هبوط كبير للنفط والذهب وخسائر كبيرة في أسواق المال خوفا من ركود اقتصادي
تحول خام برنت للهبوط أمس ليسجل أدنى مستوى له في ستة أسابيع قرب 103 دولارات للبرميل بعد تلاشي مكاسب أولية بسبب مخاوف بشأن آفاق الاقتصاد والطلب على النفط.
وهبطت الأسواق المالية أيضا إذ تراجعت الأسهم الأوروبية ثم تعافت قليلا وذلك مع تجدد المخاوف بشأن خفض البنوك الأوروبية مزيدا من قيمة حيازاتها من السندات اليونانية.
وارتفع اليورو ملتقطا أنفاسه من موجة البيع التي هوت به إلى أدنى مستوى في ثمانية أشهر مقابل الدولار في الجلسة السابقة لكن مكاسبه قد تكون عابرة إذ يتطلع المستثمرون للبيع عند الارتفاع.
واستفاد اليورو من تعهد مجموعة العشرين بأن تمنع أزمة الديون الأوروبية من تقويض البنوك والأسواق المالية لكن متعاملين لاحظوا أن الرغبة في تكوين مراكز جديدة محدودة قبل اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومجموعة العشرين في واشنطن مطلع الأسبوع.
وهبطت أسعار الذهب إلى أدنى مستوى في ستة أسابيع ونصف ومن المتوقع أن تسجل أكبر خسارة أسبوعية منذ اذار 2009 وسط موجة بيع للسلع الأولية وحديث بعض المتعاملين عن عمليات بيع للمعدن النفيس لتغطية خسائر في أدوات استثمارية أخرى.
وسجلت الأسهم العالمية أدنى مستوى في 14 شهرا إذ أن المخاوف من التداعيات المحتملة على القطاع المصرفي في حال تخلف اليونان عن سداد ديونها طغت على آمال في إجراءات ملموسة من جانب وزراء مالية مجموعة العشرين.
النفط
تراجع سعر مزيج برنت 53 سنتا الى 104.96 دولار للبرميل بعد ان سجل في وقت سابق 103.43 دولار وهوأدنى مستوى منذ العاشر من آب.
وهبط سعر الخام الأميركي الخفيف 74 سنتا إلى 79.77 دولار للبرميل.
وقالت منظمة أوبك إن سعر سلة خامات نفط المنظمة تراجع إلى 105.11 دولار للبرميل الخميس من 108.99 دولار للبرميل في الجلسة السابقة.
وتضم سلة أوبك 12 نوعا من النفط الخام هي مزيج صحارى الجزائري وجيراسول الأنجولي والإيراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي والسدر الليبي وبوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والعربي الخفيف السعودي ومربان الإماراتي وميري الفنزويلي وأورينت من الإكوادور.
وقال روب مونتيفوسكو المتعامل في سوكدن فايننشال «الوضع يتدهور في أوروبا ... الأمر كله يتعلق باضطرابات السوق في الوقت الراهن. عادت سوق الأسهم للهبوط مجددا وهذا لا يفيد .. واليورو لا يتعافى.»
وتعرض النفط لضغوط خلال الأيام القليلة الماضية بعد أن خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في أعقاب تحذير مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) من «مخاطر نزولية كبيرة» تواجه اقتصاد البلاد.
العملات الرئيسية
صعد اليورو 0.5 بالمئة إلى 1.3521 دولار بعدما سجل 1.3567 دولار في وقت سابق. وكان قد سجل أدنى مستوى في ثمانية أشهر عند 1.3384 دولار الخميس على منصة إي.بي.اس للتداول الالكتروني.
وبسبب مكاسب اليورو تراجع مؤشر الدولار عن أعلى مستوياته في سبعة أشهر البالغ 78.798 . وفي أحدث التعاملات تراجع مؤشر العملة الأميركية 0.35 بالمئة إلى 78.184 .
وقال جافن فريند خبير العملات لدى ناشونال استراليا بنك «اليوم نرى تعاملات في نطاق ضيق في اليورو بعد يوم عاصف الخميس.»
وأضاف «الأسواق قلقة جدا ورغم أن مجموعة العشرين أشارت إلى سعي مسؤولي منطقة اليورو لتعزيز آلية الاستقرار المالي الأوروبية إلا أن هناك شيئا من التشاؤم.»
وتراجع الين من أعلى مستوياته في عشر سنوات مقابل اليورو الذي سجله في الجلسة السابقة. وارتفع اليورو 0.4 بالمئة مقابل الين إلى 103.05 ين.
واستقر الدولار عند 76.28 ين محوما قرب مستواه القياسي المنخفض 75.941 ين الذي سجله في أغسطس آب. وكانت التعاملات في هذا الزوج من العملات هزيلة بسبب إغلاق أسواق طوكيو لعطلة وطنية لكن اليابان كررت تهديدها بالتدخل في سوق العملة لإضعاف الين.
في غضون ذلك ارتفع الدولار الاسترالي الذي يعبر عن النمو العالمي أكثر من واحد بالمئة إلى 0.9865 دولار أميركي. وكان قد سجل الخميس 0.9692 دولار أميركي وهو أدنى مستوى له في نحو عشرة أشهر.
وتراجع الدولار النيوزيلندي إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر أمام نظيره الأميركي.
وبلغ سعر تداول الدولار النيوزيلندي 77.5 سنت أميركي، بعدما فقد أكثر من 4 سنت في يومين.
المعادن النفيسة
نزل الذهب في السوق الفورية إلى 1705.89 دولار للأوقية (الأونصة) بعد أن سجل في وقت سابق أدنى مستوى خلال الجلسة عند 1698.54 دولار وهو أدنى مستوى منذ الثامن من آب مع تعرض السلع الأولية لضغوط اثر تعويض الدولار لخسائره السابقة.
وتضع قوة الدولار ضغوطا على الذهب إذ تزيد من تكلفة السلع الأولية المقومة بالعملة الأميركية لأصحاب العملات الأخرى.
كما ألقى متعاملون باللوم في انخفاض سعر المعدن النفيس على عمليات بيع من جانب مستثمرين يتزايد قلقهم حيال سوق السندات ويتطلعون لتغطية خسائر أصول أخرى مثل الأسهم.
وخسرت العقود الآجلة للذهب الأميركي أكثر من اثنين بالمئة لتسجل 1701 دولار للأوقية وهو أدنى مستوى منذ أوائل أغسطس وهي أيضا في طريقها لتسجيل أكبر خسارة أسبوعية منذ أوائل مارس 2009 .
واقتفت الفضة خسائر في المعادن الصناعية وانخفض سعرها في السوق الفورية ثمانية في المئة إلى 32.46 دولار للأوقية وهو أدنى مستوى منذ منتصف أيار.
وانخفضت حيازات صندوق آي شير سيلفر تراست أكبر صندوق مؤشرات مدعوم بالفضة في العالم 0.31 بالمئة الخميس مقارنة بيوم الأربعاء.
ونزل البلاتين 2.4 في المئة إلى 1638.99 دولار للأوقية بينما استقر البلاديوم الفوري عند 640.49 دولار للأوقية.
الأسهم العالمية
تراجع مؤشر ام.اس.سي.آي لأسهم كل دول العالم إلى 274.72 وهو أدنى مستوى منذ تموز 2010 . وهبطت الأسهم الأوروبية أكثر من واحد بالمئة بقيادة أسهم البنوك.
وهبطت الأسهم الأميركية في أوائل التعاملات مع تزايد الحديث عن احتمال تخلف اليونان عن سداد الديون وبعد يوم من تراجع الأسواق بسبب تفاقم المخاوف حيال الركود الاقتصادي العالمي.
وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى 61.04 نقطة توازي 0.57 في المئة إلى 10672.79 نقطة.
وتراجع مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقا 5.81 نقطة أو 0.51 في المئة إلى 1123.75 نقطة. وهبط مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 10.71 نقطة أو 0.44 في المئة إلى 2444.96 نقطة.
وهبطت الأسهم الأوروبية مواصلة خسائرها الثقيلة في الجلسة السابقة مع تجدد المخاوف من خفض البنوك الأوروبية مزيدا من قيمة حيازاتها من السندات اليونانية.
وهبط مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 1.7 بالمئة إلى 860.22 نقطة بعدما خسر الخميس 4.7 بالمئة مسجلا أدنى إغلاق في 26 شهرا.
وفي أنحاء أوروبا تراجع مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 1.4 بالمئة وداكس الألماني 2.3 بالمئة وكاك 40 الفرنسي اثنين بالمئة.
وواصلت أسعار الأسهم تراجعها في بورصة سول مع تنامي مخاوف المستثمرين بشأن الاقتصاد العالمي.
وهوى مؤشر كوسبي القياسي بمقدار 103.11 نقطة، أو بنسبة 5.7% ،ليغلق على 1697.44 نقطة.
وهبط مؤشر كوسداك الرئيسي لأسهم التكنولوجيا بمقدار 24.9 نقطة أو بنسبة 5.3% لينهي التعاملات على 446.51 نقطة.
وتراجعت مؤشرات الأسهم الفلبينية بنسبة بلغت 5.1% عند الإغلاق وسط مخاوف الركود.
وخسر مؤشر بورصة الفلبين المجمع المؤلف من 30 سهما 210.14 نقطة عند الإغلاق ليصل إلى ما يقرب من 3885.96 نقطة مقابل 4096.1 عند الإغلاق الخميس.
وتراجعت الأسهم التايوانية بنسبة 3.55% لتصل لأدنى مستوياتها منذ عامين مع مشاكل الديون السيادية في أوروبا والولايات المتحدة.
وخسرت بورصة تايوان 259.28 نقطة من قيمتها لتغلق على 7046.22 نقطة. وتراجعت القيمة السوقية للبورصة بأكثر من 20% هذا العام.
وتعتبر الأسهم التايوانية أوراقا مالية تتسم بالمخاطرة أوقات الظروف الاقتصادية الصعبة بسبب اعتمادها على تصدير المنتجات الاستهلاكية التصنيعية للصين وأوروبا والولايات المتحدة.
وقال سماسرة إن الأسهم التايلاندية تراجعت بنسبة 3.3% بعد أن باع معظم المستثمرين الأجانب الأسهم المحلية بكميات ضخمة بفعل المخاوف حيال الاقتصاد العالمي.
وانخفض مؤشر سيت لبورصة تايلاند بمقدار 32.43 نقطة ليغلق على 958.16 نقطة.
وهذا هو اليوم الثاني من الهبوط المثير في بورصة بانكوك نتيجة المخاوف بشأن الاقتصادات الأميركية والأوروبية وهي الأسواق الرئيسية للصادرات التايلاندية.