبرون تاريخ 15 آب 1948 هو أعظم تواريخهم لأنه تاريخ تأسيس دولتهم، فإن تواريخ كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة لا تقل أهمية وعظمة عن ذلك التاريخ؛ صحيح أن تاريخ 15 آب 1948 هو تاريخ التأسيس لكن تواريخ كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة تمثل تاريخ التثبيت والشرعية وصك الاعتراف لهذا الكيان الصهيوني.
احتفل الصهاينة بتاريخ تأسيس كيانهم، لكن اعتراف العرب بكيانهم هو أمر آخر يبدو معه اعتراف الدول العظمى والكبرى والعديد من الدول قليل الدسم.
بهذا المعنى بالذات باتت الاتفاقيات ثوابت من ثوابت العمل المحلي والعربي، وعدم وجود احتفالات
لا يعني شيئا أبدا.